أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الديمقراطية بين خطابات -التغيير-














المزيد.....

الديمقراطية بين خطابات -التغيير-


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1806 - 2007 / 1 / 25 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع إدعاء الجميع أنه ديمقراطي أو يريد , أو على أقل تقدير يتوافق مع , الديمقراطية التي أصبحت إلى حد ما شرطا ضروريا للعمل السياسي اليوم علينا تحري مضمون هذا المفهوم و ما تعنيه الممارسة الديمقراطية كي يمكن لنا قوننة الديمقراطية كمطلب للنخبة و كمفتاح لتطوير أو تثوير الحالة السياسية السائدة باتجاه أنسنة الحياة السياسية و الفكرية و تحرير المجتمع..يعني أنه لا يكفي أن نضيف كلمة ديمقراطي لأفكارنا أو أسماء تنظيماتنا كي نتحول إلى ديمقراطيين و تخضر الدنيا و تثمر حرية و تقدما بشكل أوتوماتيكي..هذه الآلية التي مارسناها سابقا عندما كان تبني بعضنا للاشتراكية الستالينية أو القومية العربية يفترض أن يفتح الطريق أمام الاستقلال و الوحدة أو العدالة و التحرر"أوتوماتيكيا"..إن الديمقراطية تعامل بذات التبسيط الذي قاربنا به الاشتراكية و القومية مما يهددها بمصير مشابه بعد أن تستخدم في معاركنا السياسية و الفكرية دون أن تؤدي سوى إلى إعادة إنتاج ذات حالة القهر التي شكلت ماضينا ثم حاضرنا..نحن حتى الآن نتحاشى الإجابة على الأسئلة الصعبة و التي تتعلق بمراجعة تاريخنا المعاصر و بمراجعة مواقف القوى السياسية عبر هذا التاريخ و مسألة البناء الديمقراطي و المرجعية و شروط الحراك المجتمعي..المشكلة و المؤسف أن إلحاح و ضرورة هذه المراجعة النقدية تتهم بمحاولة الإساءة لهذا التيار أو ذاك مما يضع ممارسات تلك القوى من جديد فوق أي احتمال للنقد و تصبح المراجعة كفرا و الحوار بصيغة إما معي أو علي..هناك على الطرف المقابل "نكتة" تشاع مدعية بأن الأصوليين وحدهم هم أعداء التعددية و الديمقراطية و التسامح مما لا يصمد أمام الواقع فدرجة القمع السياسي و الفكري التي مارسها عبد الناصر و حافظ الأسد و صدام كحكام "قوميي" الاتجاه و طريقة صعود التيار الماركسي الحاكم سابقا في اليمن الجنوبي و "حل" الخلافات بين أطرافه و فساد و قمع الحكم القائم في السودان كممثل لحكم تيار إسلامي و ممارسات نظام السادات كممثل لليبرالية الموالية لأمريكا يؤكد أن الممارسة السياسية تتجاوز الخلافات الفكرية لتؤدي إلى ذات العلاقة تجاه المجتمع و الشعب..في المواجهة بين النظام السوري و الإخوان مارس الطرفان القتل و الإرهاب بحيث تجاوز الخصم السياسي إلى الآخر المذهبي و الفكري السياسي..إن قيام الإخوان بمراجعة تلك الأساليب و الممارسات و السياسات ضروري ليس فقط لطمأنة القوى التي تجد نفسها على خلاف مع مرجعية الإخوان بل لتأصيل حوار ديمقراطي بين القوى المختلفة يتجاوز إلغاء الآخر و حالة القهر التي يمثلها النظام..إننا نسعى كسوريين لنقيم بنياننا السياسي على أسس تستنكر العنف و تعترف بحق الاختلاف و تضع المجتمع في مركز المرجعية و المتهم هو كل من شارك مباشرة أو بالصمت في تبرير أو تعزيز الاستبداد فالشيوعيين الذين قبلوا أن يغطوا قهر النظام بتواجدهم معه في جبهة شكلية و خضعوا لتهديد أو ابتزاز النظام تارة و إغراءاته تارة أخرى هم موضع مساءلة أيضا و أفراد النظام الذين شاركوا في القمع و نهب المال العام هم أيضا تحت المساءلة فحسب القاعدة الفقهية المعروفة لا بد أولا من أداء حقوق العباد أي الشعب و الوطن قبل أن يطالبونا بصكوك الغفران..