أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - نمط تفكير عفا عليه الزمن !














المزيد.....

نمط تفكير عفا عليه الزمن !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7986 - 2024 / 5 / 23 - 12:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول سيد قطب، في كتابه "معالم في الطريق"، "ليس عبداً لله وحده من يتلقى الشرائع من أحد سوى الله". لكن الله عز وجل، لا يحكم مباشرة، ولم يختر أحداً من البشر يبلغه شرائعه ويكلفه ببثها في الناس. ما المقصود إذن؟!
هذا الكلام يحيلنا إلى الحاكمية، التي قبسها قطب من أبي الأعلى المودودي.
وهذه بدورها، أي الحاكمية، تحيلنا إلى أول حزب سياسي في الإسلام، ونعني الخوارج، الذين خرجوا على علي بن أبي طالب، خلال معركة صفين، رافضين التحكيم مع معاوية محتجين بالتساؤل الإستنكاري:"كيف تُحكِّمون البشر بكلام الله".
فرد عليهم علي ببلاغته المعهودة: "كلام حق يُراد به باطل، القرآن لا ينطق وإنما يتكلم به الرجال".
نعم، النص الديني لا ينطق بذاته، وإنما ينطق به الرجال، أي يقرأونه ويفسرونه.
والرجال أبناء مراحل متتابعة، والحياة لا تني تتحرك وتأتي بالجديد المستجد.
كما أن الرجال متفاوتون في القدرات المعرفية والذهنية، في كل زمان ومكان، ناهيك بمصالحهم المتضاربة. ولا ننسى، أن النصوص الدينية بطبيعي أمرها، حمَّالة أوجه، تحتمل المعنى ونقيضه في آن واحد. وبالتالي، لا يمكن أن يتفق البشر ويتوافقوا على تفسير واحد موحد للنص الديني. هذه حقيقة لا مِرية فيها ولا خلاف بشأنها. وما أكثر الأدلة الدَّالة في هذا السياق. ولعل أقطعها، تعدد المذاهب والملل والنِّحل والجماعات بين أتباع الأديان،
كلها من دون استثناء. هل المسلمون متفقون حول تفسير القرآن؟ قطعاً لا، ولن يتفقوا للأسباب المومأ إليها توَّاً.
إذن، المقصود بالحاكمية، منذ الخوارج وحتى المودودي وسيد قطب، احتكار تفسير النص الديني من قِبَل جماعة بعينها، بكل ما يترتب على ذلك من الإقرار بما يشبه "الحق الإلهي" لهذه الجماعة بأن تحكم البشر بتفويض سماوي. هذا بالضبط ما قصده سيد قطب في قولته، المبدوءة سطورنا بها. هنا، نحن أمام نمط تفكير كارثي مأساوي، كلَّف البشرية، ونحن من ضمنها، ملايين الضحايا عبر القرون. لا تحتفظ أسفار التاريخ بأي حكم بإسم الدين، إلا وكانت تبعاته الحروب والفتن وسفك الدم، منذ الحروب الدينية في أوروبا في القرون الوسيطة وحتى يوم الناس هذا. الحروب الدينية، عادة ما تكون شرسة جداً، تُسفك خلالها دماء كثيرة، لأن كلًّا من أطرافها يتوهم انه الأقرب إلى السماء والناطق الحصري باسمها.
مقصود القول، هذا النمط من التفكير عفا عليه الزمن ولم يعد يصلح للقرن الحادي والعشرين.
الحل: العقل هو المصدر الوحيد للتشريع. من هنا بالذات، يبدأ النهوض وينطلق قطار التقدم.
هكذا يعلمنا التاريخ، ويؤكد كل يوم لكل ذي بصر وبصيرة.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمم كلها تتقدم إلا نحن !
- نكشة مخ (13)
- لِمَ الجيوش بهذه الامتيازات والحجوم إذن ؟!
- في ذكرى النكبة
- نكشة مخ (12)
- مأزق الكيان اللقيط
- يوم النصر على الفاشية
- السلام المستحيل !
- نقطة سوداء في بحرٍ هادر واعد
- في يوم حرية الصحافة
- المعتزلة...مدرسة العقل الأولى في تاريخنا
- هل ما يزال تعبير الطبقة العاملة صالحاً للتداول؟
- هل المجتمع الأردني بدوي؟!
- نكشة مخ (11)
- بلطجي وبلطجة وبلطجية !!!
- حركات سياسية واجتماعية مُعارِضة في تاريخنا
- نكشة مخ (10)
- مذكرات هنري كيسينجر.
- مختصر القول
- كَشَّافُ الحرب !


المزيد.....




- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...
- متاحة الآن مجانًا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد على نا ...
- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...
- أحكام بالسجن على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في ...
- الفاتيكان: لن يتم اتباع الأصل الجغرافي للبابا الجديد
- أحلى قنوات الأطفال .. أحدث تردد قناة طيور الجنة بيبي على جمي ...
- استقبلها بجودة ممتازة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - نمط تفكير عفا عليه الزمن !