أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها















المزيد.....

الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 5491 - 2017 / 4 / 14 - 00:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسبوع عصيب على العالم،أسبوع واحد سيكون فاصلا بين الحرب والحرب،أسبوع في موسكو تنتهي فيه كل الأطراف من هندسة إطار المعركه وحدودها،فإما حربا كونيه طاحنه وشامله أو حربا إقليميه متحكم فيها تكون دمشق نواتها،أما ما عداه من سلم وسياسيه فقد أصبح وراء الفاعلين،اليوم يدخل تيلرسون وزير الخارجيه الأمريكي موسكو مهددا لا مفاوض فإما التخلي عن بشار الأسد أي عن العاصمه دمشق وإلا فليبلغ ما يبلغ كرد على العباره التي وردت في بيان الحرب الذي أصدرته القوى الحليفه لسوريا الذي صدر عن حميميم،بعده سيلتحق وزير خارجية سوريا وليد المعلم ونظيره الإيراني بموسكو ولا أحد يدري ما يحملانه لموسكو والعالم ،شعرة معاويه أم الشعرة التي قصمت ظهر البعير(العباره لبشار الجعفري في تعريفه للسياسه على أنها فن السير بين الشعرتين)،يعني هل سيقبل السوريون والإيرانيون المناوره وترك شعرة معاويه مع الغرب الهائج أم سيعلنون التصعيد والمجابهه ولتبلغ الحرب ما تبلغ،تلك هي صورة المحادثات التي ستجرى في موسكو.
الأحداث تدحرجت بسرعة منذ القصف الأمريكي على مطار الشعيرات وشحذ الكل سكاكينه متوعدا مهددا،الروس ولأول مره في تاريخهم يوقعون على بيان حربي مقاوم مع قوى مقاومه لا مع دول وديبلوماسيين ،مهددين بدحر الاحتلالات مستعرضين قواهم ،الغربيون ردوا على عجل باجتماع وزراء خارجية الدول السبع الكبرى مضافا لها تركيا والسعوديه وقطر والأردن ظل اسرائيل وأعلنوا أن مصير بشار الأسد قد تقرر ما يعني إسقاط دمشق ولتبلغ الحرب ما تبلغ كرد على روسيا وإيران والمقاومه،أما سوريا فقد لازمت الهدوء الديبلوماسي لأنها تعرف أن خيارها الوحيد هو المقاومه والصمود مهما بلغت المناورات،فكلها لحربها وعليها.
تصريحان خطيران أشّرا للخروج من دارة السياسة الى دارة الحرب،الأول للرئيس الروسي عندما قال أن ما حدث في بغداد يعاد الآن في سوريا ،ويقصد سيناريو أسلحة الدمار الشامل لاحتلال عاصمه،التصريح الثاني لرئيسة الوزراء البريطانيه تيريزا ماي والذي قالت فيه " مازال هناك متسع من الوقت لاقناع روسيا بالتخلي عن الأسد" ما يعني أن قرار غزو دمشق قد اتخذ وعلينا تحييد روسيا لتفادي الحرب الشامله،أما مليك الأردن فقد كشف الخطة أكثر عندما قال بضرورة إغراق روسيا في أكرانيا لاجبارها على التخلي عن دمشق.
قد يذهب في ذهن المتابع مثلنا من بعيد أن الغرب الامبريالي يناور فقط لابتزاز الحلف المقابل روسيا ايراىن سوريا وأن تهديده لا يعدو إلا رفع سقف لتطويع التفاوض لمصلحته ، فهذا مستبعد لأنهم خبروا جيدا أن السوريين وحلفاءهم أكثر مناوره ودهاء وقد أثبتوا على مدى ست سنوات الحرب أنهم أذكى من أن تمرر عليهم مثل هذه السخافات المزخرفه بكذب مفضوح ولكل ما سبق يرجح العاقل أن الحرب لاسقاط دمشق قادمه ،دمشق فقط أما باقي سوريا فإلى السقوط آيلة كما انهار العراق إثر سقوط عاصمته بغداد والى التقسيم ذاهبه بالضروره وجزءها الشمالي الغربي، ستضطر روسيا للقبول به حفاظا على قواعدها، مقابل عدم الانجرار لحرب كونيه...هذا ما أوحت به التصريحات والتصريحات المضاده والذي سيتكشف أكثر خلال الأسابيع القادمه ولكن هذا المشروع الامبريالي مبني على فرضيات خاطئه تماما أولاها أن روسيا لم تأتي لسوريا لتثبيت الأسد والحفاظ على قاعدتها في طرطوس حتى تقبل بالمقايضه،روسيا جاءت لتدافع عن موسكو لأن سقوط سوريا والأسد يعني هزيمتها مهما كانت الجزره ويعني محاصرتها و انتقال الحرب لأسوار الكريملين وكذلك الحال لايران التي تعتبر خطها الدفاعي الأول عن طهران هي دمشق وهي مستعدة للذهاب أكثر من الدفاع عن دمشق كابتلاع دويلات الخليج مثلا أو التصعيد الحوثي لاسقاط الرياض وطرد آل سعود منها وهذا ليس ببعيد في ظل الهوان الذي عليه حكام الخليج،لذلك فإن أي تهاون في التصدي لاسقاط دمشق هو تهاون في الدفاع عن موسكو وطهران أما الفرضيه الثانيه الخاطئه فهي بقاء الصين ودول البريكس محايده وأنها لن تتدخل إلا بما لا يؤدي لحرب كونيه،لأن هذه الدول غير معنيه كثيرا بسوريا وهذا مجانب للواقع فهذه الدول وأغلبها من العالم الثالث كانت الأكثر تضررا من الامبرياليه من استعباد الى استعمار الى نهب وهي معنيه بتغيير النظام الدولي ووضع حد لحقبة الهيمنه الامبرياليه هذا علاوة عن مقاومة الارهاب الذي تقوده أمريكا ويهدد الجميع،ثم لا ننسى الداخل الغربي الذي بدأ يتحسس خطورة الجنون الأطلسي والذي لم يدرك حكام الغرب قوته في التغيير.ولهذا فإن ما سيقدم عليه الحلف الصهيوأطلسي هو مغامره محفوفه بمخاطر الهزيمه لأنها مبنيه عل فرضيات خاطئه.
لما تقدم فعلى الأرجح الحرب ستشتعل لكن السؤال الأهم من سيتولى تنفيذها على الأرض بأسرع وقت لأن الوقت أصبح في صالح روسيا وحلفاءها بعد هزائم الارهابيين وانهيار دفاعاتهم التي حولت دورهم من أداة اسقاط دمشق الى أداة مشاغله هنا وهناك لا أكثر،من سيتقدم للهجوم على دمشق التي يتطلب اسقاطها على الأقل ثلاث مائة ألف جندي مدرب ومغطى جوا وبحرا،فهي أصعب وأخطر من بغداد....من سيتقدم هذا هو السؤال؟الأمريكي والأطلسي عموما غير جاهز لهذا الحشد بالسرعة المطلوبه و سيبدأ بالحشد من الآن لكن لن يفلح في هذا قبل أشهر قادمه ،العربان لا قيمه عسكريه لهم بل أن وجودهم في سوريا مع القوات الأطلسيه سيكون ثغرة خطيره على هذه القوات لأن الجنود العرب ليسوا كلهم عملاء كحكامهم بل فيهم الكثير من الوطنيين الصادقين الذين لن ينقادوا لقتال أهلهم في سوريا،إذن المؤهل الأول وصاحب المصلحه الكبرى في مشروع اسقاط دمشق هم الصهاينه ،الصهاينه ورغم معرفتهم المسبقه بخطر المغامره لن يتأخروا في المبادره بالهجوم لتوريط الكل ودفع الكل للدفاع عن اسرائيل...لاننسى أن الأتراك الاخوانيين لهم كذلك طموح في الانطلاق في بناء الخلافة الاسلاميه من عاصمة الأمويين وهو حلم أردوغان وجماعات الاخوان ،حلم تنطبق عليه كلمة الرئيس بوتين لنتنياهو عندما نصحه بالابتعاد عن الأساطير ورغم أن تحت تصرف أردوغان جيشا ضخما جاهزا ،لكن هذا الجيش غير معني كثيرا كحكامه بدمشق بل معني فقط بالشريط الكردي...
حتى أكون أكثر واقعيه أقول إن الامبرياليه ونتيجة أزمتها الخانقه دخلت مرحلة الجنون الذي نتمنى أن يسيطر عليه العقلاء في العالم وإلا فإن حربا كونية قادمه ستأكل الأخضر واليابس وتعيد البشرية لعهدها البدائي،لأن سوريا اليوم ليست سوريا 2011،سوريا صنعت من صمودها والحرب عليها نقطة فصل تاريخيه ،فبعد ما شهد العالم وحشية وبشاعة الوجه الحقيقي لحضارة الغرب من ذبح وقطع رؤوس. وسبي وتهجير ودمار وخراب،هذا الذي كان متخفيا تحت عباءة الحريه والديمقراطيه،بعد هذا لم يعد ممكنا الحياد ولم يعد ممكنا العودة للنظام الدولي القديم مهما كانت نتائج الحرب.
دمشق اليوم أقوى من ذي قبل بجيشها وحلفاءها وسند المقاومه الحاسم لها ولم يعد بامكان أية قوه اقتحامها بل أن بإمكانها أن تطور دفاعها الى هجوم إن لم يكن ساحقا ماحقا لاعداءها ليرديهم منتحرين على أسوارها،فسيكون على الأقل مغيرا للتوازنات الدوليه و قابرا للنظام العالمي القديم ويعيد الصراع لأصله وقضية فلسطين لمكانتها واسرائيل لحجمها وصفاتها الكيانيه المحتله ،أما إذا تطورت الحرب الى حرب كونية في البحر المتوسط وهذا مستبعد الآن لكنه ليس مستحيل، فإن صاروخين فقط من الحوثيين قادره على غلق مضيق باب المندب وعزل أوروبا عن جنوب العالم نهائيا وبارجه روسيه في مدخل مضيق البوسفورالشمالي وبارجه ثانيه في مدخله الجنوبي قادرتان على إغلاقه وعزل البحر الأسود ودوله عن المياه الدافئه نهائيا أما في مدخل المتوسط الغربي فإن بطاريه صواريخ صغيره على ضفاف وهران الجزائريه كافيه لوقف الملاحة فيه وتحويل وصية الملكه إيزابيلا بالسيطره البريه الدائمه على ضفتي مضيق جبل طارق والتي ظلت لخمس قروق العقيدة العسكريه للغرب ،ستتحول هذه الوصيه لتراث لا قيمه عسكريه له إلا من حيث أنه تاريخ سيوف ورماح ولا علاقة له بالحاضر الصاروخي الالكتروني،في الخليج العربي الأمر أيسر كثيرا على ايران التي بامكانها في دقائق غلق مضيق هرمز وجعل أكبر احتياطي نفطي وإماراته رهينة عندها، هذه الخارطه العسكريه ربما يراها البعض رومنسيه لأنها تغافلت على أن أمريكا مازالت أكبر قوه عسكريه في العالم وهذا صحيح لكن أمريكا لا تستطيع أن تتحمل أية حرب على أراضيها وأشد ما تخشاه هو التفكك الداخلي ولهذا ستظل تؤجج الحروب وتشعلها لانعاش تجارة السلاح والتنفيس على اقتصادها المنهك بأزمات هيكليه لكنها ستهرب كما هربت في فيتنام والعراق ولبنان،ستهرب بمجرد وصول طلائع الجثامين لواشنطن. من حيث التفكير العسكري الاستراتيجي هذا السيناريو هو الأكثر واقعيه وربما تنفيذه لن يكون بتلك السهوله و المباشريه لكن لن يتأخر جنرال بريكسي(نسبة لدول البريكس) من وضعها على طاولته ليتحول المتوسط لبحيرة يسبح فيها سمك أوروبا المحاصر وتتحول دولة اسرائيل من القاعده المتقدمه للغرب الى طائفة يهوديه تحاصرها المقاومه من كل اتجاه.
ختاما نقول إن سوريا المدمره لم يعد لها ما تخسره وقد اكتشفت قوتها وتحولت "ثورة المغفلين" هناك لوحدة وطنيه صمّاء ملتفه حول الدولة ومؤسساتها من رئاسه وجيش وديبلوماسيه وجعلت من معارضيها أشباحا مجهريه وبيادق في يد أسيادهم وصنعت من عزلتها حلفا قويا مسنودا بثلثي العالم في مقاومه عالميه للامبرياليه فأصبحت قلب العالم الذي إن انتعش وتعافى، غيّر وجه العالم نحو السلم والعدل وإن انتكس، انتكس العالم نحو المجهول.....تلك هي سوريا القويه الآن ولا نعتقد أن ساستها المحترفين سيفرطون في مكاسبهم والنصر لحلف المقاومه رغم الجراح.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة النهضه الإخوانيه وعقدة الفشل في تونس


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - الحرب على دمشق قادمه....الفاشيه تكشر عن أنيابها