أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين














المزيد.....

أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أدري إن كان نجاح مجلس النواب التونسي في الحد من حرية تدفق السلع التركيه على تونس، كان قرارا واعيا ومدروسا له بعد وطني أم هو رد فعل أملته الضروره الاقتصاديه دون دراية بتداعياته،ما نعتقده أن حتى المعارضه اليساريه المترأسه للجنة الماليه والتي قادت حملة التصدي لاتفاقية التجاره الحره مع تركيا تدرك بشكل شامل خارطة اشتباكها والأطراف التي ستواجهها، وفي كل الأحوال فالنجاح محمود والجهد مشكور، لكن دعونا نتتبع خيوط هذه المواجهه بدءا من انفعال حزب الاخوان ورد فعل نوابهم وانسحابهم من الجلسات وتهديدهم بالتصعيد وهذا في ظاهره غيرة وذودا عن فرعهم التركي، كذلك أوروبا الغربيه التي لعبت دورا مشبوها في التعامل مع الحدث رغم أنها تعتبر تونس حديقتها الخلفيه المفروض حمايتها ودعمها فقد حركت أوروبا بانتهازيها الممزوجه بابتسامات مسؤوليها الصفراء قضية إدراج تونس في القائمه السوداء لدول الجنه الضريبيه، رغم مآخذها على تركيا الاخوانيه في عديد المحطات السياسيه ومنها مماطلتها لانخراط تركيا في المنظومه الأوروبيه.

تونس في اللائحه السوداء

مع اشتداد حمله الضغط الشعبي في الاعلام والفضاءات الافتراضيه للمطالبه بإلغاء اتفاقية التجاره الحره مع تركيا واستفحال الأزمه الاقتصاديه واختلال الميزان التجاري بدأت الحكومه ودوائر السلطه في تونس تبعث بإشارات للتملص من هذه الاتفاقيه المجحفه كان آخرها طرح الفصل 36 من قانون الماليه لسنة 2018 والقاضي بالترفيع بـ 90% في المعاليم القمرقيه عن بعض السلع التركيه وعوض أن تساند أوروبا محميتها الاقتصاديه ومصالحها في تونس وجدناها تخرج من أدراجها لائحة دول الجنه الضريبيه السوداء وتدرج تونس ضمنها تزامنا مع التململ التونسي كورقة حمراء في وجه الحكومه والبرلمان والحال أن المنطق الاقتصادي والسياسي يحتم أن تكون أوروبا محرضا وداعما لهذه الخطوه وليس معرقلا لها، ثم أن أوروبا هي من صنعت جنة تونس الضريبيه ومنظومتها الحاكمه خدمة لمصالحها ومصالح عملاءها وخربت الاقتصاد التونسي وأغرقت الدوله بالقروض المجحفه،ما يكشف النفاق الأوروبي وخفايا نواياه و تبرير مسؤوليهم واستهزاءهم بالعقل التونسي مثل تصريح المفوض بيار موسكوفيسي بلغة التاجر الخبيث:"آمل في أن تتمكن تونس من الخروج سريعا من هذه اللائحه" وكأن منظومه استعماريه فاسده عمرها فاق القرن يمكن تجاوزها بهذه السهوله، هنا يلوح طيف الضلع الثالث الخفي للعبة الصمصره أي إسرائيل، بعبارة أوضح أوروبا تريد بقاء اتفاقية التجاره الحره مع تركيا مفعله ومحميه لضمان تمرير السلع الاسرائيليه بأغلفه تركيه وعلامات إخوانيه وغير هذا من تنميق سياسي وابتسامات صفراء هو ضحك على الذقون.

