أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟














المزيد.....

لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7369 - 2022 / 9 / 12 - 17:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأنك كنت شابا غيورا مقاوما حملت السلاح حماسة لدعم شعب تسلّلت له كل عصابات الدنيا لقهره وتشريده ولأن الذين يدعونك رفيق تخلفوا عن موعدك مع الحق والانسانيه وأذهلتهم جرأتك،بادروا للمساعده في دفنك حيّا حتى تبقى فلسطين ملجأً آمنا لتفريغ شبقهم الثوري، يستمنون بها عند شعورهم بالخصاء.

لأنك البروليتاري الأصلي الذي قضى نصف عمره يكدح وينتج ليلا نهارا حتى لا يسقط الوطن،يومها كان رفاقك يحتسون النبيذ المعتق ويتدبرون أمر الثورة البروليتاريه والصراع الطبقي في حانات شارع بورقيبه ويختمون بامتطاء الرفيقات ليلا لدفع الحرية الجنسية لأقصاها.

لأنك كنت واقعيا على الأرض ومثقفا متطرفا في رفض محيطك ونشازا وسط طبقة عامله رجعيه متخلفه، كان رفاقك يقدسون هذه الطبقه كإلاه سيتدبر أمر الثورة ويقود المجتمع الى التحرر والعدل والشيوعيه.

لأنك تطاولت على ماركس وقلت أنه لم يكتب لنا ولم ينتبه لوجودنا أصلا، ويسألونني باستغراب كيف تجرأت على عبقرية هذا "النبي" الأوروبي الذي ساد كتابه رأس المال العالم بأسره؟

لأنك نبهت وصرخت أن الطبقه العامله التي انت منها والتي تحدث عنها ماركس كصانعه
للثروة وفائض القيمه لم يعد لها وجود في علاقات الانتاج الحديثه مع ثورة التقنيات والعلوم والكمبيتر والأنترنت وغزو الفضاء والروبوتات العامله وعلوم الجينات وال A.D.N.والاتصالات اللاسلكيه.

‏لأنك ماركسي من حيث المبدأ العقلاني الحداثي المادي فقط ولست ألمانيا اوروبيا ولا لينينيا روسيا ولا ماويا آسياويا،اعتبرك رفاقك منحرفا ضالا.

‏لأنك اشتبكت مع التاريخ العربي والاسلامي المزيف باعتبار الدين أداة حكم دوّنها الملوك الطواغيت والجبابره ونسبوها وهما لأنبياء السماء واستثمرها المستعمرون الغربيون،اتهمك رفاقك بالتنكر لتاريخ الوطن ولثقافة الشعب وأصالته.

‏لأنك حتى في الشعر والموسيقى والآداب خالفت الذوق العام ورفضت الرومنسيه العاميه من صنف "لسود مقروني كي نشوفه يتبل لوني" واداب غرف الخيانات الزوجيه وشعر الفروسيه وسيوف الكرامه القبليه.

‏لأنك أصبحت تنظر بعين الريبة لمجلة الأحوال الشخصيه التونسيه حول تحرر المرأة،لأنها مشروع تحرري انتهى عصره وأصبح من الماضي بعد أن أصبحت المرأة عالمة فيزياء وأستاذة في علم الجينات وفيلسوفه وعالمه بيولوجيه وأركيولوجيه تشكك في التاريخ الذكوري للتطور البشري.

‏لأنك اكتشفت انك لست عربيا إلا من حيث المشترك اللغوي والجوار الجغرافي،أما ماعداه فيمكن للكوري او البرازيلي او الدنماركي ان يكون أقرب اليك وأكثر مؤازرة لك في محنك وهذا بفضل العلوم والتقنيات الحديثه،لأن العالم اصبح ليس فقط قرية بل عمارة أهلها متداخلون، وحتى جينيا أصبح بالامكان عبر تحليل A.D.N ان نعرف اصولنا الحقيقيه دون الحاجة لمؤرخ ساذج.
‏لأنك
‏ولأنك
‏ولأنك

‏في الختام لأنك لست ماركسيا أحمقا يجمد عقله إرضاءا للعامة ونزوات الموروث،اعتبرك رفاقك مجنونا غير صالح للثقافة والفكر والسياسة.
‏سالم المرزوقي



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس
- هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟
- قراءه في التحالف النداخواني الحاكم في تونس


المزيد.....




- بري يطرح الحوار تحت سقف استراتيجية الامن الوطنية
- سيارة تقتحم القنصلية الروسية في سيدني بأستراليا
- نيويورك تايمز: أميركا توسع قيود التأشيرات على الفلسطينيين
- الحوثيون يعتقلون 11 موظفاً أممياً، والأمين العام يطالب بالإف ...
- شاهد.. أسباب تراجع أداء برشلونة أمام رايو فاليكانو
- مقتل 9 في زلزال بقوة 6 درجات هز جنوب شرق أفغانستان
- -حلقة النار-.. جولة حرب جديدة قاسية بين إيران وإسرائبل
- نتنياهو يعطي -إشارة الانطلاق- لاجتياح مدينة غزة
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في قصف للمستشفيات ونسف ل ...
- شاهد..هل استحق الأرسنال الخسارة أمام ليفربول؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