أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الآخرة من حضارة الرافدين إلى الأديان السامية!














المزيد.....

الآخرة من حضارة الرافدين إلى الأديان السامية!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 13:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُلفت نظر الباحث الممحص المشابه فاقعة الوضوح بين معتقد أهل بلاد الرافدين القدماء، بخصوص مآل الروح بعد الموت، ونظيره التوراتي في الشأن ذاته.
ففي هذا الأخير، تهبط الأرواح بعد الموت إلى دار سفلى، اسمها "الهاوية" أو "شيؤول". وهو ما يذكرنا ب"العالم السفلي" عند السومريين والبابليين، وإلهته المخيفة المرعبة أريشكيجال. وهي بالمناسبة شقيقة "إنانا"، إلهة الحب والجمال والخصب السومرية.
في التوراة، تقع الدار السفلى تحت الأرض(إن مات هؤلاء كموت كل إنسان وأصابتهم مصيبة كل انسان فليس الرب قد أرسلني. ولكن إن ابتدع الرب بدعة وفَتحَت الأرض فاها وابتلعتهم وكل ما لهم فهبطوا إلى الهاوية تعلمون أن هؤلاء القوم قد ازدروا بالرب)(سفر العدد16: 29-30).
أما أبواب الدار السفلى هذه، فتستحضر بوابات العالم السفلي الرافديني القديم السبع. وهي دار ظلمة حسب النصوص التوراتية، لكن أرواح الموتى كلهم من دون تمييز أو استثناء تهبط اليها وتستقر فيها. هناك، في هذه الدار تستقر الأرواح، ويفتقد الموتى صلاتهم بإله الأحياء، فلا بعث ولا نشور ولا حساب:(يضطجعون معًا لا يقومون. قد خمدوا كفتيلة انطفأت)(أشعيا 43 – 17)، و(عند حرارتِهم أُعِدُّ لهم شرابًا وأُسكِرهم لكي يفرحوا ويناموا نومًا أبديًّا ولا يستيقظوا يقول الرب)(أرميا 51-39).
لكن في عهد قورش الأول، تأثر كَتَبَة التوراة بالفكر الديني الفارسي، وكانوا آنذاك في المنفى. وقد انعكس الاحتكاك بالحضارة الفارسية في أسفار التوراة، بنصوص ضبابية غامضة عن الحساب والثواب والعقاب ومآل الروح بعد الممات.
كما انعكس ذلك على المسيحية، في مراحلها الأولى، قبل استقلالها عن اليهودية(ليتها ظلت مستقلة). فالمعتقد المسيحي في بدايات تشكُّله بلا موقف محدد في مسألة خلاص الروح الفردية. في انجيل نيكوديس المنحول نجد هذا الموقف الغامض، "فالسيد المسيح بعد أن يسلم الروح على الصليب، يهبط إلى العالم الأسفل ويحرر الأنبياء والقديسين فيرفعهم معه إلى السماء. أما بقية سكان الهاوية فلا يُعرف عن مصايرهم شيءٌ"(فراس السواح: دين الإنسان، ص 324).
على سبيل المقارنة، نشير في إلماعة مختصرة إلى موقف أديان الهند والشرق الأقصى فيما نحن بصدده، وأهمها البوذية. تنفي هذه الديانة وجود الروح الفردية، مثلما تنفي حلول أرواح الموتى في الأحياء عبر تناسخات متتالية. الفرد بنظرها حالة عابرة لا تتكرر في تقمصات الكارما، التي تؤول إلى الإنطفاء في النيرفانا.
*الكارما: مصطلح في الديانتين البوذية والهندوسية، يعني القوة التي تنتج من تصرفات الشخص، خيرًا كانت أو شرًّا، وتؤثر مستقبلًا في حياته.
*النيرفانا: حالة وجود نظرية مركبة، حيث يهرب الإنسان من معاناته في العالم ويدرك وحدته مع الكون.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المانوية والديانات الشمولية
- الشرعية الدينية للحكم...هل هي من الإسلام؟!
- نكشة مخ (21)
- نكشة مخ (20)
- الاغتيالات لن تعصم الكيان اللقيط من مصيره المحتوم !
- تأثير طوفان الأقصى على الكيان الصهيوني *
- نكشة مخ (19)
- خطاب كريه أمام ديناصورات برؤوس عصافير !
- قراءة أحادية لانسحاب بايدن من السباق الرئاسي!
- الكيان الشاذ اللقيط
- نكشة مخ (18)
- عاشوراء
- لهذا ينحاز رؤساء أميركا للكيان اللقيط !
- خطوة مستهجنة !
- نكشة مخ (17)
- عالم متوحش!
- الإنشطار السني الشيعي...جذوره وأسباب استمراره !
- أسطورة الطوفان...سومرية الأصل والنشأة
- مفارقات !
- أجرأ مؤلفات مؤسس علم التحليل النفسي


المزيد.....




- الداخلية السورية: خلية جاءت من مخيم الهول وفجرت الكنيسة بدمش ...
- -سرايا أنصار السنّة- تتبنى الهجوم على الكنيسة في دمشق
- خبراء: فلسطين قضية محورية في تجديد الأمة الإسلامية
- مفتي القاعدة السابق يروي تفاصيل خلاف بن لادن والملا عمر
- تفجير الكنيسة يُفجع عائلة سورية.. ومناشدة للشرع
- “ماما جابت بيبي” استقبل دلوقتي تردد قناة طيور الجنة 2025 Toy ...
- أضبطها الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات ...
- لليوم الـ12: الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى وكنيسة القيا ...
- “سلي طفلك الأن” تردد قناة طيور الجنة الجديد عبر النايل سات و ...
- الأزهر: من مسجد الفاطميين إلى جامعة إسلامية عريقة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - الآخرة من حضارة الرافدين إلى الأديان السامية!