أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أزواج الزوجة














المزيد.....

أزواج الزوجة


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7985 - 2024 / 5 / 22 - 12:17
المحور: الادب والفن
    


الزمن .. قبل خمس سنوات.
دوّن القاضي شيئًا في الورقة التي أمامه ثم ضغط بقوة على الورقة بالختم، و بصوت رتيب قال لهما:
- الآن، أصبحتما...
ثم توقف عن الكلام وكأن الكلمات حشرت في فمهِ تأبى الخروج، بدأ يدق بطرف قلمه على سطح المكتب، في النهاية، استجمع شجاعته ليقول: أصبحتما زوجًا وزوجة... للأبد.
بدأ يشعر أن وجوه الأزواج فقدت ملامحها، وباتت نسخًا مكررة بأسماء مختلفة.
قبل أن يهم بمغادرة كرسيه ليبدد حالة الضجر والملل التي تلبسته من دون سبب، صرخت الزوجة وفي صوتها نبرة غضب:
- مَنْ خولك أيّها القاضي أن تعلن أننا سنبقى زوجين للأبد؟!
أسند ظهره ثانية إلى الكرسي قبل أن يقول لها:
- أنتِ!
أخذَ يطرق بطرف القلم ثانية على الورقة وقسمات وجهه خالية من أي تعبير.
تقدمت الزوجة قليلًا وردّتْ مستغربة:
- أنا؟! متى؟!
مد القاضي عنقه الطويل باتجاه الزوجة وقال بما يشبه الهمس:
- ماضيكِ، كل رجل تقترنين به، تعلنين ولاءكِ له وتجهرين بأعلى صوتك بأنكِ باقية تحته، أقصد تحت أمره، وحبكِ لن ينتهي إلا حينما تنتهي حياتكِ و...
قاطعته الزوجة وهي تدق بكفها على طاولة المكتب:
- كاذب، لمْ أقل مثل هذا الكلام، تداري فشلك بالكذب عليّ وعلى هذا المسكين.
مشيرة نحو الزوج الذي وقف صامتًا لا يفهم شيئًا مما يحدث أمامه.
اقتربت الزوجة من القاضي حتى لامس فستانها يده وغيرت من نبرة صوتها، فبدا أكثر ثقة لتهمس له:
- أمامك الكثير من الوقت لتتعلم أصول المهنة.
***
الزمن .. قبل سبعة عشر عامًا من الزمن الأول.
بعد أن دون شيئًا في الورقة التي أمامه، قال لهما القاضي:
- الآن، أعلنكما زوجًا وزوجة .
اقتربت الزوجة، وبصوت خجِل تعمدت إسماعه للآخرين الذين تواجدوا في الغرفة:
- سيدي القاضي، هذا لن يكفي، أرجو أن تعلن لسكان السماء قبل الأرض بأننا سنبقى زوجين للأبد، لا يفرقنا الموت لأنه لن يعرف للحب الذي يربطنا طريقًا.
تمتم القاضي بكلمات لم يسمعها أحد غيره.
الزمن، الساعة الصفر صباحًا و تسع دقائق.
دون القاضي في الورقة التي أمامه، بأنَّ قاضي البلاد الأول أصبح زوجًا للزوجة.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب في زمن الكورونا
- أدوات استفهام
- آدم الأخير
- فوز الكلابي موشاة بأحلام قصصها
- يوميات سائق كيا
- نشط منذ ساعة
- نافذة على الخريف
- مداهمة قلب
- موت الوهم
- لمن الصورة؟
- ليلة الحفل
- حوارية بين فوز حمزة والشاعر عبد السادة البصري
- للظلام أجنحة
- في انتظار نون
- فنجان شاي
- غفوة
- عاشق الروح
- شدو اللآلئ
- ستون ثانية وثانية
- رسالة إلى الله


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أزواج الزوجة