أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!













المزيد.....

لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 7994 - 2024 / 5 / 31 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحرمون فعل مضارع مرفوع بثبوت النون، لأنه من الأفعال الخمسة، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هم". لكن المقصودين بهذا الضمير المستتر ظاهرون في غزة بخاصة وفي فلسطين بعامة، حيث يتابع العالم كله فظائع وارتكابات يقارفونها، منذ ثمانية أشهر، يندى لها جبين الحيوان وليس الانسان فحسب.
في موروث هؤلاء "لا يجوز طبخ الجدي أو الخروف بحليب أمه"، وعلى هذا الأساس قام تحريمهم أكل المنسف الأردني. هنا، بات لزامًا علينا وقفة مع المنسف، لتعريف القارئ غير الأردني به. أكلة أردنية شهيرة ولذيذة، مكوناتها اللحم المطبوخ جيدًا باللبن، والأرز، وخبز الشراك. وليس يفوتنا إضافة اكسسوارات فتح الشهية وإضفاء مسحة جمالية جاذبة للرائين المنتظرين بلهفة قدوم المنسف والدعوة لتناوله، ونعني اللوز المحمص والصنوبر.
عند الأردنيين، المنسف سيد الزاد. وهو صلح المتخاصمين، وتقدير للضيوف وللعزيزين، عند رؤيته تستعيذ من الرجيم مِعَدُ الرائين.
للأردنيين أقوال كثيرة في المنسف، نتخير منها:
الجميد كركي واللحم بلدي والسمن عالشراك نازف
عليه تحلى اللحمة ولمة المنسف عِز لو كنت نازف
شَرِّب رزك وزوِّد لحمك وما تكون مْعَزِّب* هايف
وأهل الكرم أصل الحكاية وغير هيك ما انت شايف.

لنترك هذا الاستطراد جانبًا، ولنعد إلى السبب الكامن خلف "تحريم طبخ الجدي أو الخروف بحليب أمه" في معتقدات أولئك الذين أظهرنا القارئ على مقصودنا بهم.
تعاور الباحثون الأمرَ، إلى أن تمكن العُمَد الثقات بينهم من إلقاء ضوءًا عليه كشف خبيئته في أنماط تفكير الأقوام البدائية. فقد كان البدائيون يؤمنون بفعالية السحر، "ويعتقدون أن المرء إذا جمع على مائدته بين اللحم واللبن تولدت عن اجتماعهما صلة سحرية عاطفية وخيمة العاقبة"(انظر عصام الدين خفي ناصف: اليهودية بين الأسطورة والسحر، ص 278).
يقول مؤسس علم التحليل النفسي سيجموند فرويد بخصوص السحر:"أضفى الإنسان البدائي على رغبته بالسيطرة على محيطه قوة سحرية، يمكن التحكم بمفعولها عن طريق عدد من الممارسات الرمزية. السحر والشعوذة، ساعداه على إنكار عجزه في وسط مليء بالأخطار" (الطوطم والتابو، ص9).
السحر إذن، ثقافة الإنسان البدائي في العصور الحجرية، وهو محاولة العقل الإنساني الأولى للسيطرة على الطبيعة والكائنات.
وعليه، فإن تحريم المنسف متأسس على نمط تفكير بدائي متوارث عند أولئك الذين يرون كل من سواهم "أغيار" بمن فيهم نحن أهل المنسف. تعبير أغيار ينطوي في تضاعيفه على معنى التمييز العنصري، استخدمه قبل أيام المذهون بن غفير في رده على قرارات المحاكم الدولية بخصوص حرب الإبادة الجماعية في غزة.
مقصود القول، محرمو أكل المنسف الأردني يرون القذى في عيون غيرهم وعيونهم تطرف على الأجذاع. يرمون غيرهم بأنهم أغيار وما شابه من تعابير عنصرية، في وقت ما تزال متكلسة في رؤوسهم أنماط تفكير متوارثة من الأقوام البدائية في أزمنة العصور الحجرية!
*مْعَزِّب: تعبير متداول في اللهجة الأردنية الدارجة، ويعني المُضيف، أي الشخص الذي يستقبل الضيوف ويكرمهم بالمنسف أو بأي طعام غيره.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا يُدرَّس هذا الموروث؟!
- لماذا يفوز الاسلاميون في الانتخابات؟
- خطر يتهدد الأردن
- نمط تفكير عفا عليه الزمن !
- الأمم كلها تتقدم إلا نحن !
- نكشة مخ (13)
- لِمَ الجيوش بهذه الامتيازات والحجوم إذن ؟!
- في ذكرى النكبة
- نكشة مخ (12)
- مأزق الكيان اللقيط
- يوم النصر على الفاشية
- السلام المستحيل !
- نقطة سوداء في بحرٍ هادر واعد
- في يوم حرية الصحافة
- المعتزلة...مدرسة العقل الأولى في تاريخنا
- هل ما يزال تعبير الطبقة العاملة صالحاً للتداول؟
- هل المجتمع الأردني بدوي؟!
- نكشة مخ (11)
- بلطجي وبلطجة وبلطجية !!!
- حركات سياسية واجتماعية مُعارِضة في تاريخنا


المزيد.....




- مشهد مؤلم.. طفل في السابعة محاصر في غزة بعد غارة جوية إسرائي ...
- -رويترز-: مايك والتز أجبر على ترك منصبه
- -حادثة خطيرة- في غزة والجيش الإسرائيلي ينوي استخلاص الدروس م ...
- زاخاروفا تعلق على احتجاز مراسل RT في رومانيا وترد على شائعات ...
- تقارير إعلامية تفضح -كذب- نتنياهو بخصوص حرائق القدس
- أوكرانيا: نارٌ ودمار وإجلاءٌ للمدنيين إثر غارات روسية على مد ...
- حكمت الهجري يطالب بحماية دولية بعد اشتباكات صحنايا وريف السو ...
- المرصد يتحدث عن عشرات القتلى في اشتباكات -طائفية- بسوريا.. و ...
- إيران تعلن تأجيل جولة المفاوضات المقبلة بشأن برنامجها النووي ...
- في عيد العمال.. اشتباكات في إسطنبول ومغربيات يطالبن بالمساوا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - لماذا يُحَرِّمون المنسف الأردني؟!