أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - !بلد يبحث عن زعيم














المزيد.....

!بلد يبحث عن زعيم


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 04:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقف العراقيون على مفترق طرق تلتبس فيه الامور عليهم حد انهم قرروا العودة بأنفسهم الى نقطة البداية ليعيدوا ترتيب شؤونهم الفكرية والسياسية والثقافية وكأنهم شعب طارىء بلا اساس ولا تأريخ .
وحالة التخبط التي يعيشها رجال واجهة العراق السياسية لا تدلل الا على شيء واحد هو محاولة كل فريق خلق رؤية خاصة لتأريخ العراق وتكوينه وفرض مفهومه الثقافي وقراءته الخاصة لثقافة وتأريخ العراق .
إن هذا المفهوم وتلك القراءة تاتي على حساب حقيقة تأريخ العراق ومفاهيم الشعب العراقي التي اسس في ضوئها دولته الحديثة عقب الخلافة العثمانية .
لقد ناضل العراقيون سبعة وثلاثين عاماً من حياتهم وتأريخهم الحديث لبناء دولتهم الحديثة في ظل الملكية التي اختاروها بأنفسهم وقطعوا خلالها الشوط الاهم في عملية تأسيس دولة العراق الحديثة بما فيها الانساق الفكرية والسياسية والثقافية لشكل الحياة ومضامينها واتجاهات تطورها ونموها وتحضرها .
ولولا حقبة الجمهوية - فترة الحكم الجمهوري - في حياة العراق والتي كانت بمثابة القطيعة بين العراق ومسيرة تطوره الطبيعي لكان للعراق اليوم شأن ثان بعيداً عن حالة الزيغ والتيه التي يعيشها رجال واجهته السياسية . لقد حرمت حقبة الاربعين عاماالاخيرة من حياة وتأريخ العراق الجمهوري والتي كان من المفروض ان تكون مرحلة نضج البلاد وبلوغها مرحلة اكتمال البناء التي ارسيت قواعدها الاساسية خلال فترة حكم الملك فيصل الاول والملك غازي حرمت العراق من مرحلة نضوجه ومسيرة نموه الطبيعية وتحولت الى اكال أخذ ينخر بأسس مرتكزاته التي أفنى (37 ) عاماً من تأريخه الحديث في بنائها .
ولم تكن اخطاء واعباء الاربعين عاماً الاخيرة من عمر العراق والتي عانى خلالها كل صنوف التخلف والتأخر ناجمة عن شكل نظام الحكم الجمهوري فقط وانما جاءت كنتيجة لشكل ومضمون الثقافة والايديولوجيات الطارئة والمستوردة التي حكم من خلالها عساكر النظام الجمهوري والتي عملت على نسف الثقافة العراقية التي اسس لها وبنى من خلالها رجال نهضة العراق في مرحلة تأسيس دولته الحديثة .
إن العراق كمجتمع قبلي عشائري - وهذه حقيقة لا ينكرها الا مفتون يغالط حقائق الواقع - يقوم وعيه السياسي على نظام المركز أو الزعيم الذي تلتف حوله الجماهير والذي يكون بمثابة البؤرة التي تتجمع فيها اضواء المجموع والبوصلة التي تضبط له الاتجاه وهذا ما اثبتته لنا الايام فبعد اضطرابات وعدم استقرار ايام الجمهورية الاولى والثانية والثالثة - وهو ما اثبتته ايضا انكفاءات المرحلة الانتقالية التي اعقبت الاحتلال الامريكي للعراق حيث اضطربت الارض تحت اقدام واجهة العراق الجديدة وهم يتأرجحون في كل اتجاه بحثا عن البوصلة التي تضبط لهم اتجاهاتهم - والطريف ان جميعهم من حملة الشهادات العليا - وعندما خجلوا من الانكفاء الى زعاماتهم العشائرية لما تمثله من نكوص وتخلف عادوا الى زعاماتهم الدينية ينشدون فيها الزعيم وقراراته الرادعة !
لقد التف العراقيون حول زعامة الملك فيصل الاول لانه - وبحكم تنشئته البدوية وتربيته كزعيم قبلي -مثل وأشبع للعرقيين حاجاتهم للرعاية الابوية والوجاهة العشائرية التي تتوفر على حزم الزعيم الذي يقود الجمع ويحتوي توجهاته ويضبط اتجاهاته .
يغالط نفسه من يدعي ان الشعب العربي قد شب على مرحلة الزعامة الابوية ( العشائرية - السياسية ) ومفتون من يتجاوز حقائق الواقع والتأريخ العربي . ولا بد من ان نذكر بأن يكون المجتمع العربي بتكوينه وجبلته مجتمعاً ( ابوياً وعشائرياً ) ليس عيباً بحد ذاته مادام هو يعي هذه الحقيقة وما دام الزعيم شخصاً ( متزنا ) يعمل بجد واخلاص لرفعة مجتمعه ففيصل الاول الشيخ والزعيم والاب بذل كل ما اتاحته امكانية دولة العراق الناشئة لارساء بنية وقواعد وركائز المجتمع الحديث في بلده العراق …
وزايد آل نهيان الشيخ الصالح -الذي ربما لم يكن يجيد القراءة والكتابة - وقتها وحد وقاد دولة الامارات العربية المتحدة الى مصاف الدول المتقدمة بحكمة ودراية شيخ القبيلة حتى صارت دولة الامارات قبلة انظار ومثال العرب في التقدم والرخاء من المحيط الى الخليج . ولا بد ان أقول هنا للتذكير ان العراق الذي سبق دولة الامارات العربية بعقود طويلة في ميادين العلم والتعلم وبناء الدولة الحديثة بحيث التعليم ومدارسه بشكلها الحديث قد دخلت حتى قبل مرحلة تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 فان امارات دولة الامارات لم تعرف المدارس ويدخلها التعليم الا عام 1965 عندما عزل المرحوم زايد شقيقه شخبوط عن زعامة امارة دبي ليقود الامارات الى ما وصلت اليه اليوم … فأين ذهب علم ومعرفة وخبرة ومدارس ومعاهد وكليات العراق لمدة (44 ) عاماً التي سبقت دخول المدارس الى دولة الامارات عام 1965 على يد اربعة معلمين كويتيين وثلاثة مصريين ؟ في حين - وهذا مجرد مثال- ان قضاء سامراء الذي يبعد عن مركز العاصمة بغداد بمسافة 125 كم قد بنيت فيه اول مدرسة حديثة للبنين عام 1919 وأول مدرسة للبنات عام 1935 ! وان تكون الامية في العراق عام 2005 بنسبة تزيد على 40% وان نجد اعداداً كبيرة بين طلبة المرحلة الاعدادية ممن لا يجيدون كتابة اسمائهم وبين طلبة الكليات من لا يجيد قراءة الجريدة وبحوث طلبة الدراسات العليا مليئة بالاخطاء الاملائية فضلا عن الاخطاء النحوية والعلمية!!!



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - !بلد يبحث عن زعيم