أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - حروب الخوازميات: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ميزان القوى العالمي ؟














المزيد.....

حروب الخوازميات: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ميزان القوى العالمي ؟


حمدي سيد محمد محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8356 - 2025 / 5 / 28 - 11:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د.حمدي سيد محمد محمود
في ظل التحولات العميقة التي يشهدها العالم في ميدان الذكاء الاصطناعي العسكري، تتسارع القوى الكبرى—الولايات المتحدة، الصين، وروسيا—في سباق محموم لتوظيف هذه التقنية في تعزيز قدراتها الاستراتيجية. هذا السباق لا يقتصر على تحديث الترسانات العسكرية، بل يمتد إلى إعادة تعريف مفاهيم الأمن القومي والسيادة والتفوق الاستراتيجي، مما يفرض تحديات جديدة على النظام الدولي.

الولايات المتحدة، على سبيل المثال، تستثمر بشكل مكثف في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة في ميادين القتال والفضاء السيبراني. وقد تجلى ذلك في تجربة طائرة F-16 ذاتية القيادة التي قامت بمناورات جوية مع وزير القوات الجوية الأمريكي على متنها، مما يشير إلى تحول نوعي في القدرات العسكرية الأمريكية . إلا أن هذا التقدم يثير مخاوف من تسريع ديناميات التصعيد وتقليص الوقت المتاح للردع أو التفاوض، مما قد يؤدي إلى بيئة استراتيجية غير مستقرة.

الصين، من جهتها، تعتمد على استراتيجية "الاندماج العسكري المدني" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تنخرط شركات التكنولوجيا الكبرى في خدمة مشروع قومي واسع لإعادة تشكيل القوة العسكرية الصينية. ويُعد إطلاق الصين لتقنية "DeepSeek" مثالاً على هذا التوجه، حيث يُنظر إليها كخطوة تعادل إطلاق الاتحاد السوفيتي لقمر "سبوتنيك" في عام 1957، مما يثير قلقاً دولياً بشأن التفوق التكنولوجي الصيني .

أما روسيا، فتركز على توظيف الذكاء الاصطناعي لتعويض الفجوة التكنولوجية التي تفصلها عن خصومها، من خلال تطوير أسلحة سيبرانية وأنظمة دفاعية متقدمة. وقد أظهرت الحرب في أوكرانيا تسارعاً في تطوير ونشر الأسلحة الذاتية، خاصة الطائرات المسيّرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى تحول في طبيعة الحروب الحديثة .

هذا السباق الثلاثي يهدد بإعادة إنتاج النظام الدولي على أسس طبقية رقمية، تفصل بين "قوى ذكية" قادرة على قيادة الذكاء الاصطناعي وتسليحه، و"قوى متخلفة" تُجرد تدريجياً من استقلالها السيادي وقدرتها على التأثير. وفي ظل غياب إطار قانوني دولي ينظم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، يبرز خطر الانزلاق نحو حروب غير متوازنة أو قرارات إبادة تتخذها أنظمة مستقلة دون رقابة، مما يستدعي حواراً عالمياً جاداً حول أخلاقيات الذكاء العسكري وحدوده المشروعة.

لتحقيق التفوق الاستراتيجي في ظل هذه المتغيرات، يجب على الدول تبني استراتيجيات شاملة تشمل تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مرنة وآمنة، وتعزيز التعاون الدولي لإنشاء أطر قانونية وتنظيمية تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، والاستثمار في البحث والتطوير لدعم الأبحاث التي تركز على دمج الأخلاقيات في تصميم وتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات البشرية لتدريب الكوادر على التعامل مع التقنيات الحديثة وفهم تحدياتها.

في الختام، يتطلب التفوق الاستراتيجي في عصر الذكاء الاصطناعي العسكري توازناً دقيقاً بين الابتكار التكنولوجي والمسؤولية الأخلاقية، مع الالتزام بالتعاون الدولي لضمان الأمن والاستقرار العالميين.



#حمدي_سيد_محمد_محمود (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوحدة العربية: بين معطيات الواقع وإمكانات التحقق
- علمنة التعليم في المجتمعات العربية: بين تحديات الهوية وآفاق ...
- السيادة العسكرية في عصر الذكاء الاصطناعي: من السيطرة التقليد ...
- الذكاء الاصطناعي وإعادة تشكيل وظائف العلاقات العامة الدولية: ...
- ديمقراطية على الهامش: قراءة نقدية في انسحاب الوعي المدني من ...
- أكذوبة القرن: كيف صاغت أمريكا الرواية الكبرى لغزو أفغانستان ...
- قوة البخار وحدود العالم: الآلة البخارية كأداة للغزو البريطان ...
- النسوية والتأويل: قراءة نقدية في مشروع التفسير النسوي للقرآن ...
- العقل والوحي: جدلية الوجود بين الفلسفة والدين
- الهيمنة الناعمة: المركزية الأوربية واستعمار الذات والهوية
- عبد الله التعايشي: بين الحلم المهدوي وسقوط الدولة
- جدلية العقل والإرادة: قراءة في تحولات الفكر الألماني من لوثر ...
- الهياكل الخفية: تفكيك بنية الإرهاب التنظيمي في العصر الحديث
- الطاعون السياسي: حين يصبح الفساد بداية النهاية للدول
- السجل الدامي للقارة العجوز: التاريخ الشامل للحروب الأوربية ف ...
- نيران القرون الوسطى: تاريخ الحروب في أوربا
- الانفصال العظيم: صعود الصين وكسر القبضة الأمريكية على الفضاء ...
- من العقيدة إلى الدستور: معالم الدولة عند المودودي
- عقل الدولة وهيمنة الفكرة: الدولة عند هيجل بين الفلسفة والسيا ...
- حين يغيب الآخر: أزمة التسامح في الوعي العربي المعاصر


المزيد.....




- فرنسا: حظر شامل للتدخين في الأماكن العامة والمتنزهات وعلى ال ...
- ماذا نعرف عن مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة؟
- الكوليرا في زمن الحرب: الوباء يحصد أرواح السودانيين
- لماذا يجب على أوروبا تطوير منظومة -قبة ذهبية- خاصة بها؟
- ألمانيا تكافح نقص العمالة: سفينة تعمل بالتحكم عن بعد
- مستوطنون يشيدون سياجا حول قرية فلسطينية في غور الأردن (فيديو ...
- قيادي في -حماس-: قدمنا خطة بضمانات أمريكية.. ولكن -كل شيء تغ ...
- بيسكوف: وفدنا جاهز للتفاوض.. ولقاء بوتين مع ترامب وزيلينسكي ...
- وسائل إعلام: طائرة الرئيس الليبيري كادت أن تتحطم أثناء الهبو ...
- ليبيا.. تحقيقات موسعة في وفيات سجن -الجديدة- وانتهاكات أمنية ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدي سيد محمد محمود - حروب الخوازميات: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل ميزان القوى العالمي ؟