تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (5): -القدر/الشك-/إشبيليا الجبوري - ت: من الألمانية أكد الجبوري

أكد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 00:27
المحور: الادب والفن
    

موسيقى:

عرض معلومات عامة()؛
- تسلسل: سيمفونية رقم 5
- السلم: صول مي الصغير،
- تصنيف العمل رقم 64،
- العنوان الفرعي: القدر أو العناية الإلهية الغامضة.()
تم تأليفها وتوزيعها بين مايو وأغسطس 1888.()
- العرض: قاعة أوركسترا الحفلات الملكية . قائد الأوركسترا: بقيادة برنارد هايتينك (1929-2021)()

مقدمة عامة مبسطة؛
تم تأليف وتوزيع سيمفونية تشايكوفسكي الخامسة في مقام مي الصغير، العمل بتصنيف رقم 64، بين مايو وأغسطس. إذ تتكون السيمفونية من أربع حركات. و أتمت حتى أغسطس 1888().

تم توزيع سيمفونية تشايكوفسكي الخامسة لفرقة موسيقية غنية وواسعة: ثلاثة فلوت (مع فلوت صغير "العادي" الثالث المزدوج)، واثنين من آلات الأوبوا، ومزمارين في مقام لا، واثنين من آلات المزمار، وأربعة آلات بوق/قرن في مقام فا، واثنين من البوق في مقام لا، وثلاثة أبواق، ومزمار. وثلاثة طبول مدوية، وآلات وترية كاملة. تتيح هذه الفرقة الموسيقية تنوعًا موسيقيًا رائعًا، لا سيما في الانتقالات بين الحزن التأملي والتأكيد المنتصر. إن شئتم.


- الخلفية والشكوك المبكرة؛
ظهرت أولى بوادر فكرة سيمفونية جديدة في مارس 1888، أثناء سفر تشايكوفسكي إلى تيفليس(). في رسائله إلى شقيقه موديست وناديجدا فون ميك (1831-1894)()، أعرب عن رغبته في التأليف الموسيقي خلال الصيف والخريف القادمين، مُخططًا للاستقرار في ضيعته في فرولوفسكوي والعمل في عزل()ة.

وأكدت رسائله من أواخر أبريل هذه النية. وعند وصوله إلى فرولوفسكوي في أوائل مايو()، أبدى حماسه للبدء. ولكن مع مرور الأيام، خفت روحه الإبداعية. فأخبر عازف البيانو الروسي يوليا شبازينسكايا (1850 - 1919)() أنه على الرغم من توقه للكتابة، إلا أن "رغبته في الإبداع قد فارقته"() وأنه يخشى أن "يُشطب"().

ومع ذلك، ثارت هذه الرغبة. دوّن أفكاره في دفتر ملاحظات بين 15 و27 أبريل()، ورغم شعوره بالشك والإرهاق، بدأ في أواخر مايو العمل بتردد على سيمفونية، محاولًا استخلاصها من ذهنه الخامل. يبدو أن هذه الرسومات الأولية تُمثل نسخة أصلية من السيمفونية، تم التخلي عنها لاحقًا. ورغم أنها ضاعت الآن، يبدو أنها أُلفت بين 21/9 مايو وأوائل يونيو().


- التأليف الموسيقي والشك الدائم؛
جاءت أوج جهود تشايكوفسكي التأليفية بين 19 يوليو و29 يوليو 1888()، على الرغم من الانقطاعات بسبب المرض والسفر. خلال هذه الفترة، أكمل المسودة الأولية للسيمفونية، التي أرسلها لاحقًا إلى ملحنًا وقائد أوركسترا ومعلمًا روسيًا وسوفيتيًا. تراوحت موسيقاه بين أواخر العصر الرومانسي والقرن العشرين ميخائيل إيبوليتوف-إيفانوف (1859-1935)(). في رسالة إلى ناديجدا فون ميك، اعترف بأنه على الرغم من تقدم العمل، إلا أنه ظل غير متأكد تمامًا من جدواه. "ربما هذا مجرد رأيي الآن... قد أشعر لاحقًا أنني قد شُطبت."()

في 22 يونيو()، كان لا يزال غير متأكد: "ما كان سهلًا ومباشرًا في السابق لم يعد كذلك."() ومع ذلك، فقد أكمل أيضًا مسودة أولية لافتتاحية هاملت، التي ألفها بالتوازي.()

- الآلات الموسيقية والتسريع؛
بعد عدة أيام قضاها في موسكو وسانت بطرسبرغ، عاد تشايكوفسكي إلى فرولوفسكوي في 24/12 يوليو() واستأنف العمل بجدية. في 25 يوليو/تموز و6 أغسطس/آب، أبلغ فون ميك: "أعمل الآن بنجاح كبير، وقد تم بالفعل تسجيل الجزء الأكبر من السيمفونية"().

