أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - تونس ثورة أم ردة وإعادة انتشار للاستعمار؟















المزيد.....

تونس ثورة أم ردة وإعادة انتشار للاستعمار؟


سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7438 - 2022 / 11 / 20 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تونس،ثورة أم ردّة وإعادة انتشار للاستعمار؟

إذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
بإذا أداة الشرط استهل الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي شعره الملحملي لاستنهاض عزائم الشعوب ودفعها للمقاومه وحب الحياة والحرية.لكن يبدو أن الطبقه السياسيه في تونس أسقطت عمدا أداة الشرط -إذا- هذه وجردت شعر الشابي من ديباجته الشرطيه لتتحول الحكمة الى شعار فضفاض يلوكه الجميع على منوال الشعب يريد والشعب صاحب السياده والشعب يقرّر ومن ثمة يفتح سوق المزاد حول الشعب فيصبح عظيما وشاهقا صانعا للتاريخ رغم الجهل والأمية والتخلف التي يسود أوساطه عموما.
قبل الغوص في شرطها السياسي لا بأس من ديباجة شعريه لتبيان تموقع الأداة -إذا- وتعدد أغراضها وإعرابها في لغة الضاد لدى النحاة العرب بين الفجائيه والظرفيه والشرطيه،كأن يقول الشاعر:
إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا
لكي يحسبوا أن الهوى حيث تنظر(عمر بن أبي ربيعه).
أما في شعر الشابي فإذا شرطيه بلا جدال:
إذا الشعب يوما أراد الحياة،متبوعة بجمله فعليه كخبر ومقترنه بحرف الفاء:فلابد أن يستجيب القدر.
بدأنا بهذا المدخل النحوي حتى يستقيم لدينا المنطق العقلاني في السياسة فالشعوب والحضارات والدول لا يسير تاريخها وفق الأحلام والأوهام،بل لابد من شرط الفعل والفعل هنا أن الشعوب لا تتحرر ولا تضع إرادة الحياة والحرية هدفها إلا إذا تغير وعيها بنفض السكون والخمول عن عقلها الجمعي ونبذ الخضوع لواقعها السيئ في ممارستها الحياتيه، وبهذا ولهذا كانت هناك ثورات وتغييرات استفزها الفلاسفه والمفكرون بنبوغهم وذكاءهم وتلقفها الساسة بحصافتهم وحنكتهم ونفذتها الشعوب وحققتها عندما أدركت ما تريد لمستقبلها.

تونس ثورة أم ردّة ؟ :

في 14 جانفي من سنة 2011 استسلم الرئيس بن علي وغادر قرطاج نحو المملكه السعوديه وانهار نظامه وسقط حزب التجمع الحاكم ولا ندري الى اليوم أسرار ذاك الانهيار المفاجئ والسريع.
انطلق إثر هذا فيضان اعلامي واهتمام عالمي غير مسبوق بالحدث التونسي،تزامن مع ضبابيه مفتعله بين مختلف القوى السياسيه أدغمت عمدا كل المتناقضات،اليمين واليسار وكل القوى حداثية كانت أو محافظه وحتى من ليس له اهتمام بالسياسة أصبح رأي وشأن،الكل تحت يافظة البناء الديمقراطي في مشهد فوضوي غريب تخلله الارهاب والاغتيالات والتطرف واللصوصيه كأن تونس تتجهز لحرب أهليه،تزامن مع طوفان حزبي وجمعياتي غير مبرر كإيحاء مغلوط بأن البلاد ستتحول الى جنة من الديمقراطيه وحقوق الانسان.
لم تنتبه القوى التقدميه والحداثيه الى الشرك ولم تنتابها الريبة ولا الشك أن ثمة فاعل يدير المشهد خلف ستار الاعلام وداخل الغرف المظلمه،فرغم الهزائم الانتخابيه والصعود الاخواني والتمدد الارهابي والانهيار الاقتصادي،لازال البعض والى اليوم يعيش وهم الديمقراطيه على وقع تلك الشعارات الجوفاء الساكنه في مخياله الحالم المنبت عن الواقع ولا زال يحدث نفسه ولا يسمع إلا صدى صوته المتفائل بأن ثورة حدثت وأن الشعب لابد سينهض كالعنقاء،دون أن يلتفت لموقعه وخطواته ومسيرته العرجاء والتي كانت سببا في عزلته وهزائمه.

الوهم والتراجع لم يبدأ ليلة هروب الرئيس:

التراجع لم يبدأ اليوم أو بالأمس بل بدأ منذ بدأ الرئيس الحبيب بورقيبه يتراجع عن مشروعه الوطني في تثوير التعليم وعقلنته وتعميمه والتخلي عن تنويرالثقافة وتخليصها من الموروث الأسطوري والديني المنغلق،والذي واكبه سياسيا فك الارتباط مع الاتحاد العام التونسي للشغل وتطهير الحزب الدستوري الحاكم من كوادره المتشبعه بثقافة التنوير التحرريه(البعض يبرر هذه التراجعات بشيخوخة الزعيم وهيامه بالتفرد والدكتاتوريه والبعض يرجعها للضغط الخارجي لفرض سياسة الانفتاح على حساب سياسة الدوله الوطنيه،وليس هنا مجال التوسع فيه).
هذا التحول الخطير بدأ بتسطيح التعليم وتفقيره من العلوم الانسانيه والفلسفه والآدب وتحييد ثقافة الابداع والتنوّع،ما انعكس مباشرة عن تصحّر وفراغ في العقل الجمعي للشرائح المتعلمه تزامن مع سياسة الدوله لصناعة عقليه استهلاكيه في كل مناحي الحياة،هذا المناخ الذي سمي بالانفتاح آنذاك ساعد القوى المحافظه والرجعيه مثل الاخوان على النهضة والتموقع من جديد بعد أن عزلتهم سياسة العشريه الأولى للاستقلال وذلك بإعادة بناء صفوفهم تنظيميا وترتيب أولوياتهم سياسيا لاختراق المجتمع والدوله (أنظر تحالفهم مع الوزبر محمد مزالي ومحاولتهم الانقلاب على بورقيبه والهدنة مع انقلاب السابع من نوفمبر 1987 بتوقيعهم على ميثاقه الوطني).
صحيح أن القوى المحافظه والرجعيه استثمرت حاجة الغرب للتصدي للثقافه اليساريه والتحرريه القادمه من الشرق وصحيح أيضا أن سياسة الانفتاح الاقتصادي والتخلي تدريجيا عن البناء الوطني دفعت الطبقات الميسوره المعاديه لكل ماهو اشتراكي الى التقرب من هذه القوى الرجعيه على حساب تحررها الليبرالي،لكن هذه القوى الرجعيه لم تجد أمامها معارضة مثقفه ومتشبعه بالحداثه والعلمانيه،بل وجدت أمامها صفوف تقدميه ويساريه مبعثره وعبثيه غير مدركه لدورها الاعتراضي الثقافي خارج صراع حكم- معارضه، وتقودها حلقات طلابيه حرفيه صداها شعارات عن الشعب وزلازله الثوريه وإرادته القويه وصنع التاريخ والمجد والخلود والبطولات،مشفوعة باستحضار الشواهد عن أوروبا المتحضره واشتراكية الصين او كوبا واستقلال فيتنام الوطني وقوة روسيا العلميه ونمط أمريكا الديمقراطيه،لكن الفعل السياسي المنظم والمحترف كان الغائب الرئيسي.
كل هذا الهوس والثرثره النظريه في غياب تام للتواضع بوضع الأرجل على الأرض،والغيبوبه عما يجري في الواقع المباشر سياسة واقتصادا ومجتمعا،كل هذا جعل القوى الرجعيه تأخذ مسافة في اختراق المجتمع وتملأ الساحة السياسيه وتتجهز للحكم مكان نظام حزب بورقيبه الذي شاخ وهرم وفقد كل طاقاته.
وصفنا هذه الحقبه بالخطيره لأنها كانت كافيه لظهور جيل جديد من النخب الغير مؤدلجه أو على الأصح لا تعير أهميه للحداثه والتقدم المجتمعي والسياسي العام بقدر اهتمامها بالتخصص والنجاحات الفرديه اقتداءا بالمجتمعات الاستهلاكية المفككه.
جيل نسمع له جعجعة ولا نرى طحينا،ونخب تنخرها الانتهازيه ويسود أوساطها الكسل والفقر المعرفي والثقافي،ظهر عجزها جليا في أحزابها وزعاماتها طيلة العشر سنوات الماضيه،رغم فضاعة الارهاب والاغتيالات والدمار الذي اقترفته العصابات الاخوانيه توابعها من جهله وسواقط تسلّلت لحكم تونس إثر أحداث 14 جانفي المشبوهه.

