أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة السالكين .














المزيد.....

مقامة السالكين .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7963 - 2024 / 4 / 30 - 23:34
المحور: الادب والفن
    


مقامة السالكين : (( من لم يكن طبعه المطر لايعشق شجرة)) .

كل مُحب مشتاق لو كان موصولا هذا ما أكده ابن عربى , وظلت الهائمة تؤرق رؤاه يتجاوب مع إشارات من لا يراها ويطيع هواها , ونبذ الدنيوى ضرب لقواعد الاعراف والمتوارث, ينتظر من الإنتظار فراغا يسع خطوه وأزمنته , وخطاياه حلم لمراتب القديسين وممالك الغفران ليؤدى أمانة التلاشى , أيها الصخر اعبرنى وترفق بروحى وتمهل حتى تأتى النفس مبعوثة فى خلق خالقها الجديد لتتذوق الحياة.

يا وجهاً مرَّ على دربي , رحلَتْ عنّي كلُّ الإرهاصاتِ الكبرى , تِهْنا, ياويلي, تاهَتْ أجوبةُ التاريخِ وعدْنا نحملُ أثقالَ الأشواقِ , يا وجهاً طافَ على قلبي , عيناكَ دمي , لونُ الأيامِ على فمِنا , فلماذا الصمتُ على الوَجْدِ؟ ألم تعرف ان الصمتُ عذابْ , والصوتُ عذابْ , والعشقُ عذابْ ,وأنتَ عذابْ, وأنا ورقٌ يسْقطُ فِي عيْنيَّ , فلَاأذْرفُ مطراً حتَّى لَا ينْبتَ عشْبُ اسمه عذاب .
لكَ صُمْتُ على وجدٍ , أفطرْتُ فضاعَ مكانْ , ومرَّ زمانْ , خيلاً تتقاذفُ أحشائي أسيافَ قتالْ ,سأكتبكَ به خلودًا لن يزوره النسيان , تلكَ الغابةْ تتمطّى في عيني , تروي ظلّي أقدامُ الصمتْ , البيدُ تنامُ على جفني , نسراً يتلذّذُ بالحرقةْ , ياوجهاً طافَ على دربي , الماءُ سرابْ الوجهُ , سرابْ العشقُ سرابْ , لو رُحْتَ تجوبُ صباباتي فالأرضُ يبابْ , لو رحْتَ تريدُ عذاباتي فالصمتُ عذابْ , لا عليك , هؤلاء قرئوا سيرةَ الْحبِّ , ولَا أحدَ منهم غدَا عاشقاً , كلُّهُمْ تحوَّلُوا حيواناتٍ أليفةً, أوْ أصبحوا دُونْجْوَانَاتٍ , و الْحبُّ أمسى وحْشاً أمَّا الْمحبُّ فطَرَزَاناً يتحرّشُ بِالْغابةِ ؟
كم أحببت صوت وعيني أمي وهي تطيل النظر بي قبل النوم , كأني أعصّر الخمر آخر الليل , وأرتشف الشاي على مهل ٍ , هكذا كان حبي لها بسيطاً وعميقاً كجرح ٍ في القلب , لي معها صورة جمعتنا معاً في لقاء كان أقصر من وداع , تعلقت بأذيال ثوبها كالشاعر تسحبه الخواطر , راح يجري خلف كلمات ٍ لا تصله بالقصيدة , في البدء أحببت صوتها , شممت فيه روائح ديرتي التي نامت بذاكرتي , صوتها كان يأتيني عبر أثير التواصل رياناً طرياً كهواء الحديقة , كنت أرتجل الحديث معها , تتدفق الكلمات من شق ٍ في القلب , تـُلقي عليها التحية مسرعا, وتتجاذب معها أطراف الحديث , كان حبها لي كالوقت في ساعة معطلة , لا وقت لديها تسرقه من الوقت , كأننا أنا ووقتها جالسين في حفلة والراقصون يدورون من حولنا , كان الحجر يتوجع , تقف هي هادئة ً تبتسم , ثم تتوارى خلف غموض السؤال , كأننا في حرب , من سوف يموت العشية مستسلما ً لحبه في جنون ؟ ومن يقرأ لها هذي القصيدة ؟
لا تسرع الخطا , صوت خطواتك يربك