|
نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:44
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إن نضوج التغيير الوطني الديمقراطي في بلدنا سوريا قد اكتمل منذ زمن عندما أصبح واضحا أن النظام يصر على وضع وجوده في مواجهة الشعب و الوطن, لكن هذا الوجود أيضا يتناقض مع مصالح أطراف إقليمية و دولية لا يمكن أن تعد بأي حال من الأحوال صديقة للشعب السوري أو لشعوب المنطقة..و للنظام و لهذه القوى أجنداتها الخاصة عن تطور الأوضاع في سوريا لا تعكس بأي حال مصالح شعبنا أو وطننا.. إن ضرورة التغيير الآن ملحة و إن إنجاز هذا التغيير كما هو تحديد جوهره و مضمونه يشكل القضية المحورية في الأحداث القادمة..إنني أزعم أن المعارضة السورية لا سيما في خطاباتها و مواقفها السياسية الأخيرة و طبيعة الحراك الذي تديره بين فصائلها ليست مهيأة بعد لتشكل البديل الوطني الديمقراطي للنظام..إن المعارضة لم تستلم زمام المبادرة بعد في إدارة الحراك السياسي من النظام أو من الخارج ( من المؤكد أن قمع النظام سيعقد هذا الحراك لكن إرادة الحوار و النقاش لدى المعارضة غائبة حاليا كجزء من الحالة السلبية التي تعتري المعارضة )..إن الحاجة إلى التغيير ( خاصة تغيير حالة استبداد سياسي أو فساد اقتصادي كتلك التي يمثلها النظام ) تتطلب التأسيس لبديل وطني ديمقراطي يعيد المجتمع إلى دائرة الفعل و يعيد صياغة علاقة الدولة بالمجتمع و يحرر الحراك السياسي و الفكري الوطني و هذا يتطلب أوسع جدل و حوار يشمل كل فئات الشعب السوري و تياراته دون "أدوار قيادية" يدعيها أحد أو قيود مفروضة من أحد..إن معارضة سورية ذات خطاب ديمقراطي وطني تقر و تمارس الجدل الحر المفتوح قادرة على إقناع الشعب السوري و كسب ثقته و منحه الأمل بغد حر ديمقراطي , غد يكون فيه هو صاحب الكلمة فيمن يحكمه و في رسم سياسات البلد في ضوء مصالح الوطن و الشعب, إن معارضة قادرة على أن تؤكد للشعب أنها بديل الاستبداد و الاستئثار بالبلد و تهميش المجتمع و ذلك بالممارسة و بخطابها السياسي هي أقوى و أمضى من كل الحديث عن المحكمة الدولية و ضغوط الخارج على النظام..إن الصراعات الطائفية الدموية في العراق و فساد أهل الحكم و طبيعة الجدل السياسي الدائر في لبنان و العراق يطرح مهام جدية على قوى التغيير في سوريا ليكون التغيير القادم وطنيا ديمقراطيا بمعنى أنه يخدم مصالح الوطن و الشعب و يقر بالاختلاف و بالجدل و يؤسس لحالة طالما انتظرها شعبنا من الحرية و العدالة..مرة أخرى فإن هذا يتطلب إطلاق أوسع حوار وطني حول صيغة البديل الوطني الديمقراطي التي تختزل الصراع بين التيارات السياسية في حراك حر ديمقراطي بعيد عن إلغاء الآخر مع الاحتفاظ ( بل و ضرورة ) بحق الاختلاف..لا بديل عن الحوار الوطني و لا بديل عن القبول بالآخر و الحوار معه في سبيل تحديد شكل و مضمون التغيير..إن البديل عن الحوار هو التفرد و عن إطلاق الجدل السياسي العام لتأطير الصراعات السياسية هو صراعات مضمونها إلغائي استئصالي تفتح الباب أمام صراعات تدميرية للمجتمع و تفقد التغيير أي مضمون جدي و ربما تفتح الباب أمام ظهور حالات استبدادية جديدة بشروط مختلفة..إن هذا الحوار الوطني الواسع الذي لا يستثني أحد , حوار يتجاوز قهر النظام للشعب و استئثاره بالوطن و يتجاوز حدود خطابه التخويني و إطلاق جدل لا يعترف إلا بالحقيقة و لا يهرب إلى خطابات تخوينية مضادة بين فصائل و أطياف الشعب السوري تقوده المعارضة هو بداية المخرج الوطني الديمقراطي لأزمة النظام..لا ديمقراطية بدون ديمقراطيين..لا ديمقراطية بدون الإقرار بالحرية كشكل للحياة السياسية بدون إشاعة الحرية و المساواة بين الناس..إن الإقرار بالآخر لا يعني التخلي عن استقلالية الخطابات السياسية أو الفكرية لأي من التيارات الفاعلة لكنه يعني أننا جميعا مؤمنون بالإنسان و حريته كقيمة فوق خلافية و بالوطن كمعطى مركزي يقوم على العدل و المساواة بين السوريين..
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم
...
-
الطائفية و الشارع و اللعب بالنار
-
محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
-
الخيانة , العنف و السلطة
-
لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
-
الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
-
التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
-
الحجاب من جديد
-
أكثر من مجرد تغيير
-
قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
-
في ذكرى نجيب سرور
-
الشرعية بين الشعب و الخارج
-
احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
-
الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
-
تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي
...
-
أطروحة المجتمع الدولي
-
الطائفية , المعارضة و النظام
-
ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
-
حول تصريحات البابا الأخيرة
-
منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
المزيد.....
-
قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا
...
-
مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا
...
-
زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
-
شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك
...
-
الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك
...
-
غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته
...
-
محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
-
خبير ألماني: بوتين كان على حق
-
فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
-
فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية
المزيد.....
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
-
حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2)
/ جوزيف ضاهر
-
بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول
/ محمد شيخ أحمد
المزيد.....
|