أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي















المزيد.....

ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7430 - 2022 / 11 / 12 - 19:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثورات الفوضى الخلاقه ومشروع الحلم التوراتي:

من البسيط الى المركب سنبدأ تتبع خيط ثورات "الربيع" العربي،من تونس ومن حادثة معزوله لانتحار شاب حرقا وصولا الى هول الحروب والدمار والخراب في سوريا وليبيا وكل المنطقه،وقبل هذا وذاك نستهل هذا المقال ببعض التساؤلات لعلنا نفلح في توجيه عقل القارئ نحو العقلانيه الحياديه والنأي به عن تأثير العاطفه الايديولوجيه وتضليل وسائل الاعلام التي كانت بطل الظل في جعل المشروع الصهيوأطلسي واقعا على الأرض بعد أن كان حلما في الصحف التوراتية الصفراء ومشروعا عسكريا سياسيا في ادراج المخابرات الأمريكية.

أولا:
هل كان نظام المرحوم بن علي معاديا للغرب والصهيونيه حتى يعاقب لحد الاقصاء والتشريد والتدمير الذاتي والمعنوي لكل محيطه وحزبه وأنصاره وحتى تخريب بنية نظامه الماليه والاقتصاديه التي كانت تابعه وتدير الدوله في الفلك الرأسمالي الغربي؟

ثانيا:
هل كان النظام التونسي بقيادة بن علي والتجمع الدستوري الحاكم يمثلان خطرا على المصالح الغربيه في تونس كما الأنظمه الشيوعيه المتطرفه مثلا؟ وهل كان من مصلحة الغرب الإطاحة بنظام مستقر لا يتنمّر على منظومته الرأسمالي الغربيه ولايقايض ولايهدد بالتحول الى المعسكر الشرقي "الاشتراكي" كما فعلت عديد الأنظمه في العالم الثالث؟

رابعا:
هل كان الاخوان وتوابعهم الذين جاء بهم الغرب للحكم أكثر شعبية وانسجاما مع ثقافة الشعب التونسي ونسيجه المجتمعي وأقدر على السيطرة وضمان المصالح الغربيه وتوفير المناخ الاستثماري لرؤوس الأموال والشركات الأجنبيه أكثر من نظام بن علي ذو الحرفيه الأمنيه والخبره في ادارة الدوله؟

ثالثا:
هل أن انتفاضة 17 ديسمبر التي كانت عفويه ومعزوله وما رافقها من تصعيد دموي لا أحد يعرف مصدره الى اليوم (نقصد القناصه الأجانب مثلا) والحمله الاعلاميه وما تلاها من لصوصيه وتخريب بالتزامن مع ذاك الحراك الشعبي العفوي،هل كان كل هذا كافيا ليغادر بن علي السلطة ويعلن الاستسلام بتلك السهولة؟

أسئلة نعتقد ألاّ عاقل سيستخف بها ويجيب عنها بعاطفة و مزاجية بعد ما حصل من خراب ودمار وحروب ودماء واغتيالات ويختزلها في الصدف والعلل الواهيه التي جمعت المتناقضات بلا مبرر عقلاني ومقنع فدمجت الأطياف والشرائح والطبقات المتناقضه بعضها ببعض بحثا عن إجماع وهمي عن الصدام مع دكتاتورية الرئيس بن علي واسقاطها،فقط لإرضاء الشبق الديمقراطي ليصطف الثوري مع اللص والوطني مع الخائن والعنيف مع المسالم والرأسمالي مع العامل والفقير المهمش مع المترف وأن يقف الأنغلو ساكسوني المحترف في إبادة الشعوب واستعمارها والهيمنه على مقدراتها مصفقا لعظمة الشعب التونسي وثوريته من أجل الديمقراطيه والحريه(أنظر وقوف كل أعضاء الكنغرس الأمريكي تصفيقا وتهليلا للثورة التونسية بعد خروج الرئيس بن علي).
هل يعقل هذا ؟
عندما نحاول الإجابة عن هذه الأسئله بموضوعيه وحياديه نجد أن ثمة شيئ مّا غير سوي وغير منطقي،فلا الغرب الأطلسي المحترف أصبح أحمقا لهذا الحد للتضحيه بأنظمة كانت دوما في صفه ليخرب دولها ويسقط انظمتها ويقحمها في الفوضى وعدم الاستقرار المحفوف بمخاطر الخروج عن سيطرته. ولا الحاكم الفعلي في الداخل التونسي(نقصد الحزب الحاكم ومؤسسات الدوله من أمن وجيش وقضاء وإداره) له مبرر لتخاذله في الدفاع عن النظام (طبعا بعضه كان مضمرا الخيانة) ولا حتى المعارض الوطني الذي ينادي بالتغيير كان يدرك خطورة انهيار الدولة وسيادة الفوضى واللّاقانون بصعود الاخوان وتوابعهم من المدربين على الفوضى في دوائر المخابرات الأطلسيه.
ربما كان ثمة مبرر لإحداث التغيير الفوضوي في ليبيا وهو الطمع في الاستئثار بالنفط المؤمم من سلطة العقيد القذافي وربما ثمة مبرر لكسر شوكة الممانعه والمقاومه في سوريا الأسد، أما في تونس ومصر فلا نعتقد أن ثمة مصلحه موضوعيه للغرب في تقويض أنظمتهما وزجهما في المجهول الفوضوي.
إذن ما الداعي لاسقاط أنظمه مستقره ومهادنه للغرب وليست شرسه ولا تدعي الثورية والتمرد؟
هذا ما سنحاول الاجابة عنه لاحقا.

- الحلم الصهيوني ببناء امبراطوريه:

الحركه الصهيونيه وقاعدتها المتقدمه اسرائيل وجدت ضالتها في تحالف عضوي مع الرأسماليه الليبراليه المتوحشه،تحالف موضوعي أملته ضرورات الاقتصادات والسياسات الاستعماريه منذ الحرب الكونية الثانيه وظهور الاتحاد السوفياتي كقوه وازنه، وبداية ظهور حركات التحرر من الاستعمار المباشر (أنظر تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما قال لو لم تكن هناك اسرائيل لصنعناها).
إذن التحالف الصهيوأطلسي ووجود دولة اسرائيل لم يكن حدثا عرضيا أو صدفة بل كان ضرورة أملتها مصلحة الطرفين فالغرب يريد دولة اسرائيل الحربة في المنطقه والقاعدة المتقدمه والمسلحه باشد الأسلحة فتكا للانقضاض على كل تمرد أو خروج عن الطاعه،أما الحركه الصهيونيه فقد وجدت ضالتها في استغلال الحضوة والرعاية الغربيه لبناء الحلم التوراتي من النيل الى الفرات انطلاقا من دولة النواة اسرائيل.
إن بناء كيان اسرائيل الأسطوري جعلها دولة هجينه غير متجانسه اجتماعيا وسياسيا وثقافيا كما باقي الدول والشعوب والثقافات والديانات وأنماط العيش وما يتخلل تحولاتها التاريخيه من صعود وانكفاء وتطور وتخلف، اسرائيل دولة كيانيه مركبه توهم مجتمعها بأسطورة شعب لله المختار التوراتيه وتتعمّد قوة وجبروت العسكره الفاشيه وتناور بسياسة المظلوميه لابتزاز العالم. ولأن شعب لله المختار الهجين هذا أسطوري توراتي كياني غير واقعي بلا تاريخ وبلا ثقافه جامعه وأصغر من أن يكوّن امبراطورية شاسعه تتطابق مع الحلم التوراتي من النيل الى الفرات، فعليه ألّا يكتفي باستيطان فلسطين وتشريد شعبها،بل عليه أن يستغل الحاجه الأطلسيه لوجوده في قلب المنطقه لتدمير كل محيطه دولا وشعوبا وثقافات، ليحكم المنطقه مستأسدا بدعم الغرب الذي صنعه واحتضنه حفاظا على مصالحه ودرء خطر تسلل خصومه من الشرق (المعسكر الاشتراكي) ومن الجنوب (حركات التحرر).

حروب الجيل الخامس:
منذ الهزيمه المدويه للجبروت الأطلسي في فيتنام أمام بندقية الفلاح الفيتنامي البسيطه انتبه خبراء الامبرياليه الغربيه الاستعماريه لخطورة صعود حركات التحرر الوطني على نفوذها وهيمنتها،فهي ليست جيوشا منظمه مقابله لجيوشهم المتقدمه والمتطوره بالتقنيات الحديثه ليسهل هزهما والأخطر أن ثقافة التحرر الوطني ليست فوقيه مسقطه يسهل اقتلاعها بقوة السلاح والهيمنه،خاصة وأنها تستهلم قدراتها الفكريه والسياسيه للتحرر من واقع مرارة العبوديه والهيمنه والاستعمار وتستنير بروح الفكر الغربي نفسه وفلسفته التحرريه أي فلسفة الأنوار الديكاركتيه والدروينيه والماركسيه واللينينه والغرامشيه....،إذن استنبط مهندسو الغرب الاستعماري فكرة بعث الحياة في الفكر القروسطي الأسطوري والديني الكامن في الباطن العقلي الجمعي لهذه الشعوب بادعاء أنه أصالة وفخر انتماء لتوظيفه لفرملة اللحاق بالحضاره الانسانيه المتحرره والمتحضره،أي اقناع العقل المجتمعي العام بالعودة بالتاريخ الى الوراء عوضا عن التقدم الى الأمام لحل معضلة التخلف.
السؤال من سيمكنه تفعيل هذه الخطه الخبيثه والرجعة بالعوده الى الوراء وعداء التقدم والتحضر على أرض الواقع غير الاخوان والوهابيين والمدارس الرجعيه من شيعة وشيع وقبلية وقبائل وقوم وقوميات وفاشيه وصهيونيه والتي بإمكانها كلها ووحدها فرملة اللحاق بالحضارات الانسانيه واستيعاب فلسفات الغرب العلميه الحديثه؟
حروب الجيل الخامس هي الأداة الفعليه التي تعتمد التقنيات الحديثه وتوظيف العلم لتدمير ثقافة الشعوب الأصليه وتدمير اقتاصادتها التي كانت كافيه لدرء جوعهم وتوفير حاجاتهم المعيشيه حتى دون تطور تقني، وذلك عبر نشر الأوبئه المصنعه مخبريا وتصنيع الأدويه والعقاقير لمواجهتها لضمان الهيمنه ولمزيد السيطره على حياتهم ومستقبلهم ولحرف وتحييد أية امكانيه لحلول ذاتيه وتفاعل مع المحيط الطبيعي وقتل روح الاجتهاد لديها لاستنباط طرق مواجهة القسوه البيئيه التي تسبب فيها الغرب المجنون بتقنياته الربحيه الأنانيه على حساب الشعوب وفقرها وتدميرا وربما انقراضا للأرض ومن عليها وذلك عبر زرع بذرة اليأس والاستسلام ثقافيا وسياسيا واعلاميا بأن لا حل بدون الغرب "المتطور".
حرب الجيل الخامس هي حرب على الثقافة الانسانيه وفرملة لتطورها نحو سعادة البشر وسلمية نمط عيشهم وتعايشهم في أمن واستقرار.
تلك هي اسرائيل النموذج الفعال لتجسيد فكرة الصد ضد التقدميه والتحرر العادي والطبيعي للمجتمعات من خلال حلول لمشاكلها وذلك بتقويض أي استقرار على أرض الواقع عبر تهميش النخب وتخريب التعليم وتسكيح الثقافه ودعم الفكر الرجعي ثقافة وإحياء التفكك سياسة باسم الديمقراطيه ونبذ العلم باسم الأصالة ولذلك أسقطت أنظمه ودمرت دول وأججت حروب أهليه لتفكيك الموحد ونشر الفوضى ليسود الوهم الامبراطوري التوراتي من جهة والسيطره الامبريايليه الغربيه بلا حروب مباشره ولا استعمار معلن من طرف الطغمه الماليه العالميه.
تلك هي فلسفة الفوضى "الخلاقه" لتجاوز صفحة الاستعمار المباشر أو الهيمنه المستتره عبر الأنظمه العميله وفتح صفحه جديده لخداع الشعوب واختراقها تحتيا عبر التبشير بديمقراطية الغرب المغشوشه والخداعه(أنظر التمويلات الهائله من طرف الغرب لما يسمى بالمجتمع المدني والفيضان الحزبي والسياسي الغير مبرر).
طبعا لكل مشروع أدوات تنفيذه، وللأسف هذه المره كان بعض اليسار الذي يدعي التقدميه والطليعيه الأكثر غباءا إن لم نقل الأشنع خيانة للشعوب المضطهده والتحرر الوطني من اليمين في تمرير المشروع الصهيوأطلسي.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟
- تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس
- هل تونس على أبواب الحرب الأهليه ....؟


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي