مهدي النفري
شاعر ومترجم
(Mahdi Alnuffari)
الحوار المتمدن-العدد: 8402 - 2025 / 7 / 13 - 18:03
المحور:
الادب والفن
كلبٌ ميتٌ بجناحين
———-
أخيرًا ظننتُ أنني أستطيعُ الطيران
فتحتُ بابَ الدارِ، وضعتُ قدمي المرتجفتينِ على حافةِ الدربِ
و بدأتُ أصرخُ
صرخةً لم تكنْ للنجدةِ بل دعوةً للأحلامِ أن تهبطَ عليّ جناحينَ من ريشٍ مشغولٍ بشغفِ القلبِ
مددتُ يدي كما لو أنني طفلٌ يكتشفُ لعبتهُ الأولى، أو يرى وجهَ أمّهِ وقد صارَ العالمُ بأكملهِ في عينيها.
لكنني بقيتُ كما أنا، جامدًا كتمثالٍ في مهبِّ الانتظار
لا جناحٌ نزلَ، ولا ذكرياتُ طفولتي خرجتْ من مخابئِها لتواسي يدي الممدودةَ
صرختُ مرارًا، حتى ارتجّ الحيُّ لندائي، وفي وسطِ تلك الضوضاءِ، جاءتني امرأةٌ عجوزٌ تتكئُ على عكازٍ كأنه امتدادٌ لخطوطِ الزمن
نظرتْ إليّ بصمتٍ طويلٍ كأنها تقرؤني، ثم اقتربتْ، وهمستْ في أذني بصوتٍ خافتٍ كسرٍّ يُقالُ قبل الغروب
الموتى لا يَحلقونَ في هذه الدنيا، يا ولدي
الطيرانُ يكونُ في العالمِ الآخرِ حيث الأرواحُ تُحلّقُ بلا أجسادٍ، بلا قيد
اكففْ عن الصراخِ، وعن طلبِ الأحلامِ من ترابٍ لا يثمرُ إلا حينَ يسقط
الحياةُ ثمرةٌ تنمو على شجرةٍ غافلةٍ، تكبرُ، وتنضجُ، ثم يسحبُها الوقتُ إلى السقوط
000
13-7-25
#مهدي_النفري (هاشتاغ)
Mahdi_Alnuffari#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