أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - نكشة مخ (12)














المزيد.....

نكشة مخ (12)


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7976 - 2024 / 5 / 13 - 12:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1)
العقل، أُس كل شيء في حياة الانسان، واليه ترجع أسباب التقدم أو التخلف. عقل التقدم يفكر، أي أنه يستخدم مَلَكَة التفكير، لذا من طبيعي أمره أن يكون ناقدا رافضا للمُسَلَّمَات والأفكار المعلبة. انه باختصار عقل ناقد، يؤمن بالحرية والعلمنة.
أما العقل المُغَيّب، فقد "فرمل" مَلَكَة التفكير لديه، ونزع من نفسه خاصية النقد. وعليه، فانه عقل لا يعيش الحياة بل الحياة تعيشه. ومن أخص خصائصه، أنه منقاد للخرافات والأساطير المتوارثة من دون تفكير.
ولهذا الانقياد الأعمى صور، تتجلى في سلوك ذوي العقل المغيب وتصرفاتهم. وهي كثيرة على كل حال، نبدأها بالمثل المتداول في فضاءاتنا بكثرة حتى اليوم :" احنا دافنينه سوا". نجزم أن كثيرين يرددونه دون علمهم بأن وراءه قصة، تقع في صميم ما نحن بصدده، واليكموها.
التبرك بقبور يعتقد أن اماما أو سيدا أو شيخا يرقد فيها، عادة معروفة في مجتمعاتنا ، وبخاصة في مصر والعراق، حتى وقت قريب. ونظن أنها ما تزال على قيد الفعل حتى يوم الناس هذا. يأتي الناس الى هذه القبور، تقودهم روحانية مجهولة من عالم الغيب نحو القبر، يتبركون به ليشفي مرضا مستعصيا أو يطرد جنيا تلبس أحدهم أو احداهن، كما يعتقدون....وعادة ما كانوا يجلبون معهم الهدايا للدفين من نقود وعينيات وخراف وشياه، وكلها تذهب الى سادن القبر.
عرف المحتالون ذلك بالطبع. من هنا تبدأ قصة المثل المومأ اليه فوق، وملخصها، أن شابين عاطلين عن العمل، جهدا في البحث عن عمل فلم يوفقا. فوجدا حمارا نافقا، فدفناه في حفرة ووضعا على قبره صخرة، وأشاعا أنه قبر لولي زاهد مقدس. بدأ الكلام ينتشر عن "القبر المقدس"، أما الشابان، فقد وزعا العمل بينهما. فصار أحدهما سادنا للقبر، والثاني واعظا واماما يصلي بالناس في المزار. انطلت الحيلة على البائسين المغفلين، وراحت الأموال والهدايا العينية تنهال على "السادن" و "الامام الواعظ". وبعد حين تبين للامام الواعظ أن صديقه السادن يسرق قسما من الأموال والهدايا. تخاصما، فضرب السادن بيده على القبر وصاح: "وحق صاحب هذا القبر انني لم أسرق". فما كان من الامام الواعظ الا أن رد من فوره قائلا: "وَلَك مو احنا الاثنين دافنينه سوا".
(2)
يروي عالم الاجتماع العراقي، الدكتور علي الوردي رحمه الله، في كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) أن فلاحا من قرية القريشات قرب النجف، رأى في الحلم كأن وليا اسمه "السيد محمد" مدفون بجوار بيته. وما هي الا شهور على شيوع رؤيا الرجل في الحلم حتى أقبل الناس على القبر يتبركون به. وبالطبع أثرى الفلاج جراء ذلك، مما دعا غيره أن يحلم بقبر ولي آخر اسمه "السيد ابراهيم" هذه المرة، ثم ظهر قبر ثالث ورابع وخامس......
ما ذكرنا ليس إلا نزر يسير من صور تجليات العقل المغيب !



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق الكيان اللقيط
- يوم النصر على الفاشية
- السلام المستحيل !
- نقطة سوداء في بحرٍ هادر واعد
- في يوم حرية الصحافة
- المعتزلة...مدرسة العقل الأولى في تاريخنا
- هل ما يزال تعبير الطبقة العاملة صالحاً للتداول؟
- هل المجتمع الأردني بدوي؟!
- نكشة مخ (11)
- بلطجي وبلطجة وبلطجية !!!
- حركات سياسية واجتماعية مُعارِضة في تاريخنا
- نكشة مخ (10)
- مذكرات هنري كيسينجر.
- مختصر القول
- كَشَّافُ الحرب !
- -كلوب باشا- والشماغ الأردني والحطَّة الفلسطينية!
- وهم الهيكل المزعوم !
- كلام في الاعلام خارج النص
- البقرة الحمراء !
- قبل أن تبعدنا الأيام عن الأول من نيسان !


المزيد.....




- -فخ إسرائيلي- للإيقاع بدروز سوريا... وكراهية الإسلام أضحت -ع ...
- القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأق ...
- الأردن: أحكام بالسجن 20 عاما ضد متهمين في قضية مرتبطة بالإخو ...
- عاجل.. أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماي ...
- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...
- متاحة الآن مجانًا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد على نا ...
- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله عطوي الطوالبة - نكشة مخ (12)