وفي وقت سابق، في 13/1 يوليو/تموز()، أبلغ شقيقه أناتولي أنه أنهى السيمفونية وافتتاحية هاملت، وبدأ في توزيع العملين. على الرغم من أن التوزيع الموسيقي كان بطيئًا في البداية - حيث اشتكى تشايكوفسكي من التعب والتشتت وضغوط العمر - إلا أن الزخم عاد بحلول أوائل أغسطس/آب.

عمل بجهد خلال الأسابيع التالية، مسجلًا السيمفونية على أجزاء، وأرسلها إلى سيرجي تانييف (1856-1915)() لتوزيعها كثنائي بيانو. أكد تانييف استلام الحركة الأولى والخاتمة في 18/6 أغسطس/آب().

في 19 أغسطس، كتب تشايكوفسكي بفخر حذر:
"الآن، ومع اقتراب السيمفونية من نهايتها، أستطيع النظر إليها بموضوعية... والحمد لله، فهي ليست أسوأ من سيمفونياتي السابقة."()

تحمل الحركة الثالثة (الفالس) تاريخ المخطوطة 9 أغسطس 1888، وبحلول 14/26 أغسطس()، اكتمل التوزيع الموسيقي بالكامل. استطاع الآن أن يكتب لرعاته وأصدقائه بثقة:
"سيمفونيتي جاهزة، وأعتقد أنني لم أخطئ في التقدير. لقد كانت رائعة."()

- الصراعات النفسية والثقة المطلقة؛
طوال تأليف السيمفونية الخامسة، شعر تشايكوفسكي بقلق عميق بشأن قدراته الإبداعية. ودوّن مرارًا وتكرارًا عن فقدانه الإلهام، وعن مخاوفه من "انتهاء" مسيرته الموسيقية، وعدم بقاء أي شيء ذي قيمة فيه. في مرحلة ما، شعر باليأس من أن عمرين فقط لن يكفيا لتحقيق جميع الرؤى الموسيقية التي لا يزال يحملها، لو استطاع فقط أن يشعر بقدرته على الإبداع من جديد.

ولكن ما إن انتهى من العمل، حتى عبّر عن شعور مختلف وأقوى. في 24 سبتمبر/6 أكتوبر 1888()، صرّح لناديزدا فون ميك:
"الحمد لله أنني ما زلت أملك الإرادة للعمل. [...] إن رغبتي في الإنتاج كبيرة جدًا لدرجة أن عمرين فقط لن يكفيا لتنفيذ جميع خططي."()

يعكس هذا التحول في النغمة - من اليأس إلى النشوة - مسار السيمفونية نفسه: من مسيرة القدر المشؤومة في الحركة الأولى، عبر الحركة الثانية الحالمة، الفالس الأنيق، وبلغت ذروتها في التحول المنتصر لموضوع القدر إلى تأكيد رئيسي في النهاية.

- الموضوع والأصول البرمجية؛
على الرغم من أن السيمفونية الخامسة ظهرت في النهاية دون برنامج رسمي، إلا أن تشايكوفسكي يبدو أنه قد صاغها في الأصل بأساس فلسفي وعاطفي واضح. من بين أقدم الرسومات، تكشف ملاحظة مكتوبة على عجل عن خطته الأولية للحركة الأولى:
- "الاستسلام التام للقدر، أو ما هو الشيء نفسه، مقاصد العناية الإلهية الغامضة."()
- "همسات، شكوك، رثاء، توبيخ... هل أستسلم للإيمان؟!"()
- "برنامج رائع، لو أمكن تحقيقه."()

تتضمن الحواشي الإضافية في مخطوطة الحركة الثانية تسميات برمجية مثل "العزاء"، و"شعاع نور"، و"لا، لا أمل"، مما يوحي بسرد سيمفوني للصراع الداخلي، والشوق الروحي، والصراع الوجودي.

على الرغم من هذه الملاحظات المفاهيمية المبكرة، تم التخلي عن معظم الرسومات لاحقًا، وأعلن تشايكوفسكي في رسالة إلى الدوق الأكبر كونستانتين كونستانتينوفيتش (1858-1915)() بتاريخ 23/11 يونيو 1888 أنه كان يعمل على سيمفونية "بدون برنامج"().

ومع ذلك، فمن المحتمل أن عناصر هذا البرنامج السابق لم يتم التخلص منها بل تم استيعابها بصمت في المسار العاطفي للسيمفونية الخامسة - تمامًا كما يربط لحن القدر حركاتها الأربع معًا.

تكهن بعض العلماء بأنه عندما عاد تشايكوفسكي إلى خطط أكثر وضوحًا في البرمجة لسيمفونيته المهجورة في مي بيمول الكبير (1892)()، ربما كان يعيد النظر في نوع المفهوم الذي تم النظر فيه في البداية للسيمفونية الخامسة.