النبوغ استثناء فردي والتحول جمعي:

كل المجتمعات تتغير وتتطور وفق التراكم الكمي الذي تحتمه الضرورات الموضوعيه للبشر وهذه التحولات يدفعها نحو النضج محفز مّا،سماه اللينينيون الطليعه الثوريه والغرامشيون المثقف العضوي،أما البرجوازية فقد أسمته الأنتليجانسيا أو الصفوه الذكيه، وفي كل الأحوال لا يختلف الأمر إلا من حيث التعريف والتوظيف أما جوهر الفكرة فهو علمي دقيق كما في الكيمياء فالتحولات النوعيه تتطلب دائما محرّض(cataliseur) يثير تفاعل العناصر والمكونات للتصادم أو الالتحام لإنتاج مكوّن جديد أو عنصر نوعي،سمي في علم الاجتماع ثورة وفي علم البيولوجيا طفرة.
هنا نأتي الى الاستثناء في النبوغ والذكاء الذي هو عنصر ذاتي فردي، ربما يكون نادرا تواجده وليس بالضرورة جمعي وحتمي لملازمة الموضوعي الذي عادة مايظل معلقا بدون فعاليه كما السحب التي لا تتعرض للتيارات الهوائيه والضغط الجوي كمحرضات فلا تمطر وتظل مجرد ضباب هائم في السماء.
بالضبط تلك هي حركة التاريخ المجتمعي وثورات الشعوب وتداول الحضارات، فبلا محرّض فعّال تظل ساكنة بلا تغيير مهما تراكمت أزماتها ومهما بلغ بؤسها.
يبدو أن نصنا أطنب فيما هو نظري وابتعد عن الواقع التونسي الذي لأجله بدأنا التدوين فما هو الموضوعي وماهو الاستثناء في حراك المشهد السياسي التونسي؟

نضج الموضوعي وغياب الذاتي:

عشر سنوات من حكم الاخوان وتوابعهم فتكت بالدوله التونسيه وفككت المجتمع وعبثت بالاقتصاد وفقرت الشعب وفوتت في مقدراته ومدخراته وخربت ثقافته وقيمه بتعلّة أن نظام بن علي كان دكتاتوريا فاسدا،والحال أنه (أي نظام بن علي) ورغم ما عليه من مآخذ وتبعيه وفساد، لم يكن يبيّت خراب الدوله ولا يضمر دمار المجتمع وتفكيكه كما فعل عملاء ثورة الفوضى كالاخوان الذين جاء بهم المشروع الصهيوأطلسي.
إذن الواقع المجمع على تقييمه واضح، تونس تعيش أشد أيامها دمارا، وشعبها يتألم حسرة وغبنا ويتجرع الفقر والتشرد معاشا،في ظل تغيبب متعمّد للدولة والمؤسسات عبر حكم العابثين والجهله والجواسيس ونعتقد أن ليس أكثر من هذا موضوعي ناضج للتثوير والتغيير،فأين ترى الذاتي النخبوي الطليعي المحفّز للشعب؟
لن نلقي تهمة الغياب والجلد جزافا لهذا الطرف أو ذاك حزبا كان أو منظمة لكن ثمة معضلات مشتركه أعاقت أغلب القوى الوطنيه والتقدميه عن استيعاب المرحله وجعلتها مهزومة انتخابيا ومعزولة شعبيا،ما مكّن القوى المحافظه من الالتفاف بمناورات اعلاميه وديمقراطية الفوضى والإغراق من إخفاء جوهر ظلاميتها ورجعيتها وتمويه مشروعها التدميري ونكاد نجزم أن أزمة القوى الحداثيه والتقدميه لازال قائما لأننا لم نشهد أي نقد عميق للتجارب السياسيه والتنظيميه(باستثناء بعض القراءات الفرديه المهمله في المكتبات والتي لا يقرأها إلا قلّة أو ظاهرة الحزب الدستوري الحر وزعيمته عبير موسي ما سنتناولها لاحقا).
أولا:
تمهيش دور المرأة في الفعل السياسي والحال أن تموقع المرأة التونسيه اجتماعيا واقتصاديا وتعليميا وثقافيا تغيّر وأصبح فعّالا وحان ظرف الانقلاب على الهيمنه الذكوريه وتطوير مجلة الأحوال الشخصيه وتغيير القوانين والسلوكيات البائده التي تحقّر المرأه وتحاصرها جنسيا وأخلاقيا،لكن القوى الحداثيه لم تنتبه لهذه الفرصه الممكنه لإحداث قفزه نوعيه بالمجتمع،خاصة وأن القوى الرجعيه تستهدف بالأساس مكاسب المرأة،لكن وللأسف تُرك للقوى المحافظه المجال لفتح ثغرات سهّلت تشيئ المرأة وإعادتها لمربع الجنس والولادة تمهيدا لنسف مكاسبها وإلغاءا لدورها.
ثانيا:
القراءه الخاطئه لدى النخب التقدميه لطبيعة المجتمع الاقتصاديه والطبقيه والثقافيه من خلال إسقاط مقاربات وتنظيرات لا يكفي أنها أوروبيه وبعيدة عن الواقع التونسي،فهي كذلك ماضاويه بعضها منذ القرن التاسع عشر،قراءات فقدت بريقها وتجاوزها العصر وكمثال التصنيف الطبقي وعلاقات الانتاج التي دونها كتاب رأس المال الماركسي الذي يضع الطبقة العامله محور التغيير الثوري،هذه الطبقه أصبح دورها اليوم هامشيا أمام طبقة الأنتليجانسيا الماسكه بالتقنيات والعلوم التي تصنع الثروة وتتحكم في الاقتصاد.
كذلك حصر الصراعات في أفق السياسة والاقتصاد وعدم الانتباه لخطورة الدمار البيئي الذي أصبحت مجابهته مهمة تقدميه وأولويه.
ثالثا:
مهما بلغت القوى الليبراليه من تشبث بالحداثه والعلمانيه والحريه تظل ثقافاتها عاجزه عن تلبية حاجيات الانسان من فنون وجماليات في الشعر والأدب والمسرح والموسيقى وغيرها وهي مجالات حيويه لتطور الشعوب وتثويرها،فلا يمكن لشعب تسوده الثقافات الرجعيه أن ينجز ثورة في السياسة والاقتصاد.
هذه المجالات الابداعيه كانت على مدى التاريخ البشري حصرا على القوى التقدميه ومثقفيها وفلاسفتها المختلفون والجريئون على التغيير وابداع الجديد وإلا لماذا سميت تقدميه؟
نعتقد أن الأحزاب والقوى التي تدعي التقدميه واليساريه في تونس لا فقط أهملت سلاحها الثقافي،بل سقطت في المثالية واجترار الماضي والتذيل للعامة ومهادنة الموروث طمعا في استقطاب الجمهور وظلت أسيرة المظاهر والشعارات وعزلت عن النخب النوعية المثقفه.

يإيجاز مأساة النخب التقدميه واليساريه خاصة لم تقتصر على الهزائم الصفريه في الانتخابات وترك المساحة للقوى الرجعيه والمحافظه،بل تعداه لتشظيها واندثار أغلبها وسقوط بعضها في الحاظنه اليمينيه العميله.

الحزب الحر الدستوري الاستثناء:

قبل الحديث عن الحزب الحر الدستوري،لا يمكننا القفز عن ظاهرة السيده عبير موسي التي صادمت بتحررها وتسلحت بثقافتها لتتجاوز عقدة الأنثى الخاضعه والثانويه سياسيا ومجتمعيا لتجابه بشجاعة وذكاء وحصافة مظاهر الذكوريه المهيمنه ومثل ظهورها وتزعمها لحزب سياسي كبير صدمة إيجابيه أحدثت رجّة كرمي حجر في بركة آسنه في مجتمعات عربية محافظه اعتاشت على خضوع المرأة وسكونها.
لا نبالغ عندما نصف الحزب الدستوري الحر بالاستثناء في مشهد سياسي غرق كلّه في الديمقراطيه المغشوشه والفوضى المتَعمده وتورّطت أغلب زعاماته مباشرة أو غير مباشره في ثورة الردّه المبرمجه سلفا،بما فيهم ساسة نظام بن علي من تجمعيين ووزراء وموظفين كبار،هؤلاء الذين كان لهم دور خياني خطير مكّن الاخوان وتوابعهم من اختراق الاداره والمؤسسات وكشف أمن الدوله وشلّ مرافقه وأذرعه.
لأن السياسة لا تقبل الفراغ فقد تمكن الحزب الدستوري الحر بانضباطه التنظيمي وتمكنه من استيعاب المرحله وقدرته على التعبئه لاسقاط الاخوان ومنظومة ربيع الخراب من ملأ الفراغ الذي أحدثه خمول وكسل بقية المعارضات الوطنيه ونجح في جمع أغلبيه شعبيه وازنه حول مشروعه السياسي والتنظيمي وأثبت أنه الأكثر تشبثا بحداثه المجتمع ومدنية الدوله ورفع السقف بجعل مرحلة اسقاط المشروع الفوضوي الاخواني الى عتبة التحرر الوطني وقد أصاب عين الحقيقة لأن ما حدث في العشرية الأخيرة هو بمثابة إعادة انتشار للاستعمار وتغييرا لأدواته.
لقد مثلت ثورة التنوير التي أطلقها الحزب الدستوري الحر استثناءا وإبداعا سياسيا أتى أكله في تعبئة الشعب وفضح المؤامرات التي تحاك ضد الوطن،عكس بقية الكيانات والأحزاب المعارضه التي أضاعت البوصلة فتاهت وراء الديمقراطية المغشوشه وابتلعتها الوفاقات والآلة الاعلاميه والفضاءات الافتراضيه المتحكم فيها من الخارج،فأسهمت ربما دون أن تدري في تشتيت الجهود نحو بناء الوحدة الوطنيه ومكنت أعداء الوطن من تمويه عمالتهم وتعويم بل طمس التناقض الرئيسي مع المستعمر وأدواته ومشاريعه.

ختاما:
صحيح أن الشعب التونسي قاوم رغم عفويته وصحيح أيضا أن الحزب الدستوري في طريق مفتوح لاسقاط المشروع الصهيوأطلسي وأن الأمل في مرحلة بناء وطني ديمقراطي أصبح في المتناول رغم الثمن الباهض،لكن التساؤل يتأتى من غياب جبهة وطنيه ديمقراطيه تعدديه جراء تفرد الحزب الدستوري الحر بالمواجهه، تفرّد ربما يكون عاملا لعرقلة بناء ديمقراطيه حقيقيه متنوعة المشارب وثرية بمختلف طاقات المجتمع التونسي.



#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورات الفوضى الخلاقه والحلم التوراتي
- لماذا صدرت في حقك بطاقة تفتيش يساريه؟
- تصحيحا للتاريخ وإنصافا لليسار التونسي وبورقيبه
- تونس نحو التأسيس لجبهة وطنيه تقدميه
- قصة الثوره في المنطقه العربيه
- لا يا سيادة الأمين العام
- اليسار وعبير موسي وبورقيبه
- المنحى الفاشي في ثقافة اليسار التونسي
- حالة استرخاء زمن الكورونا
- رساله الى رموز اليسار المفلسه
- مقاومة التطبيع معركة تحرير فلسطين
- الراقصه والطبال في حضرة برلمان تونس
- اليسار قبل كورونا وبعدها
- تونس: ثوره أم مؤامره أم شيئ آخر
- المرأه والتقدم اذا أردنا
- هل قتل محمد مرسي ؟
- ملاحظات حول أزمة اليسار التونسي
- هل تخرج معركة طرابلس عن السيطره ؟
- وقعة الاخوان وقعة البرامكه
- رساله مفتوحه:ما هكذا تساس الدوله المدنيه يا سيادة الرئيس


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سالم المرزوقي - تونس ثورة أم ردة وإعادة انتشار للاستعمار؟