أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - أمريكا ترامب والاندفاع المغامر















المزيد.....

أمريكا ترامب والاندفاع المغامر


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5551 - 2017 / 6 / 14 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأمريكي الذي يقود معسكر الحلف الصهيوأطلسي لا يعبث بالاستراتيجيات ولايقبل التنازل عن عرش الهيمنه على العالم حتى لو اقتضى الأمر السير على حافة المغامره في الصدام مع القوى الكبرى الصاعده كروسيا والصين،فما بالنا بالصدامات الصغرى المشتعله مع قوى المقاومه هنا وهناك في أمريكا اللاتينيه وأوروبا ومنطقتنا العربيه ما يعني حتما مزيدا الاشتعال والفوضى والتدمير وتوسيع رقعة الحروب لتشمل دولا ومناطق أخرى إذا اقتضى الأمر لتغذية الصناعات العسكريه وترميم المشروع الاستعماري الذي بدأ يترنح بسياسة اوباما و الديمقراطيين الناعمه،لكل هذا جيئ بالفاشي دونالد ترامب للبيت الأبيض لاحداث الضوضاء المطلوبه لخداع الرأي العام العالمي باسم الانكفاء نحو الداخل والايهام بالتراجع والتقوقع،الحديث عن الخداع والايهام يتأتى من المنطق فلا يمكن للامبرياليه المأزومه اقتصاديا(أنظر أزمة الرهن العقاري في2008) والمفضوحه ثقافيا(أنظر رهاناتها على قوى ظلاميه من ملوك واخوان ودكتاتوريات ولصوص وصماصره،ما كشف زيف الشعارات البرجوازيه عن الحريه والديمقراطيه والمساواة والسلام التي هيمنت بها الر أسماليه على العالم طيلة أكثر من ثلاث قرون رأت فيها الانسانيه شتى الأهوال والحروب) ،إذن وبناءا على هذا فالامبرياليه بقيادة أمريكا مجبره على التصعيد لا على الانكفاء في محاوله للبقاء وتثبيت مواقعها الاستعماريه على الأقل، لانقاذ الداخل المتصدع موضوعيا.
إن الجوله التي قام بها ترامب في منطقتنا العربيه وأوروبا كانت ضربة البدايه لما هندسه الاستراتيجي الأمريكي كمتاريس نوعيه للذود عن مكانة النظام الرأسمالي و ترجمة بلغة جديده لمقولة وزير الدفاع السابق رامسفيلد عن أوروبا القديمه وديمقراطيتها الباليه التي أدت الى ترنح وتصدع القلاع الرأسماليه وظهور قوى جديده بدأت ترفع صوتها بوقاحة في وجه العم سام وذويه.
سوف لن نهتم في هذا المقال بما فعله ترامب في أوروبا والاهانات التي ألحقها بزعمائها والطلبات التي وضعها على طاولة الحلف الأطلسي لأن ثمة فرق بين تربية الحلفاء وسوق قطيع العملاء وكذلك لعدم إلمامنا بخفاياه وسنتحدث عمّا فرضه في قمة الرياض أمام الخمسين المجمعين من العرب والمسلمين والذي بدأت تتكشف خفاياه بسرعة في ظهور أزمات وصراعات وأولها أزمة قطر مع حاضنتها الخليجيه.
في تقديري المتواضع فأزمة قطر والاخوان مع الخليجيين جاءت عرضا وليست في لب الاستراتيجيه الأمريكيه فالتضحيه بفأر صغير كقطر والاخوان لنيل قط سمين كمصر هو عنوان الصفقة الرابحه لترامب وصانعي السياسه الأمريكيه، فالاطاحه بقطر والاخوان وحتى أردوغان لا تداعيات لها ولا خطورة منها،بل فيها فائده للتخلص من بشاعة ما أُقترف من ارهاب وخراب وجرائم في المنطقه و مسحه في أدوات صغيره لا أهمية لها مثل قطر،قلنا عرضا لأن مصر عبدالفتاح السيسي(القط السمين) لا يمكنها الانخراط في المشروع الصهيوأطلسي بلا غطاء حتى لو كان مرقعا لتصريفه لدى الشعب والجيش المصريين كإنجاز يستحق الانخراط،هذا الغطاء هو مقاومة الارهاب الذي يهدد مصر وعنونته بعنوان وحيد هو قطر وتركياوالاخوان .فإذا نجح السيسي في تمرير هذه الصفقه فقد نجح في إعادة مصر لحضيرة كامب ديفد وتحذف نهائيا إمكانية عودة مصر لمعسكرها القديم مع سوريا والجزائر وفصائل المقاومه العربيه وهو ما بشّر به ترامب إبان حملته الانتخابيه في إعادة النظم المستقره.لكن الأمريكي الذي لا ينكفأ، يريد ثمن هذه السياسه ،فمن أراد السلطة والاستقرار والحمايه عليه أن يدفع ثمنها وهذا ما حصل مع السعوديه بضخ نصف تريليون دولار في الخزانه الأمريكيه وما سيحصل في أوروبا بدفع إثنان بالمائه من دخلهم الخام لتمويل الحلف الأطلسي،أما مصر الفقيره فالثمن أرض لا بل أراضي كما سنرى لاحقا ولاسرائيل تحديدا.
