أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - يسار ضال ومقاومه مهزومه














المزيد.....

يسار ضال ومقاومه مهزومه


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 8270 - 2025 / 3 / 3 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يسار ضال ومقاومه مهزومه:

بداية ومن منظور نظري تاريخي،اليسار لم يتبلور ويأخذ بعده الإيديولوجي إلا بعد أن أنجزت الرأسماليه ثوراتها على الاقطاع والأنماط القديمه في إدارة الدول وقيادة المجتمعات اقتصاديا وسياسيا وثقافيا.
هذا يعني أن التحولات البنويه في المجتمعات الغربيه كانت انقلابات ثوريه مكتملة الأركان نقلت الشعوب في حياتها نقلة نوعيه، وقفزت بالثقافة والعلوم ونمط العيش والسياسه والاقتصاد وحتى الأخلاق الى حقبة جديده.

منطق التاريخ يفرض أن كل جديد يحمل في أحشاءه جنين بديله كما الجينات في الهندسه الوراثيه بحثا عن البقاء والتواصل،لذلك ظهرت ثقافة اليسار كناقد ربما محترف لعاهات وتشوهات الثوره الرأسماليه(هذا ليس موضوعنا في هذا النص فماركس ورفاقه فككوا بدقة جوهر النظام الرأسمالي وعيوبه).

من هذا المنظور ندعي بتواضع أننا من هذا اليسار، لكن هذا الادعاء لا ينفي التواصل مع منجزات الثوره الرأسماليه الحضاريه ولا يدعو للقطع معها كمنجز تقدمي للبشرية عموما.
من أعظم انجازات الثوره الرأسماليه، علمانية الدوله وذلك بفصل الدين-الكنيسه خاصة- عن السياسه والتي أوجدت مناخا متفائلا بالحريه المنشوده والديمقراطيه الطموحه لإرساء العدالة والمساوات والمواطنه ونبذ مخلفات النظم القديمه اللّاإنسانيه.
لاحظ أننا لم نقل أن النظام الرأسمالي أنجز هذه الأهداف بل اكتفينا بالتفاءل والطموح،وأعلنا القطيعة مع وحشية المنظومه الرأسماليه لنكون يسار.
نصل الى السؤال عن كيفية تناول اليسار العربي علمنة السياسه كأهم منجز ابتكرته ثورة الأنوار البرجوازيه وهل تعامل مع الدين والاسلام السياسي منه على الأخص بالعزل والإقصاء كما فعل الغرب الأوروبي مع المسيحيه والكنيسه أم استوردها علمانيه عرجاء قشوريه؟
الجواب عندنا،نعم لقد استورد اليسار العربي العلمانية عرجاء مشوهه تسير بساق واحده يمنى تارة وبساق يسرى تارة أخرى،ليس هذا فقط بل وقع تطويع العلمانيه للطائفيه كما حالة لبنان ما أجبر اليسار اللبناني للتحالف مع الطائفه الشيعيه الأكثر انغلاقا ورجعية معللا ذلك باللحظة الوطنيه في مقاومة العدو الاسرائيلي والحاله نفسها في فلسطين فاليسار هناك متحالف بل تقوده حماس السنيه بحثا عن وحده وطنيه في مواجهة الاحتلال وفي حالات مشابه نجد نخبا يساريه تحولت بخدعة ما يسمى اليسار الاسلامي الزائفه الى تبني الدين وسيلة للتعبئه بزعم مواجهة الدكتاتوريات.

النتيجه واحده مراكمة الهزائم وعزلة مجتمعيه مكنت اليمين من استدراج اليسار ليتحول الى كمبارس فاقد لصفته التقدميه بل حتى متنكر لمنجزات الليبراليه من حداثه وتحرر وعلمانيه.
لقد نجحت الدعايه الصهيوأطلسيه في خداع اليسار العربي وأجبرته على خيارات كلها تؤدي الى ضياعه عن أصوله التقدميه وأمميته،فإما "مقاوما" تحت عباءه الاسلام السياسي الشيعي أو مرتبطا بالأنظمه الرسميه المتهمه بالعماله أو تحت عباءة الاسلام السياسي الإخواني بادعاء النضال الديمقراطي والحريات السياسيه في بعض البلدان.
في كل الحالات هذه الفوضى الفكريه والضبابيه الإيديولوجيه والقطع القاتل مع منجزات الثورات الرأسماليه، أدت في النهايه الى هزائم متعددة الأوجه،فلا المقاومه كسرت شوكة اسرائيل وحررت الارض،ولا النضالات السياسيه أسقطت أنظمه دكتاتوريه ولا الثقافة المشوهه والدعايه السياسيه الجوفاء رفعت الوعي الجمعي للشعوب، كل ما في الأمر مزيدا من تغلغل الفكر الرجعي والطائفي والديني والتفكك المجتمعي،ما مكّن النفوذ الاستعماري وتوسع دولة اسرائيل وإدامة سلطة الأنظمه الرجعيه ووسّع الهوة الحضاريه والعزلة بين شعوب المنطقه والشعوب المتقدمه،ما عطّل الانفتاح والتفاعل مع الثقافات التقدميه والانجازات الانسانيه.
يمكننا القول أن اسرائيل كدولة كيانيه طارئه في المنطقه تحولت من جسم استعماري الى فوبيا مدمره للنهضه والثقافه، معطله للتنوير والعقلانيه، فتبلّدت الفنون والآداب وسهل اختراق التفاهات لكل مجالات التربيه والعلوم والمعارف وحصل تشويه لكل اصلاح ونهضه،بدل أن يكون الفشل في مواجهتها (أي اسرائيل) نقطة ارتكاز لتحول نوعي في بنية العقل العربي ليتحرر من سلاسل الدين والقوميه وأسر التاريخ الميّت والسرديات الأسطوريه ويتحول للرهان على العقلنه والحريه والتحرر...

ولنا أن نسأل مرة أخرى ماذا بقي من مفهوم اليسار؟
ونجيب بأن الثورة ثقافة قبل كل شيئ، والثقافة التقدميه تحرر ذاتي مفرد قبل أن يتحول الى جمعي منظم لذلك على اليساري أن ينتفض على صورته النمطيه بأنه من الشعب وللشعب الى صورة المتمرد المتحدي لثقافة الشعب ونمطه المجتمعي المتخلف،هكذا نعتقد التدارك وهكذا يكون النقد ذاتي ذو عمق استئصالي لورم الموروث المتخلف.

بهكذا تحريض ورؤيه، ندرك أننا سنواجه بتهمة التطرف والقفز عن الواقع المجتمعي الذي لا يمكن التغيير بدونه أي بدون الشعب،لكننا ندرك وننبّه كذلك أن خطوة مسبقه الى الأمام وانتظار نضج الشعب ولحاقه أقل خطرا من الذوبان في الثقافات الرجعيه وأقل مجازفة من السير وراء الشعوب وتركها فريسة للفكر الظلامي المتخلف والاختراق الاستعماري كما هو حاصل الآن في كل البلدان العربيه.
أخيرا وحتى لا ننسى أن للتجارب والممارسه اليوميه والاحتكاك المباشر بالسياسه فعلها في صقل المواهب اليساريه والشبابيه ونضج مسارها وصولا للحظة التقاطع بين الموضوعي والذاتي الحتميه في علم الثورات.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهجرات أصل والأوطان استثناء
- صراع شمال-جنوب واجهته الهجره
- المقاومه الفلسطينيه من العسكره الى الأخونه
- عبير موسي تقود ثورة هادئه
- لولا داسيلفا،قصة رجل قلبه ينبض يسارا
- القضيه الفلسطينيه من خارج القوس-الثوري-
- تونس ثورة أم ردة وإعادة انتشار للاستعمار؟
- ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي
- لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟
- تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها


المزيد.....




- مصادر لـCNN: وزير دفاع أمريكا لم يُبلغ البيت الأبيض بتعليقه ...
- ارتفاع عدد المفقودين إلى 161 والضحايا إلى 109 في فيضانات تكس ...
- طهران: لم نطلب إجراء محادثات مع واشنطن
- شهادات بوسنية: مجزرة سربرنيتسا تتكرر بعد 30 عاما في غزة
- بريطانيا تهدد إسرائيل بـ-إجراءات إضافية- إذا استمرت حرب غزة ...
- إسرائيل تعلن استهداف قيادي -بارز- من حماس في لبنان
- إسرائيل تعترف لأول مرة: ضربات إيران أصابت مواقع عسكرية
- لقاء ثانٍ مرتقب بين ترامب ونتنياهو في واشنطن
- وزير الاتصالات المصري يكشف ملابسات حريق سنترال رمسيس
- قطر: -سنحتاج إلى وقت- للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - يسار ضال ومقاومه مهزومه