أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخواطر .















المزيد.....

مقامة الخواطر .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 16:01
المحور: الادب والفن
    


مقامة الخواطر :

كتب أحد الأصدقاء تحت عنوان (خواطر) : (( أظنُ أنَّه أحيانًا بعض ما يُكتب , يكون لغزًا لايعرفه غير كاتبه فنعود لنقرأه مرارًا لعلنا نحله لكن بصمت , كما لبعض الموسيقى لغزًا وضعه فنانها لا يفهمه غيره لكننا نستمتع بالاصغاء إليها بصمت , كذلك اللوحة الفنية يكون فنانها قد وضع شيئا فيها لايفهم مغزاه سواه لكنها تمنحنا شعورًا ما , يتركنا لنصمت )) , ونقول عن الخواطر أنها شيء جميل و نبيل , فالخاطِرُ : ما يَخْطُرُ بالقلب من أمر, أَو رأْي , أَو معنًى, و الخاطِرُ القلب أو النفس (على المجاز) , والجمع : خواطِرُ , وقد أستُعملت كلمة ( خاطِر) مصطلحًا في علم الكلام في نحو العام 255هـ بمعنى: ما يَعرِضُ للنّفسِ من اعتقادٍ أو ظنّ , كما ان الخواطر هي مجموعة الأفكار والآراء والمشاعر التي تتبادر إلى ذهن الإنسان أو تظهر في قلبه , وهي عبارة عن لمحات فكرية أو عاطفية تظهر بشكل مفاجئ , أو هي فكرة أو رأي أو شعور يتبادر إلى الذهن بشكل مفاجئ , وليس فكرة ناضجة أو متطورة.

هناك من سمت خواطره فأبدع فكتب : ((كلهم يمشون نحوي , حتى أنا , حُضورك في كتاباتي , ليس اعتيادياً , بل ضرورة أدبية , ودخلتُ جنّة قلبك أفواجا , خيرُ جليسٍ في الزمان عيناها , لا حاجةَ لي للنّوم , فكلّ أحلامي أنت , أنتِ (( العشرة )) المُبشّرين بحُبي , كان قلبهُ كجلمودِ صخرٍ , حَطّهُ الحُب من عَلِ , رغم انحناء ظهرها , نتوكّأ عليها جميعاً , تلك أمي , من يأخذ دور البطولة مني , ويعطيني حائطاً ولو كان مائلاً لأستند عليه ؟ من مكتبة عينيكِ , قرأتُ آلاف الكتب , كان آخرها : (( موسم الهجرة إلى الجمال )) , أنتِ أقرب البعيدين , وأبعد القريبين , مُريحة حدّ الوجع , موجعة حدّ الفرح , أنتِ في منتصف كل شئ , حتى في قلبي , كان ضليعاً في اللغة .. حتى سَكَنتْ ما بين أضلاعه .. فأصبح يضمُّ جميع الحروف لأجلها !! إنها شخصي المُفضّل .. أفضفض لها عنها !! خيرُ الكلامِ أنتِ وإن كلامي قلّ فالصمتُ فيكِ بليغٌ والسكوتُ أجلّ .

يعرفون الخاطرة : هي أن تمسك القلم وتترك لقلبك وروحك وعقلك ووجدانك العنان في التعبير دون شروط ودون قيود ودون أحكام فهي لا تشترط بقافية ووزن أدبي إلا انه يجب أن يكسوها التناسق في اللّحن والكلمات , تعبر فيها عن أحاسيسك بسلاسة وطلاقة , فهي تعبير عن مكنونات النفس وما يدور فيها من صراعات أو حب أو حزن أو حتى ضيق أو ألم أو فرح وسعادة , وهي كلام القلب يترجمه اللّسان لكلمات , هي فن أدبي وتعبيري عن ما يخطر في القلب والعقل معا , وهي نثر أدبي تحاك كلماتها ببلاغة , وتتصف بجمالها لكثرة الصور الفنية والتشبيهات والمحسنات والإستعارات والكنايات المستخدمة فيها . خذ خاطرة هذا الفلسطيني : (( تقضي سنوات , تصنعُ تمثالاً لزعيمك , وعندما تَفرغُ من نَحتِهِ , يُمسكُ التمثالُ المطرقةَ من يدكَ , ويُحطّمك , كل الذين أنرتَ لهم الطّريق , استكثروا عليك (( عُود كبريت )) وقتَ انطفائِك , لا أملك (( عصا سحرية )) لأغيّر العالم , ولا ((عصا موسى)) لأقنع العالم , لكنني أمتلك "عصا جدّي لأكسر راس العالم إذا لزم الأمر , يا موت , يا ريتك أقلّ , ما عندك قلب تا يلين ؟ شو الحل , تا الوجع ما يضلّ , من عام الثمانية وأربعين ؟ )) .