- العروض المبكرة؛
عُرضت السيمفونية الخامسة لأول مرة للجمهور في 17/5 نوفمبر 1888 في سانت بطرسبرغ، في حفل موسيقي لجمعية سانت بطرسبرغ الفيلهارمونية، بقيادة تشايكوفسكي نفسه.() وتبع ذلك عرض مكرر بعد أسبوع، في 24/12 نوفمبر، في الحفل السيمفوني الثالث للجمعية الموسيقية الروسية.()

سبق العرض الأول عرض خاص: في 25 أكتوبر/6 نوفمبر 1888()، عزف سيرجي تانييف (1856-1915)() وألكسندر زيلوتي (1863-1945)() الحركتين الثانية والثالثة بتوزيع ثنائي البيانو من تأليف تانييف.

- أُقيم العرض الأول في موسكو بعد ذلك بوقت قصير، في 22/10 ديسمبر 1888، بقيادة تشايكوفسكي أيضًا.()

ومع بدء تداول العمل، نقله تشايكوفسكي إلى الخارج. قادها بنفسه في:
- براغ، 30 نوفمبر 1888()
- هامبورغ، 15 مارس 1889، في الحفل العاشر للجمعية الفيلهارمونية()
في عرض هامبورغ، أجرى تشايكوفسكي تعديلاً كبيراً في النهاية، مدوّناً في مذكراته بتاريخ 24 فبراير/6 مارس 1889: "تم التعديل في نهاية السيمفونية". بعد بضعة أيام، أكد أنه "صحّح أجزاء السيمفونية".()

من بين العروض المبكرة المهمة الأخرى:
- نيويورك، قاعة تشيكرينغ، 5 مارس 1889، بقيادة ثيودور توماس (1835-1905)()
- مانشستر، 2 فبراير 1893، بقيادة تشارلز هالي (1819-1895)()
- لندن، 29 يونيو 1894، بقيادة آرثر نيكيش (1855 - 1922)()
- فيينا، حفل اشتراك للجمعية الفيلهارمونية، 1 مارس 1896، بقيادة هانز ريختر (1843 - 1916)()
- أمستردام، حفل اشتراك كونسيرت خيباو، 12 ديسمبر 1897، بقيادة ويليم مينغلبيرج (1871-1951)()

سرعان ما ضمنت هذه العروض الدولية للسيمفونية الخامسة مكانة مرموقة في ذخيرة الأعمال السيمفونية في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا.

- الاستقبال النقدي وتردد تشايكوفسكي؛
كانت ردود الفعل الأولية من الأصدقاء والموسيقيين حماسية، لا سيما في موسكو. في 17/5 سبتمبر 1888، كتب تشايكوفسكي إلى شقيقه أناتولي:

"حظيت السيمفونية بإجماع جميع أصدقائي: حتى أن بعضهم يقول إنها أفضل أعمالي".()

"إس. آي. تانييف متحمس للغاية".()

ومع ذلك، وكما هو الحال غالبًا مع تشايكوفسكي، تبع الإعجاب الشك في الذات. في رسالة إلى ناديجدا فون ميك، عبّر عن خيبة أمله وقلقه:
"أنا مقتنع بأن هذه السيمفونية ليست ناجحة. هناك شيء منفر في هذا الإفراط والنفاق والتصنع".()

"مع كل يوم يمر، يزداد يقيني بأن سيمفونيتي الأخيرة ليست عملًا ناجحًا... مُطوّلة، غير صادقة، ومزعجة للغاية... هل أُهملت؟ إذا كان الأمر كذلك، فهذا أمرٌ فظيع".()

حتى أنه قارنها سلبًا بسيمفونيته الرابعة، التي كتبها قبل أحد عشر عامًا، والتي كان لا يزال يعتبرها أكثر إلهامًا وإخلاصًا.

ولكن في مارس 1889()، وبعد عرض هامبورغ، تغير موقفه مجددًا. فقد أعاد له الاستقبال الحار وحماس الأوركسترا ثقته بنفسه:

"لم يعد لديّ رأي سلبي في السيمفونية، وأحببتها من جديد".()

"لقد أُديت بشكل رائع... كان تقييمي السابق لها قاسيًا بلا استحقاق".()

هذا التذبذب العاطفي - بين الفخر واليأس - نمط متكرر في حياة تشايكوفسكي وأعماله. وتقف السيمفونية الخامسة شاهدًا على هذا التوتر، إذ تعكس رحلة من اليأس إلى الأمل.

- النشر والإصدار؛
نشر بيوتر جورجنسون (1836- 1904)() السيمفونية الخامسة لاحقًا عام 1888، بعد وقت قصير من عرضها الأول. وفي الوقت نفسه، صدر توزيع دويتو البيانو لسيرجي تانييف (1856-1915)() - والذي يُرجّح أنه أُعدّ من النوتة أثناء إعدادها.

ضمن هذا النشر وصول السيمفونية إلى كلٍّ من الأوركسترا وعازفي البيانو في الصالونات، مما ساهم في انتشارها السريع في جميع أنحاء روسيا وأوروبا الغربية.


يتبع… تشايكوفسكي - السيمفونية رقم (6)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
Copyright © akka2025
المكان والتاريخ: لندن ـ 06/02/25
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة).

#أكد_الجبوري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل