أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - البُعد العاطفي والنفسي في قصيدة (أوراق مُعادن) للشاعر علي الجمل















المزيد.....

البُعد العاطفي والنفسي في قصيدة (أوراق مُعادن) للشاعر علي الجمل


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8370 - 2025 / 6 / 11 - 18:48
المحور: الادب والفن
    


توطئة:
منذُ مُدة طويلة نسبيا، وأنا اتابع واقرأ، ما يكتبه الشاعر علي الجمل. فهو يكتب القصيدة العمودية وقصيدة الشعر الحر، وأحسب أنّه يجيد في هذين اللونين من الإبداع، بل ومتمكّن من ذلك، وله لونه الخاص في هذا المجال، هو هويته التي يُعرف بها، في الوسط الثقافي، ولعليّ لا أضيف شيئا بهذه الاسطر التي اسطرها، وأنا اروم تحليل هذه القصيدة التي قررت أن ادخل عوالمها الجوانية، كي أكتشف ما فيها من معرفة، طالما أن النقد الذي أكتبه نقد معرفي.
والقصيدة هذه، التي يبن يديّ تعبّر عن مشاعر الشاعر وأفكاره حول الجمال والحب والشعر، وتظهر التحديات والمواجهات التي يواجهها في حياته. استخدم الشاعر لغة شعرية غنية بالصور والمجازات، مما يضيف عمقًا وجمالًا إلى القصيدة. يبدو أن القصيدة تتبع وزنًا وقافية محددين، مما يشير إلى اهتمام الشاعر بالشكل الشعري التقليدي.
ومن المعلوم أن الشعر جاء من المشاعر؛ أي المشاعر المكنونة في كيان الإنسان، وتحتل مساحة واسعة: من فكره، وعقله، وذائقته، والمشاعر هذه حين تتراكم، ويتسع طابعها داخل كينونة الانسان، فبلا شك، أنها ستفيض، والفيض هذا ينتج الابداع؛ الفنان ينتج عملا فنيا (الرسام، الممثل، السينمائي، النحات، والشاعر) وهذا العمل – الذي يقوم به الشاعر – هو مخاض عن قصيدة، هي نتاج تلك المشاعر. وهي في الوقت ذاته أشبه بعملية تفريغ، أي تفريغ تلك المشاعر. وأعتقد أن افلاطون كان مخطئ جدا، حينما أخرج الشعراء من جمهوريته، لأنّ جمهورية بلا أُناس تحمل مشاعر، ثم تحوّل المشاعر هذه إلى عمل ابداعي، لا خير في هذه الجمهورية.
وتطبيقا لما تفوهنا به بخصوص الشعر، فأن قصيدة الشاعر علي الجمل، المسماة "أوراق مُهادن" تضج في المشاعر الانسانية – العاطفية، فهي مزيج من عواطف جياشة، زائدا خيال طافح بالبُعد النفسي. هذا البُعد الذي امتزج وتلك المشاعر.
التحليل:
الشاعر يستخدم رموزًا ومجازات متعددة لتعزيز المعاني والتعبير عن المشاعر، مشاعره. على سبيل المثال، يستخدم البحر كرمز للجمال والعمق، والقلوب كرمز للمشاعر والعواطف. هذه الرموز والمجازات تضيف بالتالي، عمقًا وجمالًا إلى القصيدة. (وَإذَا المَشَاهِدُ/ تَعْتَـلِي شَهَقَاتُهَـا/ أَنَّ اِلـتَـفَـتْـتُ/ تُـحِيـطُنِي/ تَطْوِيقَـا)
و واضح هنا أنّ الرموز والمجازات التي استخدمها الشاعر أضافت عمقًا وجمالًا بلا أدنى شك، وهو واضح. على سبيل المثال، حين استخدام البحر كرمز للجمال والعمق يوحي بالانغماس العميق في عالم الجمال. كما أن استخدام القلوب كرمز للمشاعر والعواطف يشير إلى رغبة الشاعر في مشاركة مشاعره مع الآخرين، كتعبير صادق.
(سَأظَلُّ أُبْحِرُ/ بِالـجَمَـالِ طَلِـيـقَـا/ لِأُرِيقَ شِعْرِيَ/ لِلـقُـلُـوبِ رَحِيـقَـا)
الشاعر، بهذا، عبّر عن نفسه كشاعر متيّم، مما يشير إلى أهمية الشعر كوسيلة للتعبير عن الذات، وهو في مواجهته للتحديات والمواجهات، مما يوحي بالشجاعة والتصميم في تحدي المخاطر، مهما كانت.
وبالتالي القصيدة تترك أثرًا عاطفيًا قويًا لدى القارئ، مما يشير إلى قدرة الشاعر على التعبير عن المشاعر الإنسانية بصدق وعمق منقطعيّ النظير. يمكن القول إن هذه القصيدة تعبّر عن تجربة الشاعر الشخصية والعاطفية، وتظهر قدرته على التعبير عن مشاعره وأفكاره بطريقة جميلة ومؤثرة.
(وَإذَا المَشَاهِدُ/ تَعْتَـلِي شَهَقَاتُهَـا/ أَنَّ اِلـتَـفَـتْـتُ/ تُـحِيـطُنِي تَطْوِيقَـا)
من خلال هذه القصيدة، يمكننا أن نرى كيف يستخدم الشاعر اللغة الشعرية لتعزيز المعاني والتعبير عن المشاعر النبيلة. كما يمكننا أن نرى كيف يظهر الشاعر شجاعته وتصميمه في مواجهة التحديات بصلابة وشموخ.
ومن حقنا القول أن الجمال والحب يظهران كمواضيع رئيسة في القصيدة، حيث عبّر الشاعر عن عشقه للجمال ورغبته في مشاركة مشاعره مع الآخرين. الألم والشوق يظهران أيضًا كمواضيع مهمة، حيث عبّر الشاعر عن الألم الذي يعانيه والشوق الذي يملأ قلبه.
ويمكن أن نوضّح بأن الشاعر عبّر عن الشوق والحنين، مما يوحي بالرغبة في الاقتراب من الحبيب أو الشيء المحبوب، كبُعد نفسي. كما عبّر عن الألم والزفرات، مما يشير إلى شدة العاطفة والتأثير الكبير للحب على حياته.
وفي هذا القصيدة كان الشاعر قد ترك أثرًا عاطفيًا قويًا لدى القارئ، مما يشير إلى قدرته على التعبير عن تلك المشاعر الإنسانية بصدق وعمق، ونُبل لا يضاهى.
النص:
(أوراق مُهادن)
سَأظَلُّ أُبْحِرُ
بِالـجَمَـالِ طَلِـيـقَـا
لِأُرِيقَ شِعْرِيَ
لِلـقُـلُـوبِ رَحِيـقَـا ...
.
وَأُلاَمِسُ الأَسْمَاعَ
حِيـنًـا وَالـرُؤَى
وَتَـمُـدُّ أَهْـدَابُ
الـعُـيُونِ بَـرِيقَـا ...
.
وَأُسَامِرُ
الأَنْـفَـاسَ
يَعْـصِفُ شَوقُهَا بِالعَاشِـقِـيـنَ
وَيَـسْتَـحِـيلُ
حَرِيـقـَا ...
.
وَبِهَـا أُجَـدِّدُ
بِالحَـنِـينِ
لَوَاعِـجًا
تُذْكِي الجَوَانِحَ
زَفْرَةً وَشَهِيـقَـا ...
.
وَأنَا أُلَـمْـلِـمُ
مِنْ مَحَارِ
قَرِيـْحَةٍ
مَا بَاتَ فِي
وَجَعِ السِـنِـينِ
غَرِيقَـا ...
.
وَأكَادُ أُرْجِعُ
مَا جَـنَـيتُ
بِـمَدْمَعِي
فَإِذَا بَكَيتُ
نَـظَـمْـتُ مِنْهُ
عَـقِـيقَـا ...
.
وَإذَا المَشَاهِدُ
تَعْتَـلِي شَهَقَاتُهَـا أَنَّ اِلـتَـفَـتْـتُ
تُـحِيـطُنِي
تَطْوِيقَـا ...
.
وَعَلَى الكَرَاهَةِ
مَوطِنٌ
وَدَّعْتُهُ
أَنْـكَـرْتُ فِـيـهِ
حَبِـيـبَـةً وَصَدِيقَـا ...
.
وَبِخَافِقِـي
صُنْـتُ المَوَدَّةَ
عَـازِمًـا
أَلاَّ يُخَـالِطَ
صِدْقُـهَـا
الـتَـلْــفِــيقَـا ...
.
حَـسْبِي الذِي
أَهْدَرْتُهُ
أَو عِرْتُهُ
قَدْ كُـنْـتُ أَولَى
بِـالـسُلُـوِّ
خَـلِيـقَـا ...
.
أَبْلَـيـتُ
مُخْـتَلِـسًـا
شَقَاوَةَ شَاعِـرٍ
رَكِـبَ البُحُورَ
فَمَا أَضَاعَ
طَـرِيـقَـا ...
.
وَاليَومَ أَرْسُو
كَالـغَـرِيبِ
مُـهَـادِنـَاً
لا نَادِمَاً
فَلَـقَدْ خُلِـقْـتُ
رَقِيـقـَا...
علي الجمل