فهنا إما أننا نضع أساسا جديدا يتجاوز القهر و الاستبداد بالبلد أي يتجاوز الممارسة السياسية السابقة القائمة على إلغاء الآخر أو أننا بصدد استمرار لذات الحالة و وفق ذات المواقف و الرؤى السياسية و أن القضية ليست أكثر من ثأر الخاسر من المغلوب في تلك الصراعات دون أي تغيير في علاقة السلطة بالمجتمع أو بناء أسس جديدة لممارسة السياسة..إن المطلوب هو بناء سياسي مختلف يقوم على شكل مختلف للعلاقة مع الآخر و المجتمع و الشعب لا يستثني أحدا و لا يعطي أحدا الحق في مصادرة الحراك السياسي أو وضع قيود ليرسم حدود هذا الجدل..
شهدنا مؤخرا سخونة في الجدل بين خطاب الإخوان الطائفي و بين فصائل المعارضة السورية التي أنكرت طبيعة الصراع الطائفية لكن عمليا هذا هو الجدل المطلوب فما قيمة الجدل إلا بين المتناقضات..المشكلة ليست في خطاب الإخوان الطائفي رغم اختلافنا معه فالحوار السياسي مفتوح و وسيلته المفترضة تتمثل بالتي هي أحسن لكن المصيبة هي في عدم إقرار تلك الضوابط للحوار من أطراف الحوار المفترضين..إن المعارضة منقسمة بين إعلان دمشق ذا اللون الواحد و بين تركيبة جبهة الإخلاص العجيبة التي إن جمعها جامع فهو مجرد الرغبة في إسقاط النظام..لا وجود بعد لحوار جدي يشمل الجميع لتأسيس حالة خارج قهر النظام و لا وجود لهجوم أخلاقي سياسي للمعارضة على قهر النظام يقدم مشروعا لدمقرطة المجتمع و تغييره جذريا يفترض أن يكون نقطة قوتها الفعلية في مقابل استبداد النظام..يراهن البعض في الإخوان على صعود المشاعر الطائفية و على التركيبة الطائفية للمجتمع السوري ليكونوا القوة المستفيدة من تطورات كهذه لكن يتجاهل هؤلاء أن هذا يأتي بعد الحرب الأهلية التي تعصف بالعراق و هم يستهينون بقدرة القوى اللا طائفية و رغبة الجماهير بعدم تكرار التجربة العراقية..إن من المؤسف أن الخطاب السياسي للإخوان السوريين يهدد بتحويل الصراع و معركة التغيير إلى صراع طائفي فيقدم شرعية ما لنظام فاقد الشرعية و يعيد قضية التغيير إلى نقطة الصفر و يحولها من صراع بين النظام و المجتمع بغرض استعادة فعل المجتمع إلى صراع داخل المجتمع نفسه..ستبقى موضوعة التغيير بحاجة لحل فعلي جذري يتجاوز أي فعل سلطوي قهري و لن يحقق اختزالها لحالة صراع طائفي حلا فعليا يلغي الحاجة إلى جدل عام مجتمعي يلتزم بتحرير المجتمع من حالة القهر



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الخارج و الخطابات السائدة
- كلام في الديمقراطية
- الإمام الأعظم أبو حنيفة..قراءة مختلفة
- القهر أم تحرير المجتمع و الإنسان ؟
- خواطر في التغيير الوطني الديمقراطي
- حراك المجتمع و الطائفية و النظام
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...
- الطائفية و الشارع و اللعب بالنار
- محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
- الخيانة , العنف و السلطة
- لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
- الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - الديمقراطية بين خطابات -التغيير-