صراع شمال-جنوب واجهته الهجره

سالم المرزوقي

الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صراع شمال-جنوب واجهته الهجره:

سنتحدث سياسة بلا عواطف وشعارات حول التحولات في شمال افريقيا وقضية زحف المهاجرين الأفارقه نحو تونس والتي أصبحت أزمه وطنيه داخليا بحكم تورط السلطه في التحايل على الشعب لتمرير المشاريع الاستعماريه الخطيره على البلاد، وذلك مقابل فك أزمتها الاقتصاديه واختناقها وافتضاح أمرها سياسيا،وهي كذلك أزمه اقليميه ودوليه تداخل فيها تضارب مصالح دول كبرى حول افريقيا وثرواتها،ما أوجد مناخ استنفار لصدامات عسكريه للهيمنه على النظام الدولي.
كيف تموقعت وتفاعلت الدول والنظم السياسه المعنيه مباشرة بملف الهجرة والارهاب والتهريب والتي هي حلقات مترابطه تصب كلها في صراع جنوب-شمال؟

تونس:
منظومه اخوانيه ركبها مهندس الفوضى"الخلاقه" اسقاطا على شعب بلغ من النضج التحرري شوطا،فاصطدمت بصد اجتماعي-ثقافي وكادت تسقطت فانهارت سياسيا واخلاقيا ولولا ضعف المعارضات اليساريه خاصة وانتهازية بعضها وانهيار الحزب الدستوري الأقدر بحكم عراقته وحرفيته وتفككه وحله،لولا هذه العوامل السلبيه،لسقطت منظومة الاخوان منذ باشرت الاغتيالات والارهاب،حالة الفراغ السياسي والمراوحه هذه مكنت منظومة الفوضى"الخلاقه" أو الثورية كما يسميها أصحابها من المناوره بالانقلاب الداخلي لتغيير الجلد والظهور بمظهر الانقاذي عبر دكتاتورية 25 جويليه التي أمدت المشروع بأكسوجين تصحيح المسار "الثوري"،لكن هذا الأكسجين الشعاراتي الشعبوي نفذ مفعوله بسرعة وانكشف تلوثه لتظل المنظومة في حالة موت سريري.
منظومة 25 جويليه دخلت على خط أزمة السقوط بلا مشروع انقاذي وبلا فكر وبلا سياسه زادها الاعلام الكاذب وتوظيف أجهزة الدوله وتعمدت احداث الفراغات في مؤسساتها باسم مقاومة الفساد وهو في الحقيقة الفساد الأكبر عند نخر الدوله وشل قدراتها الرقابيه.
كل ماحدث في سنوات حكم 25 جويليه هو فقط لربح الوقت وانتظار رهانات كبار مهندسي مشروع الفوضى.
اليوم ضاقت بها السبل(نقصد منظومة 25 جويليه) وحضر الدائنون أصحاب الاستحقاق من "ثورة" الفوضى وطالبوا ثمن دعمهم ورعاية منظومة الحكم وغض النظر عن جرائمها،لذلك انهمرت مشاريع توطين أطلانتيس الاسرائيله وجلب المهاجرين لفك أزمة أوروبا واستيعاب نفايات افريقيا من دواعش وارهابيين ومهربين لفظتهم حركات التحرر الافريقيه الصاعده وتمرير قوانين ومشارع ظاهرها تسويق استثماري وباطنها تغلغل صهيوأطلسي(اتفاقية صندوق قطر والشراكه مع تركيا ومجلة المياه وصحراء الطاقه النظيفه...) لتكون تونس قاعدة وعمق استراتيجي لمواجهة الخصوم كروسيا والصين حول افريقيا عسكريا وأمنيا والاستيلاء على ثروات البلاد وطاقاتها اقتصاديا.
مرة أخرى اصطدمت السلطه بجدار صد شعبي ونفذ مخزونها من التحيل بوجود جحافل الافارقه داخل بيوت الناس وحقولهم وشوارعهم.
نعتقد ان سلطة 25 جويليه ومن وراءها الاخوان الكامنين استنفذت كل طاقتها من التحيل والخداع ولم يبقى أمامها إلا المواجهه الفاشيه لإرادة الشعب المدافع عن وطنه ووجوده وذلك بالاستنجاد بنفايات الارهاب الافريقي المتسلل في عباءة لجوء انساني.
هذا المخطط الشيطاني يتقاطع مع مصلحة أوروبا للحد من الهجره جنوب-شمال ومع مشروع اسرائيل الاستيطاني عبر مملكة أطلانتيس المخابراتيه لتحقيق جزء من الحلم التوراتي الأسطوري في المنطقه.

الجزائر:
الجزائر دوله مستهدفه يحكمها جيش جيناته بعدها جينات التحرر الوطني لكنها مخرومه داخليا ومخترقه اجتماعيا بالثقافه السلفيه والاخوانيه العميله لذلك نجد سلطتها تتعمد غض النظر عن الخطر الاصل الذي يستهدفها بالمناوره والوفاقات تارة وبمغازلة الأعداء تارة وتراهن على عسكره الدوله لحماية الحدود والسياده الوطنيه.
الجزائر تقاوم الهجرة على حدودها الجنوبيه وقد وصلت حد توتر العلاقات مع النيجر الحليف الثوري الصاعد لكنها تتساهل مع موجة الهجره داخليا بدفع اللاجئين المتسللين نحو تونس للتخلص من عبئ استيطانهم على أرض الجزائر.
الجزائر هنا لا هي جارة أمينه ولاعدوة متربصه بل سياستها درء الأخطار وتصديرها وهذا نقيض غير معلن لمبادئ جبهة التحرير القومي والتقدمي الذي يروج في العلن.

النيجر ومالي نماذج تحرريه لدول الساحل والصحراء:

هذه الدول التي انتفضت وحققت خطوات هامه على طريق التحرر الوطني من الهيمنه الأطلسيه،تدرك أن الاستعمار الغربي الأبيض لم يأتي وحده بعساكره بل ثمة قوى عميله انتصبت حكاما دكتاتوريين علنا وميليشات عسكريه حليفه للغرب سرا،وثقافه قبليه عرقيه ودينيه يمكن استثمارها للاختراق وفرملة أية نهضه وتحرر وهي فعاله لتتييه الشعوب عن أهدافها وطموحاتها،من هنا ولدت الفقاعات الارهابيه كالقاعده وبوكو حرام لتبرر الانتشار الأطلسي ما منح الحكام العملاء مبررا للتحالف مع الغزاة بتعلة محاربة الارهاب الذي هو صنيعتهم.
حكام افريقيا الجدد التحرريون أذكى من فتح جبهات خاطئه انتقاميه على نمط بولبوت في كمبوديا لمحاسبة الخونه والعملاء لذلك فتحوا ثغرة الهجره كرساله للغرب مفادها "بضاعتكم ردت إليكم".
الأفارقه المنتفضين على سياسة الغرب الأطلسي،لاهم شياطين ولا ملائكه بل حكام وطنيون يبحثون عن مصلحة بلدانهم بلا أثمان باهضه وصدامات عنيفه مع مستعمريهم الغربيين.

أوروبا:
الغرب الأوروبي كذلك ليس غبيا لابتلاع الطعم والترحيب باللاجئين وبعملاءه لذلك لجأ لتونس المنهاره وليبيا المفككه والجزائر المستهدفه لإغراق هذه الدول بفيضان داعشي اخواني،لذلك تعمٌد الغرب غض النظر عن تحول ثورة الياسمين الديمقراطيه (التي هلل لها) لدكاتورية اخوانيه والدعس على سيادة الشعب التونسي على أرضه ووطنه.
مخطط توطين اللاجئين الأوروبي تقاطع وأصبح فرصة متاحة لاسرائيل التي تعثر مشروعها الاستيطاني الخبيث عبر مملكة اطلانتيس في تونس ضمن التمدد لمشهد وكذبة شعب لله المختار التوراتي الأسطوري .

أمريكا:
أكيد لاحظ كل متابع للعلاقات الأمريكيه الافريقية الحذر بالسير على الحافة في بداية الانقلاب في النيجر وطرد الفرنسيين،فلم تعادي امريكا الانقلابيين وتجاري سياسة تصعيد الاوروبيين وكذلك لم تمنح صكا على بياض للثوار ونظرت بعين الريبة لتموقع الروس والصينيين في افريقيا.
هذا الحذر الأمريكي(الى حين) يعود للإرباك الانتخابي الداخلي واستقطابه وإلا كان الكاوبوي كشر عن أنيابه وفرض منطقه الاستعماري الأشرس من الأوروبي ولا ندري ما سيطفو الى العلن بعد الانتخابات الرئاسيه.

ختاما:
تونس تعاقب الحضارات لا تخشي الأفارقه فهي منفتحه وافريقية لكنها لا تخضع للغزو مهما كان لونه، وقد أثبت الشعب التونسي قدرته على المواجهه واجهاض المؤامرات رغم عفويته وبؤس بعض نخبه وتآمر بعضهم.
الجزائر مستهدفه ولن تجديها سياسة التوافق مع الاخوان لدرء خطرهم،أما الجاره ليبيا فستكون أولى ضحايا التقسيم والتفكك.
هكذا نستقرأ مستقبل المنطقه بمنطق التحليل لكن للسياسة قاموسها الخاص ربما تغيب أسراره عن المتابع العادي.
في كل الأحوال العدو واحد لكل الانسانيه والمواجهه حاضره بين القديم،حضارة الغزو والاستعمار الامبريالي والعنصريه والجديد المبشر بالميلاد لحضارة وثقافة الذين يتوقون لعالم مسالم، متعدد انساني أكثر عدلا وتقدميه

#سالم_المرزوقي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل