أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مازن كم الماز - نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير















المزيد.....

نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1808 - 2007 / 1 / 27 - 12:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الآن تبدو الأمور على وشك الانفجار و قد نجح التصعيد الطائفي ضد الآخر في إيصال الأمور إلى ما هي عليه الآن..هناك من يغتبط لأن البلد سيكون قربان خطابه الطائفي السياسي و امتيازاته التي تساوى بالوطن تماما كما أصبحت دماء العراقيين وقودا لحرب باسم المقدس الطائفي حربا تخاض بالدم العراقي لأجل تثبيت سيطرة هذه القيادات الطائفية أو تلك أما من يريد استنساخ هذا الجنون سوريا و عربيا و يدعي أنه مفتاح التغيير أمامه فرصة ليغير حساباته و يعيد بناء خطابه استنادا لقاعدة التغيير الديمقراطي الذي يرفض إنكار حق الاختلاف و يقوم على قبول الآخر و الحوار معه أما قوى التغيير الديمقراطي فقضيتها واضحة : تبقى سياسات النظام و ممارساته بحق الشعب و المجتمع مصدر القهر و لا بد من تغييره ببديل ديمقراطي يفتح المجال أمام كل الفرقاء ليساهموا بنهضة حقيقية وطنية ديمقراطية تنهي التهميش و التغييب و الفساد و القمع..التغيير الذي يضع الإنسان في مركز المرجعية و لا يمكن إباحة دمه وفق خطابات أي "مرجعية" مهما كانت و بلغت درجة "قدسيتها"..أية مرجعية تقدم دوغمائياتها على الإنسان و تفسرها قهرا للإنسان..بقيت الحالة العراقية بعيدة عنا إلى حد ما و بقي تفسير صعود الخطابات الطائفية معقدا بالنسبة لنا كسوريين أما لبنانيا فإننا تابعنا هنا صعود الخطابات الطائفية بل لقد شاركت بعض أطياف المعارضة السورية في التحشيد الطائفي خلف زعماء الطوائف ضد هذا الطرف أو ذاك و تتبعنا هذا التصاعد حتى ذروته في مشهد المواجهات التي شهدتها شوارع لبنان..طبعا قد يكون هذا مناسبة جديدة لتأكيد المواقف التي أوصلت الأمور إلى هذا المنعطف الخطير و يبدو أن البعض لا يجد مشكلة في دفع الأمور حتى نهايتها "مهما كان الثمن"..هذا البعض قد يستعد لحملة جديدة على الرافضة أو على النواصب أو المسيحيين أو غيرهم إثباتا لحقه في إباحة الدم و إلغاء الآخر كمدخل لحل الخلافات و هذا البعض مستعد لصب الزيت المقدس على نار الاحتراب الطائفي دون تردد , فالطوائف اليوم تملك سعيد عقلها الذي يبرر مشهد قتل الآخر و سحله فكريا أولا قبل أن يكون ماديا..البعض يجد في القتل المجاني للآخر تحقيقا للمشيئة الإلهية على الأرض بالصيغة الطائفية و في التخوين-التكفير المذهبي أولا ثم الديني و العرقي أساسا لفرض حالة واحدة موحدة تضع الطائفة مكان المقدس المطلق و كل ما هو خارجها في خانة الخارجين المستحقين للقتل..إن "شرعية" القتل المجاني "الدينية" أو "السياسية" تضع نفسها اليوم دون تردد في مواجهة حق الحياة البديهي لأي إنسان و هي إذ لا تتردد في شرعنة القتل و إقصاء الإنسان و عقله و حقه في التفكير و التعبير فهي ( و إن كان الجنون الطائفي يسمح لها أن تصرخ مطالبة بدم الآخر اليوم ) إنما تضع نفسها في مواجهة المجتمع كحالة إنسانية تحتاج للحرية كشرط لفعل عام حر يستبعد احتمالات القمع و تهميش المجتمع..إن قوى التغيير الديمقراطي ترى بوضوح رغم ضبابية الصراعات المزعومة أن التغيير يهدف لإعادة المجتمع إلى دائرة الفعل خارج قهر النظام أي نظام..إن التغيير المنشود لا يتطابق مع الإبقاء على صيغة النظام الحالية و تغيير القائمين بها فحسب..إنه يهدف لإلغاء القهر من أي مصدر و تحت أي مبرر..إن محاولة إظهار أن فتاوى القتل على الهوية الطائفية إنما هي عبارة عن نتاج لمواجهة إقليمية أو تمدد إيراني إنما يحاول الإعماء عن الموقف الحقيقي من الآخر الذي يضيق ذرعا بالصوت المختلف و لا يتردد في الذهاب إلى حد إلغائه وفق مرجعية محدودة معزولة تاريخيا و حضاريا..إن الطائفة كتجسيد عقيدي-اجتماعي يعود تشكله الأخير إلى العهد العثماني حيث جرى ممارسة التمييز ضد غير السنة مذهب الدولة الرسمي و أبقيت الطوائف في حالة انغلاق و عزل و من ثم دخلت الدول الأوروبية الطامعة على الخط فبسطت حمايتها على هذه الطوائف كمدخل لتحقيق نفوذها يلبي مصالحها دون أن يمس جوهر العلاقات الاجتماعية أو بنية الوعي السائدة و كان آخرها دور الاستعمار الفرنسي الذي حاول اللعب على الاختلافات الطائفية و المذهبية..الدولة الصفوية قامت من طرفها بفرض المذهب الاثني عشري و مارست تمييزا مماثلا ضد المذاهب الأخرى..هذا الوضع التفضيلي لمذهب مقابل إعلان المذاهب الأخرى كهرطقة و قهر أفرادها المضاعف من مؤسسة الإقطاع الطائفي و من مؤسسات الدولة المحابية للمذهب الرسمي أسس لحالة الشك و الارتياب و الإحساس بالظلم و التهميش..تقوم الطائفة على مكونين أساسيين هما جملة العقائد الخاصة و مؤسسة رجال الدين القائمين بالمذهب..عقيديا نعرف أن المفاهيم المكونة للمذهب تشكلت نهائيا في وقت متأخر في خضم الصراع مع الأفكار الأخرى و سرعان ما اكتسبت صفة الإطلاق غير القابل للجدل..نعرف مثلا أن قضية خلق القرآن و صفات الله اكتسبت أهمية استثنائية عند أهل السنة مع محنة الإمام ابن حنبل و أصبحت تعد أساسية في العقيدة السائدة بشكل أصبح الخروج عليها مبررا لتكفير الآخر إن لم يكن قتله ( قتل جهم بن صفوان و الجعد بن درهم بموافقة المؤسسة الدينية أو جزء أساسي منها لقولهم المخالف في صفات الله )..و نعرف أيضا أن الموقف من السلطة اتخذ شكله النهائي بعد صراعات و خلافات داخل المؤسسة الدينية و صراعات اتخذت طابع القمع و الملاحقة حينا و الإغراء و الترغيب أحيانا أخرى بين هذه المؤسسة و السلطة و نعرف أن هذا الاندماج مع خطاب السلطة التسليمي إنما تحقق مع خلافة بني العباس المتأخرة وصولا إلى الدولتين العثمانية و الصفوية عندما أصبحت الخطابات التسليمية في مقام الخطاب الرسمي للسلطة..و من صفات الطائفة الأساسية هي انغلاقها سواء كمجموعة أفراد أو كفكر عقيدي و هامش الحركية المسموح محدود للغاية لا يتجاوز الاجتهاد في القضايا المستجدة و يخضع لقواعد صارمة تضع أولا انسجامه مع التراث العقيدي للطائفة..نعرف أيضا أن هذه التركيبة الفكرية-الاجتماعية تخضع لتراتبية خاصة صارمة تضع على رأسها زعماء ذوي نفوذ غير محدود سابقا و راهنا ينطقون باسم الطائفة و هم حصلوا على هذه الامتيازات كإقطاع من السلطنة و تورث هذه الزعامة و الامتيازات للأبناء من بعدهم..من غرائب الوضع الذي نعيشه و من تناقضاته اللافتة هو ما يدعيه البعض من "تعايش" بين الديمقراطية و الطائفية لبنانيا ( بل حتى بين العلمانية و الطائفية ) و الترويج لإمكان هذا الجمع الفصامي بينهما , هذه المحاولة للجمع بين المتناقضات تجري بشكل أساسي لتحويل الحالة اللبنانية إلى مثال يجمع النقيضين الماضوي بشكله الطائفي العقيدي القطعي و تركيبته الاجتماعية المغلقة و الحداثي بصيغته الديمقراطية كمخرج ينسجم مع الحالة السلطوية السائدة أو مع المشروع الأمريكي ل"دمقرطة" المنطقة..إن خطر الحرب الأهلية المجانية يرفع رأسه من جديد مهددا جيلا آخرا من اللبنانيين بالموت و التهجير و يستمر النظام السياسي القائم بنفس أسماء الزعماء و يتغير أسماء الموتى فقط



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بين خطابات -التغيير-
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...
- الطائفية و الشارع و اللعب بالنار
- محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
- الخيانة , العنف و السلطة
- لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
- الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مازن كم الماز - نار الحرب القادمة و مستقبل التغيير