أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - ريام الربيعي حين يكتب الجمال أنوثته شعراً














المزيد.....

ريام الربيعي حين يكتب الجمال أنوثته شعراً


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8382 - 2025 / 6 / 23 - 07:39
المحور: سيرة ذاتية
    


في مدينة الحلة، حيث تختلط عبق الحضارات القديمة بصوت النهر الخفيض، ولدت الشاعرة ريام الربيعي عام 1991، وحملت منذ نعومة أناملها حساسية الشاعر وإرهاصات الكلمة المشتهاة. لم تكن تلك الطفلة التي تنصت لحكايات الجدات، وتتأمل الغروب من ضفاف شط الحلة، تدرك أن القصيدة ستصبح لاحقاً موطنها البديل، وملاذها الأجمل حين تضيق الأرض بما رحبت.
ريام ليست شاعرة عابرة في زمن مكتظ بالضجيج، بل هي صوتٌ نسويٌّ ينطلق من تخوم الذات، ليعيد ترتيب اللغة على إيقاعٍ مختلف. كتبت الشعر باكرًا، وهي بعد طالبة على مقاعد كلية الفنون الجميلة – جامعة بابل، لتتخرج عام 2013 محملة بخبرة جمالية لا تقتصر على الشعر فقط، بل تمتد إلى تخوم التشكيل والبصر ودهشة اللون. ولعلّ هذا المزيج بين الفن البصري والكتابة هو ما منحها حساسية خاصة في اختيار مفرداتها، فقصائدها تُبصر كما تُقرأ، وتُشَمُّ كما تُسمَع.
أصدرت عام 2022 مجموعتها الشعرية الأولى "متلازمة ستندال"، وهو عنوانٌ لم يكن بريئًا؛ فالستندال، كما في الطب النفسي، هو دهشة الجمال المفرطة حدّ الانبهار المؤلم. وهذا بالضبط ما تصنعه قصائد ريام: إنها تباغتك بجمالها، ثم تترك فيك رعشةً لا تفسير لها. القصيدة عندها ليست بناءً لغويًا بقدر ما هي انفعال روحي، تنفجر أحيانًا كصرخة، وأحيانًا كهمس، لكنها في الحالتين تحتفظ بصدقٍ داخلي يجعلها مؤثرة دون تكلف.
جاء عن مجموعتها الأولى دراسة بعنوان: "متلازمة ستندال: بوحٌ حوائي بصوتٍ عالٍ"،(الحوار المتمدن) رأى فيها تواشجًا واضحًا بين الشعر وفلسفة الفن، إذ تخرج القصيدة عند ريام من عمق التجربة الأنثوية، لا بوصفها ترفًا أو حكاية، بل بوصفها وجودًا قلقًا يطالب بحقه في البوح والاختلاف. لقد وجد النقاد في شعرها توهجًا عاطفيًا يتجاوز النمطية، ويتكئ على وعي ثقافي معاصر يجعل من كل نصّ مشروعًا لجمالية جديدة، تنطلق من الذات إلى العالم.
شاركت ريام في مهرجانات أدبية وثقافية متنوّعة، مثل بوابة عشتار الثاني، وعشتار تقرأ، واليوم العالمي للمرأة، وكانت في كل إطلالة لها تحمل نبرة مختلفة، وأسلوبًا في الإلقاء يشي بأنها لا تقرأ القصيدة بل تحياها. وبصوتها العذب، واستحضارها البصري للنص، كانت تستحوذ على انتباه المتلقين، وتعيد إليهم الإيمان بأن القصيدة لا تزال قادرة على أن تبني عالماً، أو تفتح نافذةً في جدار اليأس.
لم تكتفِ ريام بالنشر الورقي، بل غزت الفضاءات الإلكترونية أيضًا، فنُشر نتاجها في العديد من الصحف العراقية والعربية، مثل بابليون، التآخي، صباح بابل، الحقيقة، المدارات، النهار، ومجلات ثقافية كـ سطور الأدبية، أرمارجي، دار العرب وغيرها، كما تفاعل معها القارئ الرقمي الذي رأى في نصوصها مزيجًا من الغنائية الرقيقة والرؤية الأنثوية الجريئة.