ولنناغي حفيف ستائر خواطرك , يحق التساؤل لمهمومي الأوهام : (( ما فائدة ( بيوت ) أشعارنا إن لم يسكنها طفل رجيف القلب ؟ )) , لستُ يوسفَ , ولا عزيزَ لديّ , فاتركوا قميصي وشأنه , حاجة تعيد وحاجة تزيد , كتّر خيرك , ضلّ بعيد , كل الناس فراقا صعب , إلا إنت فراقك عيد , أنه ذلك الذي حين تأخّر نُطقه , اقترحوا أن تُرضعه أمّهُ (( حليب الحمير)) , بَعدها كبُرَ وملأَ الكونَ نهيقاً , حيث أصبح حاكماً )) , ومن الهوامش تقول لطفية الدليمي : (( لاأؤمن بالجهات , لااليمين ولا اليسار , لاالشرق ولاالغرب , أؤمن بالأعالي والأعماق حسب)) .

اتجول في مدن خيالك , فأهلوس وأعترف انه في قصيدة الوتري (ديوان الجواهري) اتعبني البيت : (( ولقد رأى المستعمِرونَ فرائساً منَّا , وألفَوْا كلبَ صيدٍ سائبا )) , صحيح أنه من حق الانسان ان تتحول وتتبدل قناعاته , مثلاً من بعثي الى شيوعي وبالعكس , من اسلامي الى ليبرالي , من درويش الى ملحد , من حبيب واشنطن الى حبيب طهران , من صديق الى عدو , لكن هذه التحولات تحتاج الى زمن ومعطيات وتدرج وقناعات وضمير , في ان لاتكون تلك التحولات انتهازية ومصلحية وقائمة الى نوع الدفع وكميته و (( شرعيته)) ,
والتماسيح إذا جاعت تصبح مجنونة , وان شبعت تنصرف الى النوم غير مكترثة , تذكرت قول هنري ميللر : (( لا أَدري كيف أَمضيتُ باقي النهار , كُل ما أتذكره هو أنّ وجع القلب يزداد باطّراد , لا شيءَ كان قادراً على تخفيفه , لم يكُن السبب شيئاً موجوداً بِداخلي , بل كنتُ أنا نفسي , كنتُ أنا الوجع , وجعًا يتكلّم ويسيرُ على قدمين)) .

ولكي نجاريك ونكون عاقلين نفرز الأشياء ونحلل الواقع فنقول : قرأنا قول الجاحظ : (( ولعمري إنّ العيون لتخطئ , وإنّ الحواسّ لتكذب , وما الحكم القاطع إلاّ للعقل )) , وقول أبو حيّان التّوحيدي : (( إذا كانت الحركة بشوق طبيعيّ لم تسكن البتّة )) , وقول فرويد : (( الأحلام غالبا ما تكون أكثر عمقا عندما تبدو مجنونة )) , فنتفكر ونكتب : (( يوما ما ستسكنك أفكار مجنونة منفلتة متبرّمة بكلّ انتظام وعليك أن تسايرها ,أن لا تخدش ما انتظمت فيه من ترتيب , أن تروم الشّيء وتشتهي نقيضه , أن تتمرّغ في كلّ ضروب الغلط وتعتنق ما يجب من الشّطط , وعليك أن تحصي كلّ ما جنته نفسك عليك من أخطاء وأن تعيد ارتكابها بأكثر ما يجب من الحرص على الإتقان والتّفنن , لتضمن أنّك لم تترك لأبناء الحلال من بني جلدتك فرصة اتّهامك بالتّلميح هروبا من عواقب التّصريح ,عليك أن تعتذر عن هرطقاتك بالإصرار على الاعتراف بها والاعتزار بكونك أتيتها بكامل الإدراك والتّعقّل , فليس من صالحك أن يكون للاعتذار مجال في ما أفنيت عمرا ترتّب تفاصيله , وتقسو على ذاكرة تعذّبك وتأبى أن تنسى ,فلم تُبق لك إلاّ أن تكون لها وفيّا )) .

صباح الزهيري .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة طباخات الرطب .
- مقامة الزمن الجميل .
- مقامة العيون عيون .
- مقامة الفرهود .
- مقامة سجدة الشعر .
- مقامة المزبلة .
- مقامة حب التوكسيك .
- مقامة شاعر الكأنات .
- مقامة التفاوض .
- مقامة المرارة .
- مقامة الأقنعة .
- مقامة نبوءة القبانجي .
- مقامة القنبرة .
- مقامة الملك الفيلسوف .
- مقامة ترانيم ساجدة الموسوي .
- مقامة المهزلة .
- مقامة تقدير الموقف .
- مقامة البخلاء .
- مقامة البزرنكوش .
- مقامة الأعتذار .


المزيد.....




- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان
- -سرقتُ منهم كل أسرارهم-.. كتاب يكشف خفايا 20 مخرجاً عالمياً ...
- الرئيس يستقبل رئيس مكتب الممثلية الكندية لدى فلسطين


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الخواطر .