أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان














المزيد.....

خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8338 - 2025 / 5 / 10 - 11:33
المحور: الادب والفن
    


الابداع هو ليس عملية ميكانيكية، تلازمها الرتابة ويصاحبها السأم، كلا، بل هي تواصل معرفي ينبع من ذاتية الانسان، فيفيض كما تفيض الأنهار بالمياه العذبة، لتغمر قاع تلك الانهار، لتتم عملية الارواء، وبها تنبثق الحياة بتدفق من دفء تلك المياه، لتلوّح بالخصوبة، خصوبة الحياة بأريجها العابق. هكذا أرى الابداع، فهو عملية خلق جديد، فيها يكون المبدع مغاير، بل مختلف عن الآخرين.
والمبدعون هُم صنّاع الحياة، الحقيقيون، وبلا ابداع لا توجد حياة، فكما الطبيعة خلّاقة بتعبير الفيلسوف الفرنسي برجسون، كذلك الانسان مبدع، فثمة من يبدع فكر، وآخر من يبدع نتاج علمي يقيم أود الحياة، وغيره من ينتج: أدب وشعر ونقد، وكل هذا يضفي طابع الجمال على الحياة، لقتل السأم واجهاض الملل، ويعزز روح الأمل في قلب الانسان.
وبعد هذه المقدمة البسيطة؛ أرى وأنا في نهايات قراءة القصائد التي حملتها مجموعة الشاعر خالد القطان، والتي حملت عنوان "إلى المنفى أو تقويم الأحزان" أرى أن ثمة لمسة ابداعية أضافها القطان إلى لمسان أخرى من مجاميع سبق وأن اهداها لي القطان.
المجموعة حملت في طياتها خمسة وثلاثون نصا شعريا، إذ توزعت هذه النصوص إلى جوانب انسانية، وفنية ابداعية متنوعة هي من تجارب الشاعر الذاتية، ففيها تحدّث عن الغربة وعن الشوق، وآلام الوحدة، والشعور بالضياع، والبُعد عن الوطن، هذا البُعد الذي يؤجج نار الحنين إلى أرض الوطن، وفيه شوق عارم إلى الأصدقاء والأهل والأحبة، وإلى الشوارع والجسور والطرق، إلى الحدائق والمبانٍ، إلى دجلة ونوارسه وأبي نواس، إلى الأسواق وهي تعجُّ بالناس وهُم يتبضعون. "في طرقاتك صوتا/ يتردد في كل الأزمان/ عاشقة أنا للحرية/ ولتحرق اقدام الطاغية" (المجموعة: ص 16)
وللغربة ألم لا يدرك كنهه، إلّا من عاش هذه الغربة، و لُذع بنارها، وتجرّع مرارتها، حيث نقرأ: "في غربتي/ اسحب عربة أحزاني/ اسحبها مرة/ وكثيرا هي تسحبني/ في صدورنا عبثا/ تموت صرخات/ اينما اتجهنا موت/ ينتظرنا وان لم نمت/ نتلقى الطعنات" (ص 67)
لكن الشاعر وهو بين البُعد، والفراق، وشوقه للوطن؛ يشعر أنّه قد قارب خريف العمر، وهذا يعني، إنها النهايات؛ النهايات المحتومة، وهذا نوع من التشاؤم الواضح. "في خريف العمر/ تتمرّد المرآة/ تتناثر في جيبي/ تنكر عليّ وجهي/ وأنا منتصب كالأشجار". (ص 66)
وبين هذا وذاك، فإنّ شبح الطاغية – الحاكم - المستبد، يطارد الشاعر، حيث ينغص عليه حياته، وهو مع ذلك ظلَّ يتعاطى الأمل، ويحلم بنهاية الدكتاتور، و بانبثاق فجرا جديدا، وشمسا لا تهوى الافول، ولا تعشق الغياب. "نبذتك المدن/ وانزوت احلامك/ ربما تهطل سماؤك/ بالمطر الاحمر/ ربما تأخذك الريح/ ربما يأخذك البحر/ أو يلتهمك الحوت الأزرق".(ص 89)
كما أن وجه الحبيبة المُشرق، وبالرغم من كل هذه الآلام والمعاناة، والاشجان المبرحة، يظلّ شاخصا أمامه، يقرع في سماء الذكريات والأيام الخوالي، وتلك الوعود الغارقة بالحنين، واللقاءات التي تضج باللهفة والشوق، هي من يضيء دروبه المُدلهمة، والطرق المظلمة، والجادة العاجة بالتيه والشعور بالضياع. "كوني عطرا متوجها/ بين كفيّ/ كي اطوق خصرك/ الماطرة بالجنون/ أتوحّد كوني غيمة تفيض/ بياضا جامحا/ وتسلّقي جسدي وامطريه/ بالندى. (ص 98)
المجموعة من القطع المتوسط، يبلغ عدد الصفحات 118 صفحة، و من منشورات دار الشؤون الثقافية في بغداد، لسنة 2025.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزعة الوجودية عند دوستويفسكي
- البناء النصي في مجموعة (تحت صواري ديسمبر) لزينب التميمي
- ماركس.. مؤسس المدينة الاقتصادية
- تولستوي.. اعترافات أم تخبط فكري؟
- ما هي الشيوعية؟
- سلطان العارفين.. الرومي جلال الدين
- بيكون.. الفيلسوف الذي حقق حلم أفلاطون
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية 3/ 3
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية2/ 3
- الإيمان والألحاد- رؤية فلسفية1/ 3
- نيتشة.. الانسان السوبرمان
- القلق الإنصياعي في نص(زيف حلم) ل جابر السوداني
- عدنان الفضلي الشاعر الذي أغوته الساعات
- المنحى الصوفي في قصيدة (خمرةُ اليقين) للشاعر كريم القيسي
- ذاتية المعنى.. قراءة في مجموعة (أأقيم على حافة هاوية) للشاعر ...
- زمكانية النص الشعري.. قراءة في (منذُ زمنِ الانتظار) لـ عبد ا ...
- الشعر بوصفه لعبة الابداع قراءة في نص (كَسَاحِرٍ يُرَوِّضُ عَ ...
- الخيال في (أحزانٌ بلا مراكب) للشاعر حسين السياب
- تعويذة الشجن في نص (وداعا) للشاعرة ميسون المتولي
- اغتصاب الجدال


المزيد.....




- تمثالان عملاقان من فيلم -ملك الخواتم- بمطار.. فرصة اخيرة لرؤ ...
- حمدان يعقد ندوة حوارية حول واقع الثقافة الفلسطينية في معرض ا ...
- نزلت حالًا مترجمة على جميع القنوات “مسلسل المؤسس عثمان الحلق ...
- دميترييف: عصر الروايات الكاذبة انتهى
- عن قلوب الشعوب وأرواحها.. حديث في الثقافة واللغة وارتباطهما ...
- للجمهور المتعطش للخوف.. أفضل أفلام الرعب في النصف الأول من 2 ...
- ملتقى إعلامى بالجامعة العربية يبحث دور الاعلام في ترسيخ ثقاف ...
- تردد قناة زي ألوان على الأقمار الصناعية 2025 وكيفية ضبط لمتا ...
- مصر.. أسرة أم كلثوم تحذر بعد انتشار فيديو بالذكاء الاصطناعي ...
- تراث متجذر وهوية لا تغيب.. معرض الدوحة للكتاب يحتفي بفلسطين ...


المزيد.....

- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - خالد القطان-إلى المنفى أو تقويم الأحزان