أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - غباء اليمين المزمن














المزيد.....

غباء اليمين المزمن


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1762 - 2006 / 12 / 12 - 11:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في وصفه للوضع في العراق ،قال الامين العام للامم المتحدة (كوفي انان): (ان مايحدث في العراق هو اسوء من الحرب الاهلية ). ورغم ان هذا الوصف هو من اكثر الاوصاف دقة في تشخيص الحالة التي يمر بها العراق اليوم ،الا اني ساضيف عليه ، ان العراق اليوم هو عبارة عن حمام دم كبير ،يلتهم يوميا ما يزيد على 250شخصا من ثروة العراق البشرية .الغريب في الامر هو اصرار الرئيس بوش على التمسك بحكومة المالكي التي تتحمل مسؤولية حمام الدم هذا مناصفة مع قوات الاحتلال الامريكي . لقد كان هدف اعادة الامن الى الشارع العراقي من بين اول اولويات حكومة المالكي ، ولكن من اين للمالكي ـ وان جد وصدقت نواياه ـ ان يحقق ما عجزت عن تحقيقه الادارة الامريكية نفسها بمئة وخمسين الف عسكري ،وربما بنصف هذا العدد من رجال السياسة والمخابرات والمستشارين الامنيين ؟ هذا لايعني اني اسقط المسؤولية عن كاهل المالكي ووزراءه ومجلس نوابه وتوابعهما من الميليشيات والجيش والاجهزة الامنية ، وانما احاول تاكيد هذه المسؤولية ، ولاضيف عليها العامل الاهم في تردي الوضع ـ بكافة اوجهه ـ في عراق هذه الحكومة ، الا وهو النهج الطائفي الذي قامت عليه الحكومة من لحظة تشكيلها ، وسعي كل طرف فيها لتطبيق اجندته الطائفية ، من خلال فرصة تواجده في مراكزها القيادية ، على حساب العراق واهله .ليست صناديق الاقتراع ـ ان صدقت ادارة بوش في نزاهة استخدامها ـ هي المسؤولة عن مجئ هذه الحكومة الطائفية ، وانما المسؤول عنها هو حالة التخندق الطائفي الذي فرضته ادارة الاحتلال على العراقيين ، عن طريق تقسيمها لمراكز السلطة كحصص طائفية ،ظنا من ادارة بوش ـ الذي طابق رغبة وسعي احزاب الاسلام السياسي ـ ان يمينية الاحزاب الدينية ستمكنها من احتواء ازمة العراق واعادة السيطرة عليه وكبح جماح العناصر التي تمارس عملية اقلاق الوضع الامني فيه ، على اعتبار ان اغلب هذه العناصر ومنظماتها الميليشيوية تابعة لهذه الاحزاب او تتخذ من الدين نهجا لايديولوجياتها التنظيمية . ان خلفية واسباب الازمة الامنية التي يمر بها العراق هي سياسية صرف .. بمعنى ان 70بالمائة هذه الازمة ـ وهو الجانب الاشكالي ـ يمكن السيطرة عليه او حتى حسمه عن طريق بضعة صفقات سياسية ، براغماتية واعتبارية .اما ما تبقى ، وهو نسبة الـ 30 بالمائة ، فهو غير اشكالي بالامكان حله ـ على فرض توفر الجدية في المعالجة ـ عن طريق توفير الخدمات ومعالجة مشكلة البطالة ـ تبلغ نسبتها 60 بالمائة ـ وتدوير عجلة الاقتصاد واطلاق حملة لاعادة اعمار البلد (قطاع البناء على وجه الخصوص ). لااعتقد ان السيد المالكي بحاجة لان ادله على الجهات التي يتوجب عقد الصفقات السياسية (الرادعة) معها ، لانه يعرفها اكثر مني ، باعتباره لاعبا رئيسيا في العملية السياسية من لحظة انطلاق ريحها ، ولمعرفته بجهاتها وتوجهاتها الاساسية . الا اني اود الاشارة الى ان بعض هذه الصفقات يحتاج الى حزم ينطوي على سحب بعض البسط والاغطية من تحت وفوق بعض الجهات ، والاحتواء والتحجيم لجهات أخر ، والاعادة ـ الى منابتها الاصلية ـ لجهات اخرى . اما في ما يخص ما تبقى من جذور الازمة ـ نسبة الـ 30 بالمائة ـ فان 10 بالمائة منه تقع ضمن سقف واجبات وامكانيات الاجهزة الامنية (جيش ، شرطة ، مخابرات) وما تبقى يمكن السيطرة عليه عن طريق توفير فرص العمل وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص . ولايفوتني ان اذكر هنا بان الفوضى ـ المفصودة او غير المقصودة ـ التي دخلت الينا بها قات الاحتلال ، قد دحرجت الى زوايا المدن العراقية المئات من الحقائب السود والمموهة الالوان ، المعبأة بما يفيض عن نوايا وتوجهات وطبيعة العراقيين .. ولا اعتقد ان هذا البلد يمكن ان تعاوده السكينة قبل اعادة حزم تلك الحقائب واعادتها الى مصدريها ،باعتبارها بضاعة مغشوشة وفاسدة ولاتلزم العراقيين كشعب واحد ؛ وهذا ما يجب ان يصب عليه السيد المالكي دعم الرئيس بوش وجنوده ورجال مخابراته ، لا الزيارات الاستعراضية الدعائية ، او النصائح الفارغة التي لاتسمن ولا تغني من جوع ، من مثل : (على حكومة المالكي ان تؤسس صندوقا تضع فيه اموال النفط العراقي لدعم الفقراء )، وهو ـ الرئيس الامريكي ـ لاغيره من دمر بنية العراق التحتية وجعل غالبية شعبه تحت خط الفقر ، اومن مثل : (على دول الخليج النفطية ان تدعم العراق من خلال ارباح النفط الفئضة عن حاجتها) ، والرئيس الامريكي وادارته في العراق هي عينها التي تنفق ملايين الدولارات شهريا ـ من اموال النفط العراقي ـ على الاعلانات الدعائية والصحف الترويجية لعماية احتلاله للعراق ، والتي يعي اهدافها ومراميها ، كتاس الشارع الامي قبل المتعلم والمثقف ؛ الا اذا أصر هذا الصبي الاهوج على تكرار خطا صدام المزمن في رؤية كل العرقيين بلون واحد او اللون الذي يروق له . واعتقد ان مثل هذه الرؤية هي التي دفعته الى اختيار الاحزاب الطا ئفية لقيادة شعب لايزيد عدد الاشخاص الطائفيين فيه على بضعة اشخاص وهم قيادات الاحزاب الطائفية وحدهم .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - غباء اليمين المزمن