أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - التخبط الامريكي في العراق














المزيد.....

التخبط الامريكي في العراق


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1745 - 2006 / 11 / 25 - 11:51
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عمى سياسي ام خطة مدروسة ؟
بعد ان اتضحت معالم صورة الفشل الامريكي في العراق،بامتداداتها التي طالت كامل ملامح المشهد العراقي:استراتيجيا وسياسيا وعسكربا ،صار من الضروري التوقف للملمة خيوط هذا المشهد في بؤرة واحدة ،من اجل تشخيص اسباب هذا الفشل ،وتحديد صورة لمعالمه. ورغم كثرة وتشعبات اسباب هذا الفشل،الا اننا نستطيع تحديد بؤرة رئيسية لانطلاقها،وهي غزو امريكا للعراق على اساس فكرة (هزيمة العدو)،بحسب توصيف المفكر الستراتيجي الامريكي(انتوني كوردزمان)،دون اعداد الوسائل والادوات الكفيلة بانهاء حرب هزيمة هذا العدو ،وهو ،شكليا،النظام السابق في الحالة العراقية طبعا، وتحديد شكل السيطرة واوجه الاستقرار السياسي وخصائص حراكه وما قد يرافقها وينتج عنها من متغيرات اجتماعية وسياسية واقتصادية ـ مقصودة وغير مقصودة ـ وحدود انعكاساتها على الحياة العامة للبلد. وبحسب الاقرار الذي ثبته الحاكم الامريكي السابق للعراق،بول بريمر،والذي اعترف فيه :كنا نتوقع صمود جيوش النظام السابق لما لا يقل عن ستة اشهر كنا سنستغلها في التخطيط لحالة ما بعد الحرب،فان الولايات المتحدة تكون قد غزت العراق بعقلية المستعمر الذي لم يعنيه ،من امر غزوه ،الا هزيمة النظام السابق وبسط واقع الاحتلال على ارض العراق.وها هي حقائق الارض ،لثلاثة اعوام ونصف العام من عمر الاحتلال،تثبت لنا ان الادارة الامريكية ،ليس فقط لم تخطط لوضع عراق ما بعد الاحتلال ،بل انها كانت عاجزة عن تقدير او رسم الاطار الزمني لعملية (احتواء)العراق ،فضلا عن الاطار الستراتيجي الذي سيتحول العراق بموجبه الى قاعدة انطلاق للخطوة التالية في مشروع الشرق الاوسط الجديد ـ سبب احتلال العراق الرئيسي . ورغم ان اكثرنا يستكثر على نفسه سذاجة ترديد فكرة ان تكو ن الادارة الامريكية ـ وهي التي تدعي لنفسها كل امجاد التخطيط والبحث الستراتيجي والسياسي ومعاهدها ـ قد (ورطت)في العراق او راحت ضحية لنصائح احمد الجلبي او غيره من المهاجرين العراقيين،الا ان حقائق الارض تدلل على ان صناع القرار الامريكي بمثل سذاجة التفكير هذه فعلا ، والا لما عجزت كل مؤسساتهم البحثية والتخطيطية عن اسعافهم بدراسة عن طبيعة المجتمع العراقي الرافضة للاحتلال،وهذا اضعف الايمان .ولكن ، ورغم انه كان من المفترض ان تكون الثلاث اعوام من تجربة الاحتلال قد اكسبت صانع القرار الامريكي المعرفة والخبرة ـ وهي كانت كفيلة بتعليم حمار قيادة اكثر الدبابات الامريكية تطورا وتعقيدا ـ بشؤون العراق واهله واسباب فشل ادارته و(انجاز)قواته العسكرية ،الا اننا نلاحظ ان هذه الادارة تتخبط بالمزيد من الاخطاء واجراءات المعالجة الفاشلة ،وهذا في رايي انما يعود الى قصر نظر القادة السياسيين وتلكؤ اداء قادتهم الميدانيين وايثارهم لامان الثكنات المحصنة على المعالجة الميدانية التي تعرض حياتهم لخطر الشارع.هذا اضافة الى انصراف عناصر هذه القيادات الى منافع صفقات السرقات ورشى مساومات الافراج عن المحتجزين والمعتقلين العراقيين ،التي تحولت الى مصدر اثراء لهولاء القادة . ما اكده احد القادة الميدانيين لكاتب هذه السطور ، عندما كنت مع مجموعة من الصحفيين بصدد تغطية احد مؤتمرات المناطق الساخنة ،والذي تلقى ـ القائد ـ في اللحظة الاولى لبداية المؤتمر امر نقله الى موقع آخر ، الامر الذي دفعه للغضب والغاء المؤتمر الصحفي ؛ وعندما الححت عليه بالسؤال عن سبب غضبه من امر نقله صرخ ، المكان الذي نقلت اليه هادئا وخالي من الحوادث ؛وانا هنا اصنع الثروة الني ستوفر لي الراحة عند عودتي الى امريكا!اذن فقد احتلت الولايات المتحدة العراق وفق فلسفة راعي البقر التي تقوم على بطش وعنجهية القوة ،على فرض ان هذا البطش سيكون كفيلا بردع رفض الشارع العراقي لفعل الاحتلال ،ووعود (الاصدقاء ) بان الشارع العراقي سيستقبل الجنود الامريكان بالورود واهازيج الفرح، لاوفق حسابات العقل العلمي والتقييم الستراتيجي التي تقوم على حساب كل صغيرة وكبيرة ، من تاريخ وجغرافية وخصائص اجتماعية وخصوصيات نفسية وثقافية وقيم وعقائدوتركيبة اثنية لنسيج العراق الاجتماعي ،ليقفوا على ابسط حقائق تركيبة هذا الشعب الا وهي : رفض الاحتلال بكل صوره وعشقه للحرية وللسيادة على نفسه.



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- -فايننشال تايمز-: الغرب يبحث خطة تتخلى سلطات كييف بموجبها عن ...
- في يومهم العالمي.. المعلمون والمعلمات أولاً
- أول تعليق من حزب الله على مصير هاشم صفي الدين خليفة نصرالله ...
- -إيران وإسرائيل في قبضة دائرة الانتقام-- فاينانشيال تايمز
- واشنطن بوست: جنديات إسرائيليات يؤكدن -نحن غير محميات- وهذا ...
- إحصاء: مواطنو بلدين عربيين في صدارة -غير المرغوب فيهم- بأورو ...
- أبرز ما يميز درونات -Cube- الانتحارية الروسية
- صواريخ كروز عراقية مطورة تضرب هدفين إسرائيليين في حيفا والجن ...
- استهدف طواقم الإسعاف.. القصف الإسرائيلي يوقف العمل بمستشفيات ...
- فقدان الاتصال مع هاشم صفي الدين وسط تقديرات إسرائيلية بمقتله ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - التخبط الامريكي في العراق