اليوم، وبعد أن أصبحت عضوًا في اتحاد أدباء وكتاب بابل، وفي المنتدى الإبداعي، تمضي ريام في طريقها بخطى واثقة، وهي تتهيأ لإصدار مجموعتها الشعرية الثانية، وسط ترقب محبي الشعر الذين وجدوا في "متلازمة ستندال" وعدًا شعريًا لا يُخلف.
ريام الربيعي لا تكتب الشعر لأنها تريده، بل لأنها تُجبر عليه. القصيدة فيها شرفةٌ تطل منها على ذاتها والعالم، وكل بيت شعرٍ تكتبه هو محاولة للنجاة، ولتضميد ما لا يُقال. إنها شاعرة في زمن ندر فيه الشعراء الحقيقيون، وامرأة تعرف أن القصيدة، حين تكون صادقة، لا تحتاج إلا أن تُقال كي تهزّ قلب العالم.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبري الحيدري الناقد الذي رأى في الإهداء مرآة للنص
- الدكتور سامي سعيد الأحمد راوي ذاكرة الحضارات
- الدكتور صباح نوري المرزوك عاشق الحلة ومؤرّخ وجدانها
- حسين علوان عينٌ على بابل وقدمٌ في لغة العالم
- أحمد الناجي مؤرخ الذاكرة ومثقف الحلة المتجدد
- جعفر هجول شاعر مترحل بين الغربة والعشق
- الناقد الذي عبر الظل أمين قاسم خليل
- أحمد سوسة ضميرُ العلمِ ومسافرُ الزمان في خرائط الأرض وذاكرة ...
- خالد الحلّي شاعر المنفى وصوت الطفولة البعيد
- قراءة في قصيدة -النهر والمقصلة- للشاعر موفق محمد
- جعفر الكوّاز حاملُ الهوى ومفهرسُ الذاكرة
- الدكتور عدنان الظاهر سيرة حياة عالم كيميائي مميز
- عبد الإله كمال الدين... العابر بين الخشبة والمكتبة
- أديب كمال الدين شاعر الحرف ومتصوف المعنى
- الدكتور وليد جاسم الزبيدي شاعر الذاكرة والمناسبات
- قاسم عبد الأمير عجام الناقد الذي قتلته الكلمات الحية
- الدكتور علي الربيعي ذاكرة المسرح العراقي
- حسين السلطاني.. الشاعر الذي ظلمه المجتمع
- عادل الياسري.. وردة عراقية نزفت شعراً
- علي الحمداني... شاعر تفتّحت في قلبه حدائق الشعر والوفاء


المزيد.....




- غضب شعبي عارم في إيران بعد الضربات الأمريكية.. وهذا ما هتف ب ...
- صور أقمار صناعية لمجمع أصفهان النووي الإيراني بعد تعرضه -لأض ...
- حجم تدفقات النفط عبر مضيق هرمز.. ما الدول الأكثر عرضة للتأثر ...
- المبادرة المصرية تحصل على حكم بالسجن 7 سنوات لمتهم بابتزاز ز ...
- الحرس الثوري الإيراني يتوعد الولايات المتحدة بـ -ردود تجعلها ...
- هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
- الحرب الإسرائيلية الإيرانية: ما الدور الذي يمكن أن تلعبه روس ...
- مصر.. رسوب جماعي لطلاب مدرسة بني سويف!
- إسرائيل تكثف ضرباتها على أهداف نووية وعسكرية.. وغير عسكرية ف ...
- إصرار غربي على منع إيران من حيازة السلاح النووي


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - ريام الربيعي حين يكتب الجمال أنوثته شعراً