لقد غطى الطابع الاستعراضي المكلل بالهدايا والمال والبيض الحسان قمة الرياض وتعمد الاعلام تغطيتها بشكل هزلي كاريكاتوري ولم ينتبه حتى ضحاياها مثل قطر الحاضره هناك لما يحاك في كواليسها بل حتى كبار المحللين والمتابعين لم يدرك خفايا تلك القمه إلا في الأيام الأخيره ،فرغم إطلاق يد السيسي في ليبيا وأزمة قطر الخليجيه ووقعة الاخوان في ليبيا وحملة الباجي قايد السبسي ضد الفساد في تونس وغيرها من ارهاصات قمة الرياض،رغم هذا لم يدرك المتابع حتى الذكي خطورتها إلا بعد أن طفت قضية الجزر المصريه صنافير وتيران وتسليما للمملكة آل سعود،هذه الجزر كشفت المستور الشيطاني ولاح طيف الصهيوني الذي كان حاضرا وفاعلا بقوه وأن كل ما ظهر من أحداث ليس إلا مقدمات وتكتيكات عرضيه لتمرير المشروع الاستراتيجي لبناء الامبراطوريه الصهيونيه وتثبيتها بعد أن كانت محميه صغيره في فلسطين المحتله وتشكل عبئا على منظومة الغرب.
استلام جزرتي تيران وصنافير المصريتان من طرف آل سعود كان المفتاح المتأخر لفهم أعماق قمة الرياض التي تعني تسليم الجزر والمنافذ البحريه لسيطرة اسرائيل باسم التعاون والاستثمار المشترك وقد سبق أن استولت الامارات على جزيرة سقطري اليمنيه والعين على جزيرة أخرى لا تقل أهميه وهي جزيرة ميمون ما يعني بسط النفوذ الاسرائيلي على البحر الأحمر وباب المندب تمهيدا لحفر قناة من خليج العقبه حتى البحر المتوسط تكون موازيه لقناة السويس التي ستتحول لخندق مائي ضحل لاقيمة لها وسيجعل من سيناء صحراء قاحله معزوله لا تصلح إلا لإيواء مشردي فلسطين حسب المخطط اللصهيوني لقبر القضيه الفلسطينيه هناك ،فمصر الفقيره والتي ستزداد فقرا بفقدان قناة السويس وسيناء ومياه النيل بسبب سد النهضه الأثيوبي،ستجبر كسلطه على الخضوع على الأقل لحقبه قادمه ليست قليله لتورطها في مشاكل معيشيه وخرابا ارهابيا يجعلها تحت الاستنزاف الدائم وربما يؤدي لتقسيمها كدوله كبرى أما الجيش والشعب فسيوضعان تحت سندان خطرين دائمين ،إما التقسيم والقبول بفدرله مفبركه على مقاس الحلف الصهيوأطلسي أو انهيار الدوله والسلطه على المنوال الصومالي والأفغاني .
مخطط جهنمي مبرمج سلفا في غرف المخابرات الغربيه أتى بدونالد ترامب وماكرون وتيريزا ماي وسيأتي بغيرهم في قادم الأيام وانتقل في أول خروج للخارج الى الرياض لصناعة أدوات وآليات جديده أكثر فعاليه وأشد وطأه على شعوب ودول المنطقه والتخلي عن الأدوات القديمه من أحزاب وتجمعات أثبتت فشلها وعدم انسجامها مع المشروع الانقاذي لأزمة الرأسماليه العالميه الجشعه وسليلتها الصهيونيه ونكاد نجزم أن هذه الموجه ستجرف حتى بعض الصهاينه كنتنياهو الذين لم تعد عنجيهتم الفارغه صالحه للمعارك القادمه مع حلف المقاومه بقيادة سوريا وإيران و الكبار كالصين وروسيا خاصة بعد أن عرّتهم المقاومه في فلسطين ولبنان وكذلك صغار الملوك كعبدالله ومحمد السادس وقابوس لأدوارهم السلبيه في الصراع.إن هزيمة الجيش الأمريكي في العراق وصمود الجيش السوري وقيادته المتقنه لوحدة حلف المقاومه واستعادته لزمام المبادره على الأرض وفي السياسه والتحول الاستراتيجي الذي أحدثه هذا الحلف في السياسه الدوليه جعلت الحلف الرأسمالي الغربي يخشى انهيار منظومة القانون الدولي الناتج عن الحرب العالميه الثانيه فلم تعد انتصارات المقاومه اللبنانيه على اسرائيل معزوله يمكن اختزالها في قرار أممي كما في السابق ولم يعد العراق المحتل يخضع لدستور بريمر و لا قادرا على احتواء القوه الايرانيه الصاعده وأصبح للمقاومه الفلسطينيه صداها الايجابي في عمق المجتمعات الغربيه وتحولت المعركه على أرض سوريا لحرب كونيه تتشابك فيها مصالح دول كبرى مثل دول البريكس الصاعده،هذا هو التحول الاستراتيجي الذي صنعته المقاومات العربيه والدول الوطنيه المستهدفه في تحويل دول كروسيا من حليف نمطي كما في العهد السوفياتي الى حليف نوعي منخرط في الصراع مباشرة وكذلك الصين والهند التي تتحين فرصة تقويم القانون الدولي الأعرج على مستوى اقتصادي سياسي وهذا ما دفع الحلف الرأسمالي لرفع درجة الانذار لدرء شبح الهزيمه في ظل اختلال ميزان القوى على الأرض .
