أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربية














المزيد.....

تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1695 - 2006 / 10 / 6 - 10:24
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


هناك عادة سيئة في الخطاب السياسي العربي يتمثل في المبالغة و الحديث عن استثنائية المرحلة أو خطورتها فكل الأوقات استثنائية ( ربما كاستمرار للقوانين الاستثنائية التي تحولت إلى حالة دائمة حاضرة في كل شيء في بلادنا ) لكنني سأتجرأ لأصف إصدار بيان موجه للقوى و الأحزاب الماركسية العربية بالاستثنائي , هذا طبعا بالنسبة لمن يسعى لإنجاز تغيير وطني ديمقراطي جذري يرى اليسار بما يعنيه و يفترض أن يمثله من جماهير على الأرض و من قراءة ثورية للواقع تتجسد في البديل الثوري عن هذا الواقع كحامل و رأس حربة له..
رسم البيان خط النار الفاصل بين القوى المتصارعة و قدم توصيفا لطبيعة الصراع يتجاوز السائد خاصة في أوساط اليسار المتلبرل الذي يخلط بين الديمقراطية و المشروع الأمريكي بما في ذلك دخول إسرائيل في منظومة إقليمية تشكل الأنظمة "المعتدلة" قطبها الآخر..و كان توصيف حالة اليسار أيضا بداية ضرورية لطرح بديل ثوري قادر على تطوير رؤية ثورية للواقع و طرح البديل الثوري و الانخراط في نضال جماهيري في اتجاه تفعيل الشارع و مواجهة سياسات القهر و الاستغلال المفروضة من الداخل و الخارج..إن اليسار ليس عدوا لأمريكا بالمطلق و لمجرد أنها أمريكا..إن أمريكا تسعى لإدامة نهبها للمنطقة و هي حاليا تستبدل تكتيكاتها فقط و قد سبق لها أن استخدمت القوى التي تعتبرها اليوم معادية للحرية و الاعتدال لتلبية مصالحها في الماضي..أمريكا تشكل رأس جبل الجليد الذي تمثله الشركات المتعددة الجنسيات التي تبسط نفوذها الآن في كل مكان على حساب إفقار الشعوب و استلاب حريتها و ظروف حياتها..لكن ليس كل ما هو معاد لأمريكا فهو في خندق الشعوب..إن شعوبنا تعرضت لقمع و استغلال مارسته أنظمة ادعت الحداثة و العمل على تعزيز الاستقلال وصولا إلى تهميش حولها إلى حالة جامدة مشلولة عاجزة عن التصدي لاستغلال الداخل و الخارج..إن هذه الأنظمة مستهدفة أمريكيا لكنها في ذات الوقت مسؤولة عن حالة القهر و إضعاف قدرة الجماهير أو دورها لصالح هذا القهر..جرت سابقا و حاضرا محاولات لتبرير هذا القهر و السعي لتصويره على أنه شر لا بد منه أو أنه البديل الوحيد عن ديكتاتورية عسكرية أو عن وصول الأصوليين إلى السلطة أو عن الفوضى و ما شاكل ذلك في تغييب لأي بديل وطني ديمقراطي شعبي خارج ثنائيات النظام-أمريكا أو النظام-الأصولية..من الملفت حضور حزب الشعب الاشتراكي المصري هذا اللقاء و هو يشكل امتدادا للفريق من الحزب الشيوعي المصري ( جناح ميشيل كامل-نبيل الهلالي ) الذي رفض مثل هذه التبريرات التي سادت في أوساط اليسار المصري بعد وصول مبارك إلى السلطة..بقي هذا الطرف على توصيفه لنظام مبارك كممثل للتحالف الحاكم المعادي للشعب و واصل نضاله ضد استغلاله و قمعه للشعب فيما تمترست قوى يسارية أخرى وراء تلك التبريرات رافضة التحرك ضد نظام مبارك لتنتهي إلى ابتعاد اليسار عن الشارع و لجوئه إلى تكتيكات فوقية توفيقية إزاء استغلال و قمع النظام..