أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم














المزيد.....

الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التغير الذي طرأ على خطاب قوى كانت في المعارضة لنظام صدام وذلك بعد أن تسلمت السلطة وتحولها من مقهور إلى قاهر ومن مقتول إلى قاتل يتماهى بالفعل مع خطاب النظام الصدامي وممارساته من وصم للمعارضة وإصرار على تهميشها واعتماد الحل الأمني معها أي استئصالها وتهميش الحلفاء وتحويلهم إلى مجرد تابعين ووضع ممارساتها فوق أي نقد واعتماد الولاء بديلا عن الكفاءة في تولي المناصب العامة وتحويل السلطة إلى مطية لطائفة بعينها (اقرأ القيادات الطائفية التقليدية)..هذا الاستنساخ السياسي للنظام السابق مع تغيير اصطفاف الجلاد والضحية يشكل بداية لقهر جديد لا يتوقف عند حدود الطائفة المقهورة بل وكما أكدت تجربتنا مع الأنظمة التي قهرت المعارضة باسم التقدم والتحرر الوطني والقومي عندها ساد القهر كل المجتمع لصالح قمة البيروقراطية الحاكمة وجرى تهميش كل فئاته واستلاب إرادتها وقمع حركتها والاستيلاء على لقمة عيشها..في لبنان كانت أغلبية الأكثرية النيابية في الحكم سابقا لكنها تحررت اليوم من وصاية المخابرات السورية واستبدلتها بوصاية أمريكية فرنسية سعودية وفيما كانت قضايا واتهامات بالفساد تلاحقها في السابق فإن المعارضة الجديدة ما تزال تكشف المزيد من قصص فساد هذه الأكثرية ويشمل ذلك حتى الأموال المخصصة لإعادة إعمار ما هدمته الحرب الإسرائيلية الأخيرة أو إعادة مهجري الحرب الأهلية..أما سياسيا فالقرار الوطني بقي رهينة للخارج لكنه هنا في خدمة خندق معادي للتحالف السابق وبدلا عن القوات السورية تستدعى قوات متعددة الجنسيات للتحكم بالحراك في الداخل ولصالح الخارج (هنا إسرائيل)..هذا مع تحول كامل في الخطاب السياسي لهذه القوى فبعد أن كانت في مواجهة تحكم المخابرات بالحراك السياسي تنادي بحرية فعل الجماهير وتحرير الحراك السياسي من أية وصاية تريد الآن تنصيب وصايتها على هذا الحراك فتنادي بمحاصرة الفوضى التي تعتبر حركة الجماهير مساوية لها وتحمل الجماهير وعطالتها المسئولية عن تراجع حالة الحراك وتتهم الجماهير بالقصور والتأثر بالشعاراتية وربما التخلف وترى في إلغاء هذا الفعل المستقل ضرورة للاستقرار ولخوض معارك هذه الأكثرية الخارجية وسعيها لإلغاء الآخر أو تهميشه تحت مسميات الوحدة الوطنية أي وحدة كل المجتمع وراءها وراء توجهاتها وخياراتها..أما بالنسبة لجرائم الاغتيال والتصفية السياسية والخطف الطائفية التي ملأت أيام الحرب الأهلية وطالت قيادات دينية وسياسية فتنسب جميعها للقوات السورية ويجري تبرئة أمراء الحرب خاصة الموجودين حاليا ضمن فريق الأكثرية من ارتكاب هذه الجرائم في تضحية جديدة بالحقيقة.. إن هذا الفصام يعكس حقيقة هذه القوى التي ادعت أو امتطت حركة الجماهير باتجاه التغيير وعجزها عن تجسيد رغبات الجماهير ومقاصد التغيير وخصوصية مشروعها وما يمثله داخليا وإقليميا وخارجيا..ما الذي يمنح هذا الكلام أهميته الآن؟..إنه إصرار أمريكا على تغيير النظام في سوريا ووصول أزمة هذا النظام إلى ذروة لا تحتمل التأجيل وبالتالي مشروعية التساؤل عن طبيعة القوى التي ينتظر أن تعوض النظام..السؤال الذي يطرح نفسه مع كل هذا الفصام الذي شاهدناه في كل مكان جرى فيه التغيير برعاية أمريكية والذي أعاد إنتاج حالة التسلط والقهر باتجاه المجتمع لصالح تحالف بين قوى طائفية وإرادة الخارج الأمريكية..يتحدث البعض الآن عن فرص ضائعة..نحن بالفعل فقدنا العديد من الفرص الضائعة..في 1916 أمكن لعملاء الاستخبارات البريطانية خداع قيادة الثورة العربية والحركة النهضوية في بداية القرن 20 وسخروهم لخدمة مصالح جيش الإمبراطورية..انتهت أحلام فرسان النهضة يومها باستقلال الشرق ووحدته وإطلاق مشروع نهضوي حضاري إلى استعمار الشرق لصالح الغرب وبداية تحقق مشروع الوطن القومي لليهود في فلسطين..بعد نكبة فلسطين كانت أزمة أنظمة ما بعد الاستقلال قد أطلقت توترا سياسيا اجتماعيا وحراكا صاخبا أوقفته قوى جاءت بالقوة إلى السلطة تحت شعارات تعزيز الاستقلال ومواجهة الخطر الصهيوني وتم اختزال الفعل الجماهيري واستثماره لإقصاء القيادات التقليدية وبناء أنظمة قمعية صادرت الفعل المجتمعي وهمشت الشعب وأضعفت المجتمع وقادته لهزائم متكررة أمام إسرائيل وأي غاز جديد..لقد جرى احتواء كل محاولات إطلاق المشروع النهضوي الوطني الديمقراطي واستبدالها بقوى وأنظمة استخدمت هذا الشق أو ذلك من الخطاب النهضوي لتدعيم سلطتها ووأد المشروع النهضوي في المحصلة الأخيرة..أمام مشروع أمريكي للشرق الأوسط هو عبارة عن مشروع هيمنة سياسي اقتصادي وما يلتحق به من مشاريع لقوى طائفية تقليدية فإن المشروع النهضوي الوطني الديمقراطي هو ضحية من جديد لاصطفاف قوى معادية تريد أن تصادر رغبة التغيير وحركة الجماهير لصالحها..



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير
- قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر
- خيارات الشرق الأوسط الجديد
- المثقف, السلطة و الخارج
- التغيير و الشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم