أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان














المزيد.....

استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسعون عاما مضت على مشروع تقسيم الشرق العربي ،ذلك المشروع الذي قسّم واقتسم من خلاله ،قطبي السياسة حينها،بريطانيا وفرنسا ،خارطة الشرق العربي الى دول صغيرة ،في ما عرف باتفاقية (سايكس ـ بيكو )المعقودة بين الدولتين عام 1916،ووعد (بلفور)الذي تبعها بعد عام واحد فقط .وعندما دار الزمان على الدولتين ـ بعد ان انهكتهماالحرب العالمية الثانية ـ وفرضت الولايات المتحدة الامريكية نفسها كقطب دولي جديدمع نهاية تلك الحرب ،وكقطب اوحد للسياسة الدولية مع بداية العقد الاخير للقرن الماضي ،شرعت هذه الدولة في اعادة رسم الخارطة السياسية للشرق الاوسط ككل ،وفق حسابات مصالحها الستراتيجية الخاصة .وجاءت احداث الحادي عشر من ايلول 2001لتوفر للولايات المتحدة المسوغ والغطاء الدولي لخطوتها الاولى ،التي كان موقعها افغانستان ،ثم تبعتها الخطوة الثانية التي كان موقعها العراق ... وربما تبعتها الخطوة الثالثة والتي سيكون موقعها ايران ،المحصورة الان بين فكي الكماشة الامريكية المطبقة عليها من الشرق الافغاني والغرب العراقي .اثبتت تجربة التسعون عاما الماضية من عمر الشرق العربي ـ استعماريا ـ صواب ونجاح فكرة تقسيم الكيان الجغرافي الواحد الى كيانات سياسية صغيرة ، شبه متناحرة ، على صعيد الزعامات السياسية ، على الاقل . وعليه ـ في الحساب الامريكي ـ فان المنطقة نفسها ستحتمل ـ بل انها طرحت بشائر النجاح في المثال العراقي قيد التنفيذ ـ اعادة رسم جديدة لخارطتها السياسية ،عن طريق تقسيم وتفتيت دول المنطقة الى امارات (كانتونية ) داخل حدودها الدولية ،مستقلة سياسيا وايديولوجيا وتمويلا،ولاتربطها مع باقي شقيقاتها من (الكانتونات) او الامارات ،بالمعنى الاصح ،سوى الوان خامة العلم !وهي في حقيقنها (امارات طوائف)،انسجاما مع نتاج المثال العراقي الذي هو قيد النطبيق ،حيث تعدد القوميات العرقية والطوائف الد ينية و المذهبية لخامة المجتمع العراقي ،التي مثلت البيئة المثالية لنجاح المشروع . ولمن سيتهمني بالتشاؤممن مصير المثال العراقي ـ وارجوا ان اكون كذلك وان يخيب ظني بشانه ايظا ـ لااملك سوى ان اذكره بما اعلنه رئيس وزراء حكومة الواجهة الاسبق ، اياد علاوي اذ قال: (وصلتني رسائل تهديد من جهات سياسية متعددة تخيرني بين ان اكون طائفيا او ان ارحل عن العراق )! اذ لم يعد لطرح علاوي غير الطائفي والقائم على اساس الولاء الوطني مكانا بين توجهات (امراء الطوائف) والاجندات التي يعملون على تطبيقها الان ؛ والتي تعمل على هذا الرسم (التقسيم )الجديد لخارطة العراق السياسية لقادم تاريخ العراق ، وبغض النظر عن العنوان الذي سيغطي يافطة التقسيم هذه : فيدرالية اواقليمية ،او أي تسميات ادآرية اخرى ،سواء كانت جغرافية او مناطقية او طائفية او أي تسمية اخرى. وفي ما يخص ايران ، المثال التالي في مشروع (امارات الطوائف) الامريكي هذا ،فان خامة المجتمع الايراني كخامة المجتمع العراقي ، تتوفر هي الاخرى على عناصر التقسيم هذه من نواحي تعدد الاعراق والاديان والمذاهب .اضافة الى ان ايران محمود احمدي نجاد ،تسعى بجد الى خرق اهم بند في وثيقة استراتيجية الامن القومي للولايات المتحدة الامريكية ،والتي تنص على : (لن تسمح الولايات المتحدة الامريكية مطلقا لاي طرف دولي آخر بان يتحدى تفوقها العسكري ).فكيف اذا كان هذا الطرف يقع ضمن خارطة الشرق الاوسط ، موضوع اعادة الرسم والتشكيل ، وهو ـ أي ايران ـ احد مصادر النفط الرئيسة في العالم ويجاهر معظم قادته بمعاداة اسرائيل ؟ ان مشروع اعادة رسم جغرافية المكان ـ سياسيا ـ في الشرق الاوسط ، يقوم على اساس بناء شخصيات سياسية لا انظمة او مؤسسات حكم ،تتوفر على الاقتناع المصلحي بهدف المشروع ،واستعداد القبول بنتائجه ، انسجاما مع مصالحها الذاتية :شخصية او فئوية او طائفية .ولقد اثبتت المخابرات الامريكية ، ومن خلال المثال العراقي قيد التنفيذ ، انها تعرف كيف تنتقي رجالها .ان لعبة المكونات الثلاث للشعب العراقي : كردية ،سنية ،شيعية ، والتي كرستها ادارة الاحتلال في كل مؤسسات الدولة العراقية ومناصبها القيادية ، اضافة الى تثبيتها في الدستور ،اتت اوكلها واثبتت نجاعتها مع الحالة العراقية .وقد اكد نزاع تشكيل الحكومة وتسمية رئيسها ، والذي دام لاكثر من ستة شهور ،انه كان الخطوة الاساسية في الاتجاه الصحيح الذي سيقود العراق الى دولة الطوائف المتناحرة في ما بينها ، عرقيا ومذهبيا ،والمقسمة على نفسها سياسيا ، بتوالد الوجوه (السياسية) الطامعة في كعكة المناصب والوجاهة ،والتي ستوفر لها المخابرات من كل بلد ولون ،الدعم المادي واللوجستي بهدف تحقيق مصالحها عن طريقهم ،سواء في العراق او في المنطقة ككل .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق
- المعارضة العراقية وخيار الممر الواحد
- هزيم الحماقات الليلية
- قراءة افتراضية في ذهنية صانع قرار مشروع الشرق الأوسط الجديد
- ماذا تبقى في جعبة د بليو بوش ؟
- هامش على سفر(جدارية النهرين
- الدور البريطاني في صناعة المستنقع العراقي (سياسة النملة العا ...
- لعبة صناعة الأهداف
- !بلد يبحث عن زعيم
- ركود ثقافي أم ثقافة ركود
- لعبة صناعة الاهداف
- المشروع الامريمالكي يتارجح على قرن ثور
- المصالحة .. سياسية ام وطنية؟
- حكومة المالكي...المصيرالمجهول
- دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية


المزيد.....




- حقوق المحاربين الأمريكيين القدامى تتراجع.. غضب ضد سياسة ترام ...
- مسؤول أميركي من بيروت: انخراط حزب الله في الحرب بين إيران وإ ...
- الشرق الأوسط بين حربين.. تحوّلات ربع قرن وصدامات تتجدد
- خطوة واعدة.. دواء جديد لإنقاص الوزن يتفوق على أوزمبيك
- المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران: في حال تدخل طرف ثالث في ...
- الجيش الإسرائيلي: إيران استخدمت صاروخا متعدد الرؤوس الحربية ...
- الخارجية الليبية تعترض على طرح اليونان عطاءات للتنقيب في منا ...
- زاخاروفا: نتوقع اعتذارا من روما عن دعوة شبكة RAI الإيطالية ل ...
- إعلام: ترامب غادر قمة مجموعة السبع مبكرا بسبب ماكرون وزيلينس ...
- زاخاروفا: يجب مواصلة مفاوضات البرنامج النووي الإيراني السلمي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان