عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 12:22
المحور:
الصحافة والاعلام
السؤال يخص الإعلام العربي، الرسمي بشكل خاص. ويتكئ في مشروعيته بالطرح على دليل فاقع، نستله من وسيلة الإعلام العربية الأكثر تأثيرًا في أيامنا هذه، ونعني فضائية "الجزيرة"، ومما نقرأ ونتابع من وسائل اعلام عربية، بما فيها الأردنية.
سبب السؤال، الإصرار بحماقة لافتة على استخدام اسطوانة "المخطوفين أو الرهائن لدى المقاومة في غزة". هكذا يردد الإعلام العربي الغبي، بسذاجة وببغائية ما يقوله الإعلام الصهيوني تماما.
هؤلاء أسرى وليسوا مختطفين...أسرى وليسوا مختطفين...أسرى وليسوا مختطفين. لماذا؟!
نُجيب، على أمل أن بين الإعلاميين خاصتنا من لا يزال قابضًا على جمر القراءة، في زمن التفاهة والتتفيه. اختطاف مجموعة من الناس قَلَّ عدد أفرادها أو كثُر، مثله مثل أخذ أناس ما رهائن، لتحقيق أهداف قد تكون سياسية. وقد يكون الابتزاز المالي، هو الهدف مثلًا. هنا، نحن أمام أفاعيل عصابات، أو مجموعات بشرية خارجة على القانون. هذا بالضبط ما يتغَيَّا تحقيقه الإعلام الصهيوني، وزرعه في الأذهان، والإعلام العربي يردد كالببغاوات ما يقول. مقصود الاعلام الصهيوني، أن الذين "اختطفوا اسرائيليين" يوم السابع من أكتوبر 2023 ، هم عصابات خارجة على القانون، وليسوا حركة تحرر وطني تكافح لا سترداد حقوق شعبها المشروعة من عدو غاصب.
في المقلب الآخر الموازي، الأسرى يؤخذون في المعارك والمواجهات مع العدو. أليس هذا ما حصل بالفعل يوم الطوفان التاريخي؟! لقد باغت رجال المقاومة العدو في معسكراته ومستعمراته، واشتبكوا معه مصامدة وجهًا لوجه، وأسروا من أسروا من ضباطه وجنوده. ليس هناك مدنيون في الكيان، فكل مستعمر صهيوني حتى لو بلغ عمره تسعين سنة، هو مغتصب أرضًا ليست له. وهل يعلم الإعلاميون العرب أن كل شاب في التجمع الاستعماري الصهيوني في فلسطين مفروض عليه خدمة عسكرية لمدة لا تقل عن سنتين، ويعود بعد ذلك إلى ميدان عمله، لكنه يبقى عسكري احتياط قد يُستدعى في أية لحظة للإلتحاق بوحدته؟!
إذن، أولئك الذين تحتفظ بهم المقاومة في غزة أسرى حرب، وليسوا مختطفين...أسرى وليسوا مختطفين...أسرى وليسوا مختطفين.
باجتهاد كاتب هذه السطور، الإعلام هو فن استخدام الكلمة. وعندما يشوب الإخفاق هذا الاستخدام، وتخالطه العشوائية والببغائية لجهة ترديد ما يقوله اعلام العدو، نكون أمام اعلام غبي يضر ولا ينفع، كي لا نقول شيئًا آخر.
#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