أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع














المزيد.....

احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 09:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتعدد الوجوه امام المراقب للوضع العراقي في توصيف وتصنيف الاسباب التي تقف وراء ما يحدث في العراق اليوم ،لان الوضع العراقي ينفتح باسبابه على جميع الاحتمالات والقراءات . واذا ماحاولنا قراءة الوضع العراقي وما يجري فيه من زاوية اجتماعية ـ سياسية فسيكون بامكاننا حصرالازمة العراقية في حدود مفاصل البنية الاجتماعية وارثها الثقافي ،وما تفرضه هذه البنية من اطر ومحددات للوعي السياسي العام للمجتمع العراقي ككل .وعليه يمكننا القول ان ثقافة المجتمع العراقي السياسية هي نتاج تراكمي لمنظومة البنى والقيم والموروثات الاجتماعية غير المستصلحة ... ،بل التي لم تقلب تربتها منذ بداية تاسيس الجمهورية الاولى .وعلى هذا الاساس جاءت التكوينات السياسية ،التي طرحت نفسها لتمثيل طبقات وشرائح المجتمع في هذه المرحلة ،كنتاج لتلك المنظومة ،رغم ان اغلب عناصرها القيادية امضت ربع قرن من حياتها المنصرمة في الغرب ،ورغم ادعاء تلاقح ثقافاتها بثقافات البدان التي عاشت فيها .الغريب في الامرهو ان هذه التكوينات قد طرحت نفسها بنفس درجة الركود والتخلف التي عاشها المجتمع العراقي خلال حقبة حكم النظام السابق ،بل وربما ادنى منها ،من الناحية الفكرية والادآئية ،وكان زعامات هذه الاحزاب ظلت متو قفة او مخدرة ،طوال فترة هجرتها عند حزمة المعارف والافكار التي خرجت بها من العراق قبل ربع قرن من الزمان !ولولا حزمة الادوات والوسائل التي عادت بها وجوه هذه المجاميع ـ المادية منها على وجه الخصوص ـ لما تميزت بشئ في طروحاتها عن طروحات رواد أي مقهى من مقاهي بغداد ،ممن تقطعت بهم السبل على ارصفة البطالة .ان احزابنا السياسية جاءت لتتكئ ـ في طروحاتها وتعاملاتها مع الوضع العراقي ـ على افرازات ردود الافعال التي احدثها فعل الاحتلال ومستويات شرائح المجتمع الثقافية التي ظلت تراوح في مكانها طوال العقود الاربعة الماضية ـ بحسب تصور هذه الاحزاب ـ لتكرس عن طريقها اجنداتها التي عادت بها من الخارج ،كارث لايجب الاقتراب منه او المساس به ،ولعل اولها الهويات الفرعية التي نكص البعض اليها ،كالطائفية والمذهبية والعرقية .لعلي لااغالي اذا ما قلت ان ثمة هوة واسعة تفصل بين اجندات الاحزاب السياسية وتطلعات شرائح المجتمع التي صدمتها حالة النكوص والتراجع عن الاولويات من قبل الاحزاب التي تطلعت اليها كقيادات امينة ،والتي لم يخطر لها ان تكون اولويات حقوقها موضع مساومة : كخيار الطنية ووحدة المجتمع وتكافؤ الفرص واعادة الاعمار وبناء المؤسسات الدستورية والديمقراطية والنهوض بالوضع الاقتصادي ومستوى الفرد المعاشي المتردي منذ عقود طويلة .تتصدى الاحزاب السياسية ، والى جانب مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني ،لعملية بناء المجتمعات الحديثة ،سياسيا واجتماعيا وثقافيا ،من اجل تعزيز دورها القيادي في بنية المجتمع وتعظبم رصيد قبولها لدى المواطن وشرائح المجتمع ،من اجل الفوز باصوات الناخبين التي تؤهلها لتشكيل الوزارات واعتلاء كراسي السلطة .واذا ما جاءت عملية التصدي هذه ملتوية بالضرب على وتر المشاعر الاثنية (دينية ،مذهبية، عرقية )من اجل التعبئة لتحقيق الكسب السريع ـ لاصوات الناخبين طبعا ـ فانها ستكرس اوضاعا شاذة تعمل على استنزاف عملية بناء المجتمع وبناه السلوكية والقيمية ، بالانصراف لبناءات فرعية ،خدمة لمصالح فئوية وشخصية ، تظهر على سطح البناء الاجتماعي كالدمامل او الاورام المليئة بالقيح والدم الفاسد ،والتي تاتي على حساب بناء المجتمع وسيرورته ونموه الحضاري ، ولتعززفي النهاية نوايا ورغبات الانقسام الدفينة في بعض النفوس .فمن اين نشات هذه الحالات ولمن تخدم في النهاية ؟ بالتاكيد هي طارئة وغريبة عن حياة وبنية المجتمع العراقي ،وهي لاتخدم سوى بعض المصالح الشخصية والفئوية (مصالح الكسب السريع كما اسلفنا )وتغذيها اطراف خارجية لها مصالحها الخاصة في فرقة وشرذمة الشعب العراقي وانقسامه على نفسه في حاقات وفئات بعدد الوان طيفه خارج موشور الوحدة الوطنية .المشكلة تقوم في عملية مواجهة هذه الهجمة من قبل مجتمع بلا مؤسسات دستورية حقيقية وبلا منظمات مجتمع مدني ويعيش شبابه حالة بطالة تزيد نسبتها على الستين بالمائة . كما ان اغلب موظفيه (من اصحاب الشهادات الجامعية) ومثقفيه يعيشون في مستوى خط الفقر ؛وبالتالي فان المجتمع اعزل وبلا ادوات او وسائل ،مقابل كمها الهائل الذي تمتلكه هذه الاحزاب (مادية واعلامية ودعائية ). فكيف سيتصدى المجتمع لهذه الهجمة وهو في كل هذه العزلة ويفتقر الى ابسط الادوات : ان يسمع صوته لمن انتخبهم ليمثلوه في البرلمان وهم ـ اعضاء مجلس النواب ـ محرومون من الكلام في جلسات هذا المجلس من قبل رئيسه الذي ،يبدو ،انه يمثل مؤسسة مستقلة لوحده داخل المجلس ،مهمتها الاولى والوحيدة ،فرض القرارات وتمريرها رغم انوف واعتراضات زملائه؟



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامي البدري - احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع