أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي














المزيد.....

المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 31 - 15:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــ العالم يتغير

منذ انهار الاتحاد السوفياتي،أخذ النظام الدولي وعلى رأسه الولايات المتحده منحا تصاعديا نحو الفاشيه،فتقدمت الأحزاب اليمينيه الفاشيه في أوروبا على حساب الأحزاب اليساريه وسقطت عديد الأنظمه اليساريه في أوروبا الغربيه وكشر الحلف الأطلسي عن أنيابه وعاد للغزو المباشر كما حصل في العراق وأفغانستان وحتى الأحزاب اليمينيه التي كانت تتخفى بالديمقراطيه وحقوق الانسان انكمشت وغضت النظر عن إعادة الانتشار الاستعماريه لقوات الحلف الأطلسي.
في المقابل تراجعت قوى اليسار العالمي عن المبادئ الجيفاريه وتبني الصدام والعنف المباشر مع الامبرياليه وتحولت تدريجيا نحو النضال السلمي والدينياميكيه الديمقراطيه فظهرت فعالية قوة المجتمع المدني والحقوقي في الدفاع عن الشعوب المضطهده وانعكس هذا في البعد التنظيمي لهذه القوى اليساريه فظهرت الجبهات الشعبيه الديمقراطيه مكان الأحزاب اللينينيه المغلقه ونجح هذا المنحى الجديد في إعادة التوازن للصراع مع اليمين الفاشي فسقطت أنظمة الثورات الملونه التي أغلبها فاشي ومنح فرصة إستدراك الوضع في دول كبرى قادره على الفعل في النظام الدولي كالصين وروسيا والهند وجنوب افريقيا. أما الحالات الاستثنائيه التي ظلت مصره على المقاومه بالصداميه والعنف فهي إما مستنده لفكر عصابي ديني وقومي مثل حزب الله والحوثيين أو يساري محنط يتبنى الماركسيه كدين جامد وهو حالة ثوار كولوبيا مثلا وهي ظواهر محدوده ومعزوله أقصى ما يمكن أن تحققه الدفاع عن وجودها ولا يمكنها الاسهام في بناء مجتمعات انسانيه تقدميه تنظر للبشريه كوحده فرض الفكر والعلم تجانسها ومستقبلها ومصيرها.

تونس ـ شعار "سحقا سحقا للرجعيه،دساتره وخوانجيه"
تزامن ظهور هذا الشعار في سبعينيات القرن الماضي مع تطور المقاومات اليساريه في فيتنام وفلسطين وكوبا وافريقيا وحقبة الدعم الشيوعي لحركات التحرر كما أسىفنا في المقدمه.أما اليوم فاليسار التونسي ومن خلال انخراطه فيما يسمى ثورة وحريات وديمقراطيه ما بعد 14 جانفي 2011 يعتبر عمليا تخلى عن ثقافة الصدام العنيف وتبنى ما جنح له أغلب اليسار العالمي نحو النضال السلمي المدني والحقوقي وانعكس هذا في علنية تحركاته ومشاركته في كل المحطات الانتخابيه ودخوله الحياة البرلمان،ورغم مجازاته باغتيال قادته ـ شكري بالعيد ومحمد الابراهمي ـ واصل اليسار التونسي تعامله مع منظومة الحريات السياسيه و"الديمقراطيه" ولم يفكر في العودة لماضيه الصدامي بل واصل تعايشه مع منظومة "الثوره" باعتبارها تحولا من الدكتاتوريه الى الديمقراطيه.
نأتي لشعار "سحقا،سحقا للرجعيه دساتره وخوانجيه" ونسأل زعماء اليسار التونسي عن معنى السحق في المعجم اللغوي؟ السحق هو الطحن ودق الشيئ حتى يتحول لغبار وهو في السياسة تعبير فاشي عنصري حاقد يفوق في وحشيته قطع الرؤوس وسحل الجثث الذي يمارسه الدواعش الاخوان.
في هذا الشأن نذكر أن موقع اليسار في المجتمعات التقدم بالوعي الجمعي للناس ومعارضة القديم والانتصار للجديد بإطلاق الطاقات الابداعيه وحماية الحريه والتأسيس لمجتمعات عادله مسالمه أما استنهاض العنصريه حتى لو كانت طبقيه فهو إعادة رسكله للتاريخ الدموي للبشريه والذي تعمل ثقافة الرأسماليه عبر وسائلها التقنيه كالفضائيات والفضاءات الافتراضيه على إحياءه وانخراط الجميع فيه بما فيها القوى اليساريه الفاقده لوعي دورها وجوهر فكرها الانساني.

الخلاصه
ربما يكون محتوى المقال قاسيا في نعت اليسار التونسي بالفاشيه لمعرفتنا بحسن نية منظوريه ومراعاة لوعيهم المتدني بجوهر الفكر الماركسي الذي هو عقلنة الفكر (نقصد الجدليه ) لبناء مجتمعات انسانيه يسودها العدل والحريه والسلام،وليس تهجما على قوى اليسار لدعم اليمين،لإيماننا بحتمية التطور وأن التاريخ لا يعيد نفسه إلا في شكل مأساة(ماركس) واليسار التونسي إذا لم يتتحرر وينفض غبار الماضي والتحجر والمثاليه وحمل التناقضات في عقليته فسيتحول لمأساة تفرخ الفاشيه والعنصريه.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس
- هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟
- قراءه في التحالف النداخواني الحاكم في تونس
- نبيل فياض المثقف المشتبك
- أمريكا رأس امبراطورية الرأسماليه لن تنهار،ربما تنهض
- تونس الفسفاط الغنيمه
- أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين
- يعيش المثقف على مقهى ريش
- الشرق الأوسط بين الحرب والسلم


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي