أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حراك المجتمع و الطائفية و النظام















المزيد.....

حراك المجتمع و الطائفية و النظام


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما معنى الحراك السياسي الذي يتكرر الحديث عنه الآن؟...ما هو مصير المخالفين السياسيين في حال أن تحقق النصر لفريق سياسي على الآخر و ما هو في الأساس الطريق إلى تحقيق نصر سياسي كهذا على المنافسين السياسيين؟...إن حالة الجدل السياسي السائدة حاليا في بلادنا يسودها النظام و يختصرها بفعله الخاص بفضل تدخل أجهزة أمنه أما في جارتنا العراق فالجدل يدور عبر فرق الموت بين الطوائف مع وجود خنادق فاصلة عميقة بين الفرقاء يجري تبادل اتهامات التخوين أو العمالة و التكفير عبرها و هذه الحال نفسها في لبنان و إذا ما اعتبرنا أن الوضع في العراق أو لبنان أصبح الآن مثالا "يستحق أن يتبع" و "بداية لتقدم الديمقراطية في المنطقة" أو "نموذجا للتغيير" فإن الأمل بجدل سياسي حر ديمقراطي في سوريا يحتاج في أضعف الإيمان لمقاربة نقدية ل"حالة" الجدل هنا و هناك و النظر في شروط تأسيس حراك سياسي حر بين تيارات المجتمع السوري بعيدا عن سجون النظام و خطابات التكفير الطائفية أو التخوين , هذا إن أمكن..
مع استدراج شخصيات كعثمان بن عفان و الحسين من التاريخ إلى ساحة الجدل فأنا أزعم أن هذا الجدل يقف في ذات اللحظة التي تفاقمت فيها أزمة الحكم الأموي و بدأ صراع دموي بين جيش الحكم الأموي الشامي بالمناسبة و بين عبد الله بن الزبير و الخوارج و بعض شيعة آل البيت , صراعا جرت فيه استباحة كل الحرمات تأصيلا للممكن و المباح في الصراع على السلطة و إذا قررنا إضافة العامل الخارجي يمكننا العودة إلى فترة ملوك الطوائف!؟ في الأندلس أو بين من خلف صلاح الدين الأيوبي حيث استعان الجميع بالأجنبي في مواجهة أخيه أو ابن عمه أو ابن جلدته..أنا أزعم أن الخوارج مثلوا الضمير المتطرف لزمانهم الملتزم بالنص إلى حد لا يقبل المساومة عندما ألزموا الأمة بضرورات النص المقدس فألزموا الحاكم بإقامة الشرع و العدل و شرعوا , بل و أوجبوا , الخروج عليه إن لم يفعل و لم يتهاونوا في الكبيرة كما ستفعل لاحقا سائر الفرق الإسلامية..مثلوا نقيض المرجئة و الجبريين الذين برروا أحداث الفتنة و انتهاك الحرمات فكانوا أساس تبرير ممارسات النظام يومها..و أزعم أن جدلنا السياسي اليوم بحاجة إلى "خوارج" جدد يؤدون ذات الوظيفة و هي أن يلزموا الجميع بما يدعوه و يقوننوا ما يشكل أساس القيام بالشرع و العدل و لو كره الكثيرون استخدام الخوارج كمرجعية في مقابل شخصيات ذا حضور انفعالي كبير كالحسين و عثمان بن عفان..يومها حسم الصراع بالقوة و جرى تكريس حالة قمع عامة طالت أولاد الصحابة و التابعين إلى جانب قوى المعارضة و الشعب بالطبع و أنا أعتقد أن الوضع الحالي المنفلت سيحسم مرة أخرى بالقوة الغاشمة الطائفية البعد الميليشيوية الشكل على حساب رغبات و دعوات التغيير لكن الحق الذي نملكه كأشخاص أو قوى راغبة بالتغيير بسيط و مبدئي للغاية تضمنه لنا الحياة بمنطقها و طبيعة الإنسان ذاتها كما شرعها الخالق سبحانه و تعالى و هو أن نمارس حقنا في النقد و مقاربة موضوعة التغيير وسط تصاعد الخطابات اللاعقلانية الغريزية و تشكل و تمترس الميليشيات المؤسسة و المدعومة من "زعماء الطوائف" التي تجعل من التغيير نكتة سمجة تستحق و لو ابتسامة وسط هذا الفقر و التهميش و القمع و التحضير للقتل على الهوية الطائفية و قصف الطائرات الآتية بالديمقراطية..
