أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الطائفية و الشارع و اللعب بالنار














المزيد.....

الطائفية و الشارع و اللعب بالنار


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1743 - 2006 / 11 / 23 - 10:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رغم أن الجدل السياسي اللبناني الراهن قد يدعي تلبية أو استخدام قضايا وطنية لكنه يقوم على اصطفاف طائفي صريح مع حضور أساسي للخارج في تحديد نقاط الخلاف و احتمالات الحل..اللجوء إلى الشارع لا يعني ببساطة ما قد تحمله مفردات كهذه من مشاركة شعبية واسعة بل و نقل مركز الفعل إلى الشارع بقدر ما هو استدعاء "شوارع" مجيشة طائفيا لخدمة مواقف قياداتها الطائفية..في ربيع 2005 كان الشارع اللبناني أيضا في مركز الفعل بعد اغتيال الرئيس الحريري يومها كانت قوى الأكثرية النيابية كما تصف نفسها اليوم هي من جيًش الشارع مستفيدة من زخم المشاعر التي فجرها قتل الحريري و ذلك للإطاحة بحكومة كرامي و تولي السلطة..اليوم يستند زخم هجوم المعارضة و لا سيما حزب الله إلى صموده و انتصاره على آلة الحرب الإسرائيلية..أي أن الشارع يتحرك تحت تأثير حالة عاطفية عارمة بعيدا عن مشاركته أو تفاعله مع صراع مفتوح بين مشاريع سياسية اقتصادية و في كل الأحوال يقتصر دور الشارع على تأكيد شرعية موقف سياسي لنخبة طائفية أما الحراك العام فيختزل إلى "حوار وطني" يدور بين النخب في عزلة عن الشارع كمشاركة و كهموم..ترى بعض أوساط المعارضة السورية أن إضعاف أنصار النظام السوري اللبنانيين ستساهم في تعميق أزمة النظام و يرى هذا الموقف أن على المعارضة أن تقبل بحقيقة التدخل الدولي كأداة للتغيير و أن تدخل في لعبة المشروع الأمريكي إقليميا..في الواقع فإن غياب حراك عام قادر على التغيير يجعل من فرص التغيير الداخلي السلمي معدومة و حالة النخب والتيارات السياسية و الفكرية وفعل الجماهير المقموع لا يمكنها بحالتها الراهنة أن تفرض تغييرا ديمقراطيا..لكن هذا لا يعني أن الرؤية الأخرى ليست مأزومة هي الأخرى فجدية أمريكا في تغيير النظام تخضع لمصالحها و منطقها الخاص و لذلك فهي قابلة للمساومة مع النظام إذا كان في ذلك تحقيقا لتلك المصالح و نرى الآن حالة مراجعة تقوم بها أمريكا خاصة مع فوز الديمقراطيين في انتخابات الكونغرس و يسعى النظام لمغازلة هذا النهج بانفتاحه على السلطة القائمة في بغداد, كما أن تلك الأهداف و الغايات الأمريكية ترتبط بالنفط و مصالح شركاتها الكبرى و هي سياسيا تنطلق من مبدأ أساسي هو عداءها لقوى المقاومة و محاولة تصفيتها أو إضعافها لا سيما حماس و حزب الله و هذا ما يفرض على الأطراف المنخرطة في مشروعها حدود الحوار السياسي مع قوى المقاومة تلك و هذا ما نراه يوميا في محاولات احتواء حزب الله و حماس داخليا من جانب السلطة و القوى المشاركة فيها..إلى جانب كون هذا الخارج الأمريكي غير مأمون و أن تخليه عن حلفائه بل و عملائه ممكن في منظور مصالحه الخاصة و لا أخلاقية التعامل مع متطلبات مشروعه وطنيا و إقليميا خاصة مع حضور إسرائيل بجرائمها و ممارستها للقتل المجاني بحق الفلسطينيين نجد إضافة هذه الحالة من التوتر و الانقسام الطائفي التي تمزق الشرق في استلاب مزيف للحراك السياسي و الفكري و للوعي الجمعي باتجاه إعادة إنتاج ماضي مارست فيه سلطة شرقية مستبدة سلطتها على أرضية صراعات طائفية استئصالية و في إطار علاقات غير متكافئة مع الخارج الطامع تارة أو في إطار صراع تستخدمه مدخلا لتثبيت شرعية استبدادها و نهبها للبلد..يبقى سؤال التغيير الديمقراطي قائما و يبقى استبداد النظام و استئثاره بالبلد يجهد لإلغاء أية فرصة للتغيير الوطني الديمقراطي من الداخل فيما يبدو الخارج يسعى لفرض أجندته الخاصة المتناقضة مع مصالح الوطن و الشعب و يبدو هذا الاختزال للحراك في صراعات طائفية يرسم صورة قاتمة لشرق يدور حول ذاته دون أن يدرك أن طريق الخلاص هو ذاته طريق الحرية الحقيقية طريق التغيير طريق المقاومة و طريق التحديث و التقدم



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
- الخيانة , العنف و السلطة
- لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
- الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير
- قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...
- أطروحة المجتمع الدولي
- الطائفية , المعارضة و النظام
- ماذا عن سياسات النظام السوري الاقتصادية؟
- حول تصريحات البابا الأخيرة
- منعطف كبير لكن إلى أين؟ عن الخيانة الزوجية
- مراجعة ضرورية
- من أجل بناء البديل اليساري في سوريا


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - الطائفية و الشارع و اللعب بالنار