لن ينتهي الصراع بانتصار الجيش السوري وحلفاءه بتحرير الأرض السوريه ولن تنتهي أزمة اليمن بتسويه مع الحلف الحوثي الصلب ولا بتسويه للقضيه الفلسطينيه ولا بنجاح السيسي في تثبيت الدوله الليبيه ولا بتقسيم العراق بل نجزم أنه الآن سيبدأ الصدام الأكبر والحرب الأشرس على جميع المستويات ،لأن أية من هذه النهايات التي ذكرناها تعني استسلام الامبرياليه وسقوطها وهو ما يتناقض مع القوانين الموضوعيه فالامبرياليه لازالت قوه عظمى تمتلك امكانيات ضخمه تمنعها من التفريط في مواقعها، كل هذا يدفعنا للقول أن الجبهه الجنوبيه و البحر الأحمر ستكون مجال اسرائيل العسكري ،اسرائيل التي أصبحت عاجزه في الشمال وتبخرت أحلامها في إسقاط سوريا وتفتيتها وتحويل نهر الفرات وأنابيب الغاز لشعب الله المختار، اسرائيل ستوكل لها المهمة الأسهل ،سحق التمرد في اليمن وتدميره والسيطره على السعوديه والسودان بالسياسة أو القوة ،أما الولايات المتحده والحلف الأطلسي فسيضطر بعد انهيار الأدوات الاخوانيه الارهابيه في سوريا والعراق لاحداث خرق بين العراق وسوريا بل حتى المغامره بإعادة احتلال العراق وفرض التقسيم ورسم خرائط جديده تحسن تموقعهم في التسويات مع الكبار وتهيئ لاستنزاف سوريا وإيران معا وتطيل أمد الحروب أكثر ما يمكن.
أخيرا يمكننا القول أن الحلف الصهيوأطلسي قد ضاقت أمامه الخيارات وانتهى زمن المناوره وقمة جده وضعت السينارهات الصداميه واستبعدت التهدئه والانكفاء ولأن الوقت أصبح في صالح الحلف المقاوم في سوريا والعراق واليمن شاهدنا سرعة تسليم الجزر المصريه والتغيرات الفجئيه في طرابلس وتونس وأكيد قادم الأيام ستكشف من أي الجبهات ستنطلق شرارة الحرب الكبرى وأي الرؤوس ستطير قبل غيرها،الكل مذعور ملوك وزعامات ودول أصبح مصيرها مرتبط بما تخفيه الإداره الأمريكيه في أدراجها ويظل السؤال عن دور تونس التي حظي رئيسها الباجي ببروتوكول أكبر من حجمه في قمة الرياض وفي روما إبان قمة السبع الكبار، رغم أنه يحمي تحت جناحه أكبر العصابات الاخوانيه ويرأس تونس ذات الموقع الجيوسياسي النوعي في شمال افريقيا وعلى حدود الجزائر وليبيا الدولتان النفطيتان والحائزتان على مساحات هي الأوسع في افريقيا، لهذا لا أحد يصدق أن الرئيس التونسي حظي بكل ذاك الترحاب صدفة ولم يطلب منه دور مّا في المشروع الصهيوأطلسي،ليس أقله تقليم أظافر الاخوان بشكل يسهل التحكم فيهم وادخارهم للانقضاض على دول تستحق أن تدمر على المنوال السوري والعراقي (الجزائر مثال )،وقرص من يتمرد من أوروبا بأعمال ارهابيه.
ختاما نقول أن لحلف المقاومه بقيادة سوريا وحلفاءها الايرانيين و الروس حسابات تتجاوز المنطقه ولن يفرطوا في التضحيات و الانجازات الاستراتيجيه التي تحققت،فمن سيصرخ الأول في المواجهه القادمه؟



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - أمريكا ترامب والاندفاع المغامر