أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!














المزيد.....

و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 1796 - 2007 / 1 / 15 - 07:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصْغَتْ فاتِنَةٌ من حاراتِ النَجَفِ المأهولةِ بالشِعْرِ..
لصَوتٍ من فَجرِ التاريخ الأولِ..
أن تَحمِلَ حَجَراً ..
........زاويةً في يَدِها..
لصُروحِ "جنائنَ بابل"..
والأخرى تَنشِرُ عِطراً في أروقةِ الحَرفِ القائِمِ دونَ نُقاطٍ في سورةِ إقرأْ..
هَتَفَتْ أقوامٌ مِنْ خَلفِ الصحراءِ المَسكونةِ بالأحناشِ الصَدَفيَّةِ:
هذي امرأةٌ مِن رَفضٍ..
يَسكُنُها الجِنُّ الأحمَرُ..
تَزرَعُ شَرَراً في أدمِغَةِ السُلطَةِ التِبنِيَّةِ..
فـ " قَضَتْ مَحكمةُ الأورامِ الفَحميةِ..
أن تُلْقى قَسراً ..
في جُبِّ الحَيرَةِ..
*******************
سارَتْ قافلةٌ تَنزفُ وَجَعاً في دربِ المَوكِبِ..
من بَوابةِ عشتارَ لبيوتِ "الكرادةِ"(2)..
تَحملُ أحلاماً ودموعاً غَضَّةً..
بقايا كلماتٍ فاحمةٍ دونَ شِفاهٍ..
يَطويها نَعشٌ من خوصِ النَخْلِ المَفجوعِ بـ"سبعِ قصور"(3)..
وقَفَتْ راعشةً عند جدارِ العَرشِ الغارِقِ بالحمى ..
قُدِّسَ سِرُّ المرأةِ ثاقبةٌ في أزمنةٍ صَمّاء..
نَشَبَتْ نارٌ خلفَ الأبوابِ المَكفوفةِ..
لا أحَدَ يَعرِفُ من أشْعَلَها..
إلاّ السُلطَةَ..
****************
شَبَّتْ "بِنتُ شرارةَ" كالعنقاءِ قُبَيلَ أُفولِ الأصنامِ العَبَثيةِ ..
كانت أوثانُ القِشِّ اليابسِ تَعوي ..
تَخْشى جَذوَتَها..
تَعرفُ إنَّ "حياةً" خَصماً أزلياً ليبابِ الأزمنةِ الرَسميةِ..
"شرارةُ" وهجٌ في أقبيةِ القَمعِ المُكتَظَّةِ بالرَفضِ..
.................
من يَجرؤ أن يَخمِدَ في هذا الليلِ "شرارةَ"؟!
إلاّ أوحالُ السُلطةِ..
************
"حياةٌ" كانَت فَيضَ حياةٍ فينا..
تَغِمُرُنا..
مِنذُ الاستفهامِ الأولِ في أقبيةِ الزُهدِ ..
لرسيسِ النارِ المأجوجَةِ في شرفاتِ الجَسدِ الآفلِ بالغُربَةِ..
"حياةٌ" طَرَقَتْ كُلَّ الحيطانِ المأسورةِ..
تُنَقِّبُ عن نفقٍ يُنْجيها مِنْ نَهَمِ الإحباطِ..
.....................أزيزِ النارِ..
إلى أحزانِ الغُربَةِ..
"حياةٌ" صاغَتْ حُلُماً مِنْ بَعضِ فُتاتِ الغَسَقِ الآيلِ للأبديةِ..
.....نَسَجَتْ أجنحةً من ضوضاءِ التأريخِ المُزْدانِ بألوانِ الخَيبَةِ..
.....حَرَثَتْ جُلَّ دروبِ الإستفهامِ الشائكِ..
.....نَبذَتْ تيجانَ الإغواءِ البائِرِ..
.....تَرَعَتْ كأسَ الضَيْمِ إلى آخرِ قَطرة..
لتكونَ بعيداً عن آثامِ السُلطَةِ..
************
لكِنْ..
تَتَعقَبُها الأحقادُ المَضمورةُ في ذرّاتِ الزَمَنِ الفاسِقِ..
مُنذُ ولادتِها...
جانَبَتْ الباطِلَ مُلتَهِباً في كُلِّ مَحطاتِ العُمرِ..
تَعِبَتُ..
ألقَتْ آلامَ الرِحلةِ في نَبْضِ حروفٍ لَنْ تُنْسى..
شُدَّتْ خَلفَ ضُلوعِ المرأةِ أقوامُ كُفوفٍ قاحِلَةٍ تَدفَعُ نَحو التَنّورِ المُتأجِجِ..
فَتَهاوَتْ في لُجِّ النارِ..
"زينبَ"ضَمَّتها عِندَ يمينِ القَلبِ النازفِ خَوفَ شَواظٍ يُؤْذيها..
و"مَها" غَرَستها تَحتَ الأضلاعِ بِصَمتٍ ..
............................. كي تَتَماهى فيها..
"حَياةٌ" وِلِدَتْ من بينِ غُبارِ الطَلْعِ ..
وحَطّتْ فَوقَ كتابِ البَردي..
وَضَعَتْ حَبّاتِ العَنْبَرِ في النَصِّ الطينيِّ..
ألْقَتْ وَلَهاً تَحْتَ جُذورِ الأرزِ اليانعِ..
أسْرَتْ دونَ وَداعٍ لفيافي الغَيبِ الأبديِّ ..
فَلا تَنسوها!


(1) "اذا الايام اغسقت"عنوان رواية لشهيدة الفكر الحر الدكتورة حياة شرارة.
(2) الكرادة (3) سبع قصور: منطقتين في بغداد أقامت فيهما أسرة الشهيدة حياة شرارة ، هذه الاسرة التي أسهمت في اضاءة ثقافة الحرية في العراق، على مدى عقود من الزمن وماتزال.



#محمود_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لوحةٌ على جُدرانِ غُرفَةِ التَعذيبِ!
- طِفلٌ قُرويٌّ يقرأُ ألواحَ الطينِ
- لا يَصلِحُ لبلادِ النَهرينِ إلاّ السُلطانُ الجائِرُ؟!
- -عمالُ المَسْطَرِ- (1) بضيافةِ -عُقْبَة - (2)
- عبد الرحمنٌ ..كوَةُ ضَوءٍ في الظُلمةِ!
- -شهدي-(1)واحدٌ مِنّا!
- أميرةُ -الحَضَرِ- تبحثُ عن بَطنِ الحوتِ!
- ليلةُ الغدر ب -محجوب-
- الوحوش يغتالون الإبداع
- نَخلةٌ طَريدةٌ على الخليجِ!
- الحوار المتمدن و-الجريدة-!
- -هَلْ نَشهدُ إطفاءَ الظُلْمَةِ..وَشيوعَ رَغيدَ العَيشِ؟!-
- -نصبُ الحريةِ- يُسْتَعبَدُ بالخوفِ!
- -سومرُ- تَصْطَّفُ إلى طابورِ الأيتامِ!
- لوحةٌ عاريةٌ في مجلسِ المساءِ!
- مَنْ مِنّا لَمْ يَدفِنَ قَتلاهُ بحَقلِ الحِنْطَةِ؟!
- المَقابرُ تَشْفِقُ علينا؟!
- تَشهَدُ الشوارعُ في يومِ الحَشْرِ!
- نساءٌ عراقياتٌ..وبُرْكَة الدَمِ..!
- تباً لَكُمْ ..أوْرَثتُمْ دجلةَ كُتباً ورؤوساً مقطوعة!..


المزيد.....




- غزة: عشرون قتيلا وعشرات الجرحى إثر انقلاب شاحنة على مئات من ...
- الحرب في غزة: ما حقيقة الخلافات بين الحكومة والجيش في إسرائي ...
- ما حظوظ أن تثمر زيارة ويتكوف إلى روسيا وقفا للحرب في أوكراني ...
- أفريكا ريبورت: صورة كينيا كوسيط محايد تتصدع وسط اتهامات بإيو ...
- أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية ...
- لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟ ...
- كيف علق المغردون على الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة؟
- يوم وطني لدعم غزة.. مبادرة جزائرية للتحفيز على التبرعات الشع ...
- أصوات من غزة.. أطفال مرضى السكري معاناة وسط الانهيار الصحي
- ويتكوف يصل إلى موسكو في -الرحلة المرتقبة-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - و-إذا الايامُ أغسَقَتْ-(1) فَلا تَنسوا -حياة شرارة-!