أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - عبير موسي تقود ثورة هادئه















المزيد.....

عبير موسي تقود ثورة هادئه


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكلام عن السيده عبير موسي اليوم سابق لأوانه من الناحيه التاريخيه فسيحاكم التاريخ مسيرتها لدى المؤرخين وكتاب السيرة،لكن في كل الأحوال فقد اقتحمت عالم الأعلام كامرأة متفرده وشخصيه كاريزميه وفرضت وجودها في مسيرة تحرر المرأه ليس فقط تونسيا ومحليا بل في قائمة النساء المناضلات في كل المنطقه العربيه الاسلاميه عموما (وهن قلائل).
طبعا لن يستسيغ هذا الحديث عن السيده عبير موسي بعض مدعي الحداثه وخاصة من قوى اليسار الذين لا يرون التنوير والتقدميه إلا من زاويتهم الضيقه السياسيه والطبقيه ما جعلهم لا يعيرون أهمية لما حققته فلسفة الأنوار البرجوازيه من تحرر وتقدم حضاري على حساب القوى الرجعية المحافظه وأهمه فك أغلال المرأة وتحريرها من العبوديه.

عبير موسي قبرت التجمع الدستوري الفاسد:

الادعاء بأن حزب الرئيس بن علي قد سقط بسقوط رئيسه من السلطة،لا نظنه إلا ادعاء باطل ومجانب للحقيقة والواقع فالتجمعيون هم من احتضن عملية السقوط وتحكم فيها وتأقلم مع الاخوان القادمين الجدد والمفروضون من الخارج أي من المهندس لمشروع الفوضى "الخلاقه" بدليل ترأس الجمهورية "الجديده" من طرف رئيس البرلمان فؤاد المبزع والذي وقع كل مراسيم وقوانين التحول السياسي في تونس،ثم جاء الباجي قايد السبسي لمأسسة الوفاق بين التجمع الحاكم القديم والاخوان الجدد ومنحه الشرعيه السياسيه والدستوريه.
إذن التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم والى حد سنة 2019 أي سنة الانتخابات التشريعيه والرئاسيه لم يسقط ولم يندثر بل تأقلم مع المتغيرات الدوليه التي يقودها الغرب في المنطقه واندمج مع المكونات السياسيه التي أفرزتها أحداث 14 جانفي وما تلاها.
فقط ظهور الحزب الدستوري الحر بقيادة السيده عبير موسي كوريث له مشروعيه ثقافيه للفكر البورقيبي الوطني والتنويري كان وحده الأجرأ على وأد التجمع والاجهاض عليه،أما ماسبقه فكان عملية ادماج واندماج مموهه اعلاميا ومخادعه باسم الثورة بين منظومة التجمع القديمه ومنظومة الفوضى بقيادة الاخوان.
يمكننا القول بإيجاز أن التجمع لم تسقطه ما يسمى الثورة ولا قواها السياسيه ولا الاخوان بل الحزب الدستوري الحر وقائدته عبير موسي حصرا بظهورهما السياسي الصادم والمبدئي والجريئ في برلمان سنة 2019.
(هنا أسمح لنفسي بنقد الرفاق الطيبين الذين لا زالوا يرددون شعار السحق للرجعيه لا دساتره ولا اخوانجيه أنهم أصبحوا خارج قوس الفعل السياسي لأن الدساتره الذين يعنونهم انتهوا وأغلب منظوريهم انصهروا في منظومة الثورجيه ووقع تذويبهم في أحزابها...نغلق القوس).

عبير موسي أسقطت الاخوان:
فوجئ الرأي العام ومنظومة التوافق الاخواندائي الحاكمه بفعالية الستة عشر نائبا الدستوريين بقيادتها في برلمان 2019 ولا أحد كان يتوقع ذاك القبول الشعبي والابهار الاعلامي الذي أحدثه ذاك الصدام الشجاع والجرئ مع شيخ الاخوان راشد الغنوشي الذي كان لحد مّا اللاعب الذي لا يقهر والذي يحسن المناوره ويفاجئ خصومه بمخارج لا يتقعونها،فيمرر ما يريده ويحاصر وينهك مناوئيه كما يريد.
عبير موسي ورفاقها أنزلوا شيخ الاخوان من علياء عرشه الوهمي الذي يسند أعمدته الاعلام والأجهزه المخابراتيه والسفارات وحتى حلفاءه من فروع الاسلام السياسي المتطرفه لإظهاره برجل الاعتدال والديمقراطيه.
سقط راشد الغنوشي وأهين ونفذت فعالية برلمانه في تمرير المشاريع الاستعماريه المكلف بتمريرها وأهمها تفكيك المنظومه الوطنيه السابقه في الاقتصاد والماليه وحماية الارض والسياده الوطنيه لفتح تونس أمام الاستيطان الغربي والاسرائيلي المفتوح.
سقطت كل مشاريع القوانين والمراسيم التي كانت تستهدف السياده الوطنيه عندما كشف الدستوريون أبعادها وخطورتها(مجلة المياه مثال).
لدى البسطاء حسني النيه والسذج تدخل القدر ببعث الخليفه الصالح قيس سعيد وحركة 25 جويليه لإنقاذ البلاد من بلاء الاخوان ودمارهم وقبل هؤلاء أي الاخوان بلعب دور القوادين في اللعبة باسم ضحايا الانقلاب اللاديمقراطي.لكن الحقيقة للعارفين أن صاحب المشروع الأصل أي الغرب الصهيوأطلسي غيّر الرهان ونقل تبشيره بالديمقراطية ومشهد الحريات الى الرهان على دكتاتورية الفرد المنقذ الصالح باسم مقاومة الفساد وانقاذ الدوله وحماية السياده الوطنيه.
لسنا في وارد استعراض "انجازات" 25 جويليه من هدر للسياده الوطنيه ومن مواصلة المشروع الفوضوي والحفاظ على بنية الاسلام السياسي واستفحال الفساد وتفكيك الدولة الذي يسير عكس الشعارات المرفوعه في 25 جويليه لدرجة وصل فيها الشعب التونسي على مشارف الجوع والدوله في انهيار والتسول والاقتراض سيد الاقتصاد، ليس هذا موضوعنا هنا،بل موضوعنا موقع الحزب الدستوري الحر وقائدته عبير موسي كما سنرى لاحقا.
قبل هذا نريد أن نشير بالغمز (أقصد بعض اليسار وإن كان ليس لهم وزن وفعل)أن من كانوا مستبشرين بالديمقراطيه والحريات والثورة التي ستفتح لهم نافذة تعبئة الطبقه العامله والشعب وعندما فشلوا،عادوا للأصل الستاليني الدكتاتوري الذي دمّر أول تجربه اشتراكيه في العالم الحديث وياليتهم كانوا استالينيين فعلى الأقل كانوا لم يقعوا تحت سيطرة اللوبي الصهيوأطلسي.

عبير موسي يساريه بامتياز:

قبل الحديث عن السيده عبير موسي أريد أن أعود للتاريخ وللرئيس بورقيبه فقد كان منارة ثقافيه في الحداثة والتنوير وكان يساريا في دك حصون الرجعيه والتخلف (ونحن أبناءه عبر تحديث التعليم) ، فلا أحد من زعماء التحرر الوطني في العالم الثالث بما فيهم الماركسينن تجرأ وأحدث ثورة ثقافيه في مجتمعه كما فعل بورقيبه في التعليم والصحة،كلهم تقريبا هادن القوى الرجعيه وحافظ على التقاليد المجتمعيه باسم الحفاظ على السلطة في انتظار التمكن وهذا يعتبر سذاجة في العلوم السياسيه،ثم أن بورقيبه انتبه لقوة الطبقه العامله والمنتجين لبناء الاقتصاد الوطني فتحالف مع الاتحاد العام التونسي للشغل.
إذن اليساريه مصلح سياسي متغير وليس علامه تجاريه كما يريد البعض إيهامنا، وهو في الأخير ممارسه وفعل في الواقع.
نأتي الآن الى السيده عبير موسي ونسأل هل ستذهب بعيدا في تحديث المجتمع وتتجرأ كما بورقيبه رغم أن مهمتها أسهل وأيسر لأن بورقيبه اقتحم نسيجا متمكنا وحصينا من التخلف والرجعيه،نقول أسهل لأن المجتمع التونسي اليوم جرّب سلطة الاخوان وهيمنة الاسلام السياسي واكتوى بنيران عمالتهم وارهابهم ولصوصيتهم.
المعضله والسؤال سيزدادان تعقيدا أمام هذه السيده الرائعه أنها امرأة (نعني أنثى) وستواجه على واجهتان متكامتلان،واجهة تحرير المجتمع والوطن سياسيا بتعبئه عامه وواجهة لها خصوصيات لتحرير المرأة مجتمعيا من الهيمنه الذكوريه.
سياسيا تابع كل الملاحظين العقلاء تطور خطاب السيده عبير موسي من الدفاع عن حزبها وإرثه الذي لا أحد ينكره على تونس إلا الحاقدون الى مواجهة الأمم المتحده والاتحاد الأوروبي ورفعها شعار حق الشعوب والدول في تقرير مصيرها(للتذكير هذا شعار لينيني) وهو تحوّل نوعي في فكرها السياسي فقد عادت من الدفاع عن نظام سقط نتيجة انحرافه وفساده لروح بورقيبه عندما كان يقود حركة التحرر الوطني من المستعمر وهذا يحسب لها كزعيمه واعيه لحاضرها وليست تكرارا للماضي.
كنا قلة من اليسار التونسي انتبهنا لنبوغ هذه السيده (عبير موسي)وقدرتها التعبويه والقياده وامكانية أن تكون زعيمة ورائدة تحوّل كما كان بورقيبه متفردا في عصره ودعونا القوى التقدميه للتحالف مع حزبها او على الأقل التقاطع معهم وعدم مجابهتهم،لكن فات الأوان نتيجة المكابره والغلو الغبي مضاف لهذا الاختراقات والانحرافات داخل القوى الوطنيه التقدميه ولم تعد عبير موسي وحزبها اليوم بحاجة لأي تحالف فقد اكتسحت الميدان وهي اليوم البديل الوطني الأقوى والوحيد القادر على إنقاذ الوطن.
السلطة الحاليه في طريقها للزوال(صراحة هذا يحسب للدساتره خاصة) لكن ولأن إكراهات السلطة صعبة ومعقده فما نخشاه وبكل أسف أن أي بديل قادم كحكم الحزب الدستوري الحر لن تكون له معارضه تقدميه أجرأ منه وأكثر حلما وطموحا تدفعه الى الأمام وتصد تراجعه وهذا حصل سابقا ،إذا لم يجد بورقيبه أية قوة سياسيه تعارضه بفعالية عندما تراجع عن المشروع الوطني الديمقراطي باستثناء الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان نقابيا ولم يكن حزبا سياسيا.
ختاما الرساله مفتوحه للجميع وللسيده عبير موسي وحزبها للوفاء بوعودهم والأمل فيهم كبير لإنقاذ الوطن،رغم أن الترجي والأمل لا يقضي في السياسة لكن لابأس من التفاءل. لا بأس من الدعوة لوطن يحتاج لطفرة نوعيه أصبحت مواتيه للقفز بتونس نحو أفق أكبر وأشمل من التحرر الوطني الذاتي الى أفق أوسع وأكثر طموحا وحلما.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لولا داسيلفا،قصة رجل قلبه ينبض يسارا
- القضيه الفلسطينيه من خارج القوس-الثوري-
- تونس ثورة أم ردة وإعادة انتشار للاستعمار؟
- ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي
- لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟
- تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي


المزيد.....




- الحوثيون من اليمن يقصفون سفينة شحن بواسطة طائرة مسيرة في أقص ...
- في أول عملية من نوعها.. بريطانيا ترحل طالب لجوء إلى رواندا
- حميميم: القوات الجوية الروسية في سوريا دمرت قاعدتين لمسلحين ...
- مصر.. كبير الأطباء الشرعيين الأسبق يتحدث عن أسباب وفاة الرئي ...
- حاولوا التقاطها بأيديهم.. لحظات تحبس الأنفاس لسقوط سيدة من ...
- -تدمير ميركافا وكمين محكم وإصابات مباشرة-..-حزب الله- ينشر م ...
- البنتاغون: القوات الجوية تحتفظ بالحد الأدنى من الاستعداد الق ...
- معارضو نتنياهو: بن غفير وسموتريتش خطر على أمن إسرائيل
- فرنسا تدعو إسرائيل إلى إعلان موقفها من مقترح يتعلق بالحدود م ...
- أمير قطر والرئيس المصري يشددان على تكثيف جهود الوساطة لإنهاء ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - عبير موسي تقود ثورة هادئه