إن المطلوب العمل على تجاوز أخطاء و سلبيات الممارسة في الماضي و لا سيما غياب النقد سواء الذاتي أو للحليف و تطوير رؤية الواقع حسب معطياته و ليس مجرد انتقاد هذه السلبيات التي منها قبول اليسار بدور هامشي إزاء ما اعتبر يوما قوى حاملة للتقدم الاجتماعي و ما هي إلا البرجوازية الصغيرة التي وصلت إلى السلطة مع انقلابات الخمسينيات و انخراطه في مؤسسات الحكم و المنظمات الجماهيرية الشكلية التي أقامتها و غياب أية مقاربة جدلية انتقادية تجاه مشروعها و ما آل إليه من أزمة عميقة مجتمعية..إن البديل الثوري الشعبي و الديمقراطي لا يمكن إلا أن يشكل تجاوزا لهذه الأنظمة بما تمثله و تمارسه و لدورها و خطابها..اليسار كممثل للجماهير و مصالحها لا يمكن أن يكون محايدا أمام قهر و استلاب هذه الجماهير من قبل هذه الأنظمة و لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها جزءا من حالة التصدي للمشاريع الأمريكية للمنطقة أو جزءا من الحل أو البديل..طبعا إن الدخول في صراع مع السلطة دون مبرر هو انتحار سياسي بقدر ما هو الصمت إزاء قضايا أساسية في نقد الواقع الفاسد و بناء البديل..إن إمكانيات حركة اليسار اليوم أكبر و انفلات أجهزة الأمن منكفئ شيئا ما إضافة إلى أن اليسار مطلوب منه ( خلافا للمعارضة الليبرالية ) أن يطرح و يعبأ الجماهير وراء مطالب اقتصادية معيشية ذات مضمون طبقي تتجاوز المطالب الصرفة المتعلقة بالحريات التي لا تنفصم في رؤية اليسار و نضالاته عن القضية الاجتماعية..في المقابل فإن الرؤية التي عبر عنها البيان عن القضية الديمقراطية ضحلة غير واضحة و غير مركزية مما يتطلب حوارا و مراجعة ضرورية لطرح يساري ثوري عن مفهوم العلاقة بين الحاكم و المحكوم و شكل السلطة السياسية و الجدل بين القوى السياسية المختلفة مع الإصرار على حق الشعوب و الجماهير في تحديد حاضرها و مستقبلها دون وصاية من أي أحد في إطار جدال مجتمعي مفتوح .. هناك أيضا موقف هام ملفت بحاجة للتطوير و للتعميق إزاء تيارات الإسلام السياسي و دور بعضها في مقاومة الغزوة الأمريكية مما يفترض أن يمهد لرؤية عن الاصطفافات السياسية و احتمالات التحالف مع قوى سياسية و اجتماعية في سياق تحقيق مشروع البديل و شروط هذه التحالفات و أهدافها و تكتيكاتها يتجاوز تابوهات الممارسة الماضية و مخاوف اليسار من قوى شعبية ذات إمكانيات تطور كبيرة متنوعة حسب مزاج جمهورها و انتماءاته الطبقية الشعبية أساسا مع وجود معيقات كبيرة لإمكانات تعاونها مع قوى التغيير الجذري تأتي من طبيعة فكرها رغم وجود إمكانيات للتعاون مع قواعدها في قضايا مختلفة من قضايا الحريات إلى القضايا المطلبية الجماهيرية..

إن البيان يشكل بداية أو محصلة ضرورية للجهود لتجاوز الحالة الراهنة لليسار و المجتمع المأزومين في سعي لصياغة البديل الثوري..إن مشروع البديل ليس مجرد جدل سفسطائي منفصل عن الواقع..إنه حالة نضال يومي شعبي فكري سياسي تحتي بقدر ما هو فوقي..إننا محكومون بالأمل محكومون بالالتزام بالشعب بقضاياه بالحرية و بالعدالة محكومون بالحلم و النضال في سبيل غد أفضل لشعوبنا



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا
- قراءة مغايرة ل 11 سبتمبر
- خيارات الشرق الأوسط الجديد
- المثقف, السلطة و الخارج
- التغيير و الشرق الأوسط الجديد
- العلمانية من جديد
- لا لحشرنا بين حانا و مانا
- قوة المثال اللبناني


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مازن كم الماز - تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربية