أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !














المزيد.....

العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8003 - 2024 / 6 / 9 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سارع مخرفن البيت الأبيض، رئيس أميركا "راعية السلام" في منطقتنا ورافعة شعار حقوق الإنسان، إلى الترحيب ب"تحرير" أربعة أسرى في غزة. ولم يكن مضيفه الفرنسي ماكرون أقل منه تزلفًا للكيان الشاذ اللقيط، إذ ذهب به الابتهاج إلى تهنئة جيش العدوان الصهيوني مباشرة. لكن أيًّا منهما لم يأتِ على ذِكر مجزرة قارفتها اسرائيل ضحيتها 618 إنسانًا بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. من جهتنا، لا نستغرب مواقف كهذه تمتح من ثقافتين مثقلتين بحمولة كريهة من العنصرية والاستعلاء، ومسكونة بعقدة تفوق الرجل الأبيض. ولا نرى أننا في حاجة إلى إقامة الأدلة على ذلك، كونه أفقع من أن يحتاج إلى أن يُقام عليه الدليل. في الجزائر وحدها، قتلت فرنسا مليون ونصف المليون جزائري. أما أميركا، فمن المحقق أنها كما الكيان الشاذ اللقيط الذي ترعاه وتسلحه وتحميه من المساءلة، يتطابقان تمامًا في ماضٍ وحاضرٍ حافلين بالعدوان والإجرام. نشأت أميركا على جماجم ملايين الهنود الحمر، أهل البلاد الأصليين. وخلال سنوات عدوانها على شعب فيتنام المسالم، قارفت جرائم ضحاياها بالملايين أيضًا، فضلًا عن أنها الدولة الوحيدة في العالم حتى اليوم التي استخدمت السلاح النووي، وصولًا إلى مشاركتها المباشرة في جرائم الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
ولعل من أقبح تجليات عنصرية البيت الأبيض والإليزيه والحكومات الغربية الضاربة في دربيهما، التركيز على بضع عشرات من الأسرى الصهاينة، والتعامي عن 14 ألف مخطوف فلسطيني توفي 52 منهم في سجون العدو. في هذا التعامي قصد، لا تفسير له غير الانحياز الأعمى للباطل الصهيوني وإعطائه المزيد من الضوء الأخضر لمواصلة حرب الإبادة الجماعية في غزة. ولو أن لدى واشنطن ولندن وباريس والعديد من العواصم الغربية حدودًا دنيا من المروءة وشيئًا من الشرف، للفت انتباههم أن أسرى العدو الأربعة بدوا كما لو أنهم في نزهة سياحية عكس الهمجية والبربرية القروسطية في التعامل مع المخطوفين الفلسطينيين في معتقلات الكيان الشاذ.
وماذا عن العملية محط اعجاب مخرفن البيت الأبيض ورئيس فرنسا، ومدعاة تهنئة العدو الصهيوني بانجازها؟! وهل تستحق هذا النفخ كله في كيرها من قِبَل مجرم الحرب النتن بن نون والحكومة الفاشية التي يترأسها؟!
الذي نراه هو العكس تمامًا، فإن ما يحتفون به دليل تفاهتهم وهشاشة جيش بات منهكًا يغرق في رمال غزة. فقد جاءت هذه العملية، بعد ثمانية أشهر ودعم أميركي أنجلوساكسوني غرب أطلسي مفتوح لحرب همجية أقرب ما تكون إلى جرائم الإبادة الجماعية. ثمانية أشهر أخفق خلالها جيش النازية الصهيونية في تحقيق أيٍّ من أهدافه المعلنة، وهي معلومة، على صخرة الصمود الأسطوري البطولي للشعب العربي الفلسطيني في غزة ومقاومته البطلة. تكبد العدو خسائر فادحة، ولحقت به هزيمة استراتيجية بشهادة بعض داعميه، بل وباعتراف عسكرييه أنفسهم.
على المستوى الاقتصادي، ما نسمعه على الشاشات وتأتينا به الأخبار على ألسنة مختصين أكثر مما يتوقع كثيرون. السياحة مشلولة، والاستثمارات تهجر الكيان اللقيط. مئات المصانع والمعامل والشركات توقفت عن العمل، وبعضها أفلس. مستوى استهلاك التجمع الاستعماري الصهيوني في فلسطين المحتلة انخفض بنسبة 28% على الأقل.
على المستوى العسكري، وهو أكثر ما يؤلم العدو ويوجعه، آلاف الضباط والجنود أصبحوا خارج الخدمة، إما لأنهم في عِداد القتلي أو أصيبوا بإعاقات دائمة أو تعرضوا لصدمات نفسية لا أمل بالشفاء منها.
وليس يفوتنا التذكير بمغادرة، والصحيح هروب، أكثر من مليون مستعمر لفلسطين المحتلة منذ السابع من أكتوبر، ناهيك بتزايد الطلب على الهجرة داخل الكيان.
على صعيد الرأي العام الدولي، اسرائيل كيان منبوذ، قادتها مجرمو حرب مُلاحقون بتهم الإبادة الجماعية، والشعوب انقلبت على الرواية الصهيونية وقد ثبت زيفها.
وماذا عن دور أميركا في العملية الخاصة بالأسرى الأربعة، وهل له من معنى آخر غير أن "راعي السلام" يشارك مباشرة بقتل الأطفال والنساء والعزل الأبرياء في غزة على مدار ثمانية أشهر خلت؟! ألا تعني هذه المشاركة أن الكيان الشاذ اللقيط بات عاجزًا عن حماية نفسها، ومواجهة قوى المقاومة؟!
الكيان يتخبط في أزماته، ولم يخرج بعد من صدمة السابع من أكتوبر 2023. ويبدو منقسمًا على ذاته، لا يعرف كيف يخرج من مأزق زجت به في أتونه طبيعته العدوانية الإجرامية وعنصرية زارعيه في فلسطين ومتعهديه بالدعم المفتوح والحماية.
للأسى والأسف أن الكيان اللقيط وداعميه ليس بمقدورهم مقارفة هذه الجرائم، لولا اطمئنانهم إلى أن ردود الدول العربية والاسلامية لن تتجاوز الشجب والإدانات اللفظية !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكشة مخ (14)
- هكذا تقدموا
- مشروع مارشال لإعمار غزة...معقول؟!!!
- أين الخلل؟!
- أميركا إلى أين؟!
- لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!
- لماذا لا يُدرَّس هذا الموروث؟!
- لماذا يفوز الاسلاميون في الانتخابات؟
- خطر يتهدد الأردن
- نمط تفكير عفا عليه الزمن !
- الأمم كلها تتقدم إلا نحن !
- نكشة مخ (13)
- لِمَ الجيوش بهذه الامتيازات والحجوم إذن ؟!
- في ذكرى النكبة
- نكشة مخ (12)
- مأزق الكيان اللقيط
- يوم النصر على الفاشية
- السلام المستحيل !
- نقطة سوداء في بحرٍ هادر واعد
- في يوم حرية الصحافة


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - العنصرية والنزوع العدواني في أبشع تجلياتهما !