تونس في قلب المعركه

بعد قرار الفاشي ترامب نقل السفاره الامريكيه الى القدس هب الشعب التونسي من شماله الى جنوبه بمدنه وقراه بشيبه وشبابه وانتفض نصرة للحق الفلسطيني، وإن كانت الهبة احتجاجا لا قيمه فعليه له من الناحيه السياسيه وإن كنا ندرك أن اسرائيل جاثمه على كل فلسطين من النهر الى البحر بقدسها وحيفاها ويافاها فإن انتفاضة التونسيين والتونسيات هي رسالة "العين الحمراء" للداخل التونسي ولمن تسول له نفسه التجارة بالقضيه وتمكين الكيان الصهيوني من بلادنا تونس وهي رسالة للخارج أن الشعوب ليست مسؤولة عن هزائم العرب وتضييع الحقوق.
قد يظن بعض الكسالى والمشبوهين أن ما يجري ضوضاء بعيدة عن الواقع وأن مقاومة العدو الصهيوني بعيدة جغرافيا وسياسيا عن تونس، لكن إذا تفحصنا معركة إلغاء اتفاقية التجاره الحره مع تركيا سندرك أنها هي معركة فلسطين بوجهها الاقتصادي داخل تونس، فاسرائيل ليست دولة سليمه التكوين كباقي دول العالم هي كيان عسكري سياسي يعاني عجزا هيكليا في بنيته الاجتماعيه والاقتصاديه ولم يفلح ولن يفلح في الاندماج والتطبيع مع الشعوب المحيطه به ولهذا يلجأ للتخفي والتمكن عبر الأنظمه والعملاء لفك هذه العزله وإنعاش اقتصاده وقد أوجد بوابتين رئيسيتين للاختراق، الأردن نحو الخليج والعراق ومصر، وتركيا نحو بلدان المغرب العربي فالسلع والمنتوجات الاسرائيليه تخرج من الأراضي المحتله وتغلف بعلامات تركيه أو أردنيه لتتغلغل في الاسواق العربيه، وفي هذا السياق مرّر إخوان تونس وتركيا اتفاقية التجاره الحره بينهما لدعم منافستها للبضائع الأوروبيه مقابل بقاءهم في السلطه وغض النظر عن جرائمهم وبؤس إدارتهم للشأن السياسي في المنطقه ومن هنا جاء الدور الخبيث للأوروبيين المحرجين من محاصرة المجتمع المدني الغربي للمنتوجات الاسرائيليه في أسواقهم، فهل أدرك الأغبياء أن تونس في قلب المعركه وفي قلب المقاومه دفاعا عن ذاتها وعن فلسطين في معركه واحده من أجل التحرر والانعتاق؟

الخلاصه

الاخوان في تونس استماتوا في الدفاع عن اتفاقية التجاره الحره وهددوا حتى بنسف وفاقهم مع نداء تونس بدعوى الانتصار لاخوانهم في تركيا لكنهم في الحقيقه يرسلون الرسالة لاسرائيل وأ مريكا مفادها" أننا لازلنا رهانكم في تونس" ووجدوا في انتهازية أوروبا وتبعيتها لامريكا سندا بإخراج أوراق الضغط من أدراجه في الوقت المناسب.
لاندري هل ستصمد حكومة يوسف الشاهد أم ستتنازل أو تسقط أمام الرياح القادمه وهل ستدرك المعارضه وخاصة اليساريه منها أن المعركه أبعد من ربح جوله سياسيه صغيره وأشمل من تحالفات ظرفيه داخل مجلس النواب؟ الجواب ستكشفه الأيام القليله القادمه.
سالم المرزوقي ـ تونس ـ



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعيش المثقف على مقهى ريش
- الشرق الأوسط بين الحرب والسلم
- -مطر حمص- في أيام قرطاج السينيمائيه
- القيمه الفنيه في الشعر الشعبي من خلال شاعر تونسي
- 18 أكتوبر خديعه لليسار التونسي
- رساله مفتوحه في تشظي اليسار وفقره الثقافي
- قراءة خطاب السيد حسن نصرالله
- قطوف تزهر في الصحراء
- سيريزا اليوناني،يسار تونس:العقم المشترك
- رساله مفتوحه الى سلامه كيله،دفاعا عن اليسار التونسي
- النقد والأدب والثوره
- حزب النهضه الاخواني: المقاربه بين الوحدة والبقاء أو التشظي و ...
- أمريكا ترامب والاندفاع المغامر
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- كيف علّقت وسائل إعلام روسية على محادثات ترامب وبوتين؟
- ترامب يكشف شروط بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا بعد قمة ألاسك ...
- سماع دوي انفجار في منطقة المزة بدمشق ناجم عن انفجار عبوة ناس ...
- ألمانيا تقترح عقد قمة ثلاثية في أوروبا بين ترامب وبوتين وزيل ...
- يفهين ميكيتينكو لفرانس 24: العرض الروسي بالانسحاب من دونيتسك ...
- فرنسا تعلن تواصلها مع مالي للإفراج عن موظف سفارتها المعتقل ه ...
- ما هي أهم ردود فعل القادة الأوروبيين بعد قمة بوتين-ترامب في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن عن تحضيرات لنقل السكان المدنيين من منا ...
- وفاة شابة من غزة جوعا بعدما وصلت إلى مستشفى في إيطاليا
- ماذا يعني استبعاد أكثر من 400 مرشح للانتخابات البرلمانية الع ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - أضلاع التجاره البينيه وصماصرة السياسه والدين