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسى وسطوة الفقد في نص (قشعريرة نبض) للشاعرة سوسن يحيى
- الذات والهوية في نص (ليسَ غريباً عني) للشاعرة رجاء الغانمي
- المُسحة الجمالية في (ارهاصات أنثى) للشاعرة ورود الدليمي
- الاغتراب النفسي في أغنية (مرينة بيكم حمد) للكبير ياس خضر
- رواية العمى: فلسفة انهيار المبادئ والقيّم
- الترابط والموضوعية في مجموعة (تاتو) للقاصة تماضر كريم
- النسق وبناء النص عند الشاعرة فراقد السعد
- عشرة كتب غيّرت قناعاتي الفكرية والمعرفية1/ 10
- الجزالة والبُعد الوجودي في (مرايا البحر) للشاعرة السورية هوي ...
- مفهوم الدين عند فويرباخ 1/ 2
- هل الكتابة ابتكار؟
- شعاع ابيضّ - نافذة سوداء تأسيس لسمو الإنسان للقاص حميد محمد ...
- الدهشة والمفارقة في (وجه أزرق) للقاص عبد الحسين العبيدي
- خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان
- النزعة الوجودية عند دوستويفسكي
- البناء النصي في مجموعة (تحت صواري ديسمبر) لزينب التميمي
- ماركس.. مؤسس المدينة الاقتصادية
- تولستوي.. اعترافات أم تخبط فكري؟
- ما هي الشيوعية؟
- سلطان العارفين.. الرومي جلال الدين


المزيد.....




- السينما لا تموت.. توم كروز يُنقذ الشاشة الكبيرة في ثامن أجزا ...
- الرِّوائي الجزائري -واسيني الأعرج-: لا أفكر في جائزة نوبل لأ ...
- أحمد السقا يتحدث عن طلاقه وموقفه -الغريب- عند دفن سليمان عيد ...
- احتفال في الأوبرا المصرية بالعيد الوطني لروسيا بحضور حكومي ك ...
- -اللقاء القاتل-.. وثيقة تاريخية تكشف التوتّر بين حافظ الأسد ...
- هنا رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة تعيين 20 ألف معلم مساعد ا ...
- فيلم -مجموعة العشرين-.. أول رئيسة أميركية تواجه تحديات صعبة ...
- راشد عيسى: الشعر رسالة جمالية تنتصر للفكر الإبداعي وتتساءل ع ...
- بوتين: روسيا تفتخر بتنظيم مسابقة -إنترفيجن 2025-
- ترامب يواجه -البؤساء- على المسرح و-الاستهجان- خارجه! (صور)


المزيد.....

- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - البُعد العاطفي والنفسي في قصيدة (أوراق مُعادن) للشاعر علي الجمل