داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 22:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
(1)رسالة في اللاهوت والسياسة
في هذا الكتاب للمؤلف باروخ سبينوزا يشكك هذا الفيلسوف الأخلاقي بدين قومه، والغريب إنّه من الديانة اليهودية، التي هي أول الديانات السماوية، وأعتبر قومه قد زوروا التاريخ، حيث اقترعوا شخصية وهمية أطلقوا عليها أسم "ابراهيم" جعوه الأول الأنبياء، لكي يثبتوا صلتهم به فيصبح لهم جذر تاريخي. وعند ظهور سبينوزا كانوا معولين عليه، ليصير حاخاما ويتسنم قضاياهم الدينية؛ لذا عدوه أعدادا خاصا؛ لكن سبينوزا بالتالي انقلب عليهم بعد أن اكتشف الحقيقة، إذ درس التوراة دراسة علمية، وصُدم في قضايا كثيرة، وجدها لا توائم العقل. فحاربوه، ونفوه، وأخرجوه من بلدهم ودينهم، فهاجر إلى هولندا واستقر هناك بعيدا عنهم، لكنهم بعثوا ورائه من يغتاله، فضربه بخنجر، فنجا بأعجوبة.
سبينوزا فسر الله لا كما فسرته الأديان السماوية، بل قال أن الله هو هذا النظام الفيزيائي الذي يدير الكون برمته، أي القانون الطبيعي، فالله عنده ليس هذا الإله المشخّص الذي يرى، ويسمع، ويتكلم، ولديه جنة يدخل فيها لمن أطاع أوامره، ونارا حارقة لمن عصى تطبيق تلك الأوامر، ونفى سبينوزا أنّه بعث أشخاصا يتكلمون بالنيابة عنه، واعتقد هذه الأوصاف هي أوصاف بشرية، لا تنطبق إلّا على البشر أنفسهم، فالله أكبر وأجل مما تدعي الأديان. هكذا اعتقد هذا الفيلسوف. وعليه شعر اللاهوتيون من خطر أفكاره، لاسيما قد تبعه على مذهبه هذا الكثير، فاحس اليهود بمغبة آرائه، وخافوا على مصالحهم ودينهم، وشعروا أن الخطر محدق بهم، خصوصا وأنّه منهم ويعرف الكثير عن معتقداتهم، وأفكارهم التي ربوا عليها الناس. ولما تمرض ومات جراء ذلك المرض، تنفسوا الصعداء، وكتبوا على قبره العبارة التالية: هنا يرقد سبينوزا أبصقوا على قبره.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