فأولا من الذي يحق له أن يكون طرفا في هذا الجدل أي طرفا في الفعل و المشاركة..إنهم نظريا الجميع بدون أي استثناءات و يمكن عمليا استبعاد جلادي النظام و المساهمين في نهب المال العام من أي حراك سياسي لأنهم عمليا يستحقون الملاحقة لما قاموا به ضد الشعب السوري لا الحق في أن يكونوا طرفا في أي حالة حراك سياسي حر عام..و ثانيا ما هي طبيعة الحراك و قوانينه و شروطه؟..نظريا مرة أخرى هي حق الجميع في التعبير و المشاركة و الفعل..و عمليا مع الانقسامات الطائفية التي تقسم شعوبنا طولانيا فداءا للطائفة و ليس للتغيير و في المحصلة شرعنة الموت المجاني في حروب طائفية تبدو و كأنها صراع بين صحابة الرسول أو آل البيت كما في العراق و لبنان فالقادم هو اصطفاف طائفي يحضر لمحاصصات طائفية يمتطي صندوق الانتخابات..إن النظام العربي الرسمي المتهالك لا يملك سوى نفوذ أمريكا و إسرائيل في المنطقة ليوازن بها التمدد الإيراني و مع ملاحظة طبيعة التمدد الإيراني الطائفية المضمون و مع ملاحظة سقوط هذا الخطاب الطائفي في مستنقع القتل و تهميش الآخر كما في الحالة التي وصلها تيار الصدر عراقيا فإنه يبقى نظريا أيضا من حق إيران أن تسعى لتطوير قواها و لا يمكن لأنظمة العجز أن تطلب منها إما أن تتبع سياساتها الخانعة إزاء أمريكا و إسرائيل و أن ترتمي في أحضان هذا الخارج أو أن تنتظرها حتى تبدأ بتطوير قواها العسكرية أو إمكانياتها كدول و مجتمعات استمرأت قهرها و نهبها و تدمير حراكها المستقل الحر..هذا النظام العربي الرسمي الذي يعيش أزمة عميقة مع تحجيم دور مصر بسبب أزمتها الداخلية و طبيعة ارتباطاتها الإقليمية و زوال نظام صدام و عزلة النظام السوري و ضعف تأثير أنظمة الخليج بعيدا عن تأثير البترودولار مما يجعل النظام العربي الرسمي بحاجة ماسة لدور أمريكي رئيسي و ربما يفرض عليه التعايش مع دور إسرائيلي ريادي..إن هروب هذا النظام العربي الرسمي إلى تصعيد الخطابات الطائفية في محاولة لعزل إيران في العراق و لبنان و ربما سوريا و السودان بهدف استنزاف التمدد الإيراني هنا و هناك و استدعاء تدخل أمريكي يحسم الوضع في هذه الساحة أو تلك لصالح استمرار النظام العربي الرسمي بصيغته الحالية..إن الانخراط في لعبة النظام العربي الرسمي الطائفية لن يعود علينا إلا بالخراب و الموت كرمى لعيون السلاطين المتحالفين مع أمريكا و الخانعين أمام إسرائيل..إن حق كل القوى في المجتمع بطرح تصوراتها عن الوضع و احتمالات الاصطفاف الإقليمي لن يمنعنا كقوى تغيير ديمقراطي من التنبيه من خطر لعبة النظام العربي الرسمي و لا أخلاقيتها و نفاقها باستسلامها لمشيئة أمريكا و إسرائيل و رفضها التغيير الذي يحرر شعوب المنطقة من التسلط و القهر..إن خطابات الإلغاء الطائفي تحل الآن كما لاحظ الأستاذ برهان غليون أخيرا مكان خطابات التغيير و يتحول اهتمام الشارع إلى أهداف لا تتجاوز تحجيم العنف الطائفي أو مجرد البقاء في خضم هذا الجنون المنفلت..
نعود لحالة الحراك لنقول إن على المجتمع اليوم مع تزايد الأصوات الطائفية سخونة و ضجيجا و مع محاولة كل الأطراف أن تنقل صراعاتها إلى داخلنا تعويضا عن ضعف بنيوي أو أزمة عميقة هنا أو هناك و مع تفاقم قهر النظام و احتمالات إنجاز مساومة بين النظام و بين أمريكا فالمطلوب أن يعمل المجتمع على استعادة المبادرة من النظام و أن يبدأ هذا الحراك الوطني العام الذي لا يستثني أحدا و لا يحق له أن يستثني أحدا..إن النظام بعد تدميره للمجتمع و تقسيمه و إضعافه و إيغاله في تهميشه يستقوي على النخبة المثقفة التي ( رغم كل الملاحظات على أدائها و التحول الذي طرأ عليها ) شكل نشاطها أساس ربيع دمشق و على الشعب و على المعارضة..لا بديل عن أن نعمل كسوريين معا على تجاوز حالة القهر و الطغيان..إن منطق التكفير بين السوريين على اختلاف تلاوينهم و اختلافاتهم السياسية و الفكرية لا بد من استبداله بالإقرار بحق الجميع في التعبير و المشاركة بحيث يكون المحرم و الخارج عن الوطنية و الإجماع هو مصادرة الحوار و فرض رأي ما على أنه الحقيقة المطلقة التي على المجتمع و سائر القوى و التيارات الرضوخ لها..هذه ليست تقية يسارية بل هي تأكيد لحقيقة مرة دفع ثمنها المجتمع باهظا و هي أن ما جرى في الاتحاد السوفييتي باسم الثورة و في بلادنا باسم ما ادعاه جلادو شعبنا على أنه تقدم و اشتراكية هو قهر للمجتمع قمع للتاريخ و محاولة لي ذراع التاريخ و نضال المجتمع و حلم الإنسان بالعدالة ليبرر حالة القهر و الطغيان..إن التغيير يبدأ و يصبح احتمالا ممكنا عندما تبدأ القوى و التيارات السياسية و الفكرية و كل أطياف المشهد السياسي في سوريا بالدخول في جدل مفتوح لا يهدف لإلغاء أحد و لا لتمييع الفواصل و الخلافات بل لإعادة المجتمع إلى مركز دائرة الفعل و تحديد قواعد الجدل السياسي





#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان و القهر بين تاريخنا و حاضرنا
- مرثية لقوم اسمهم العرب ! !
- خواطر في الدولة
- حول الخلاف السني-الشيعي
- نداء إلى القوى السياسية السورية - نداء إلى المعارضة السورية
- مقتل السيد بيار الجميل : رفض القتل كفعل في السياسة و رفض الم ...
- الطائفية و الشارع و اللعب بالنار
- محنة خلق القرآن: محاولة عقلنة الخطاب الديني بالقوة
- الخيانة , العنف و السلطة
- لا يهم مع من تحالفوا فالمضمون واحد
- الفصام بين خطاب الأمس و ممارسة اليوم
- التغيير الديمقراطي في سوريا بين المعارضة و الخارج
- الحجاب من جديد
- أكثر من مجرد تغيير
- قصتنا في الشرق - صعود و موت النبي
- في ذكرى نجيب سرور
- الشرعية بين الشعب و الخارج
- احتمالات المواجهة بين سوريا و إسرائيل
- الليبرالية و الطائفية-افتراقات الفكر و الممارسة
- تعليق على البيان الموجه إلى القوى و الأحزاب الماركسية العربي ...


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - حراك المجتمع و الطائفية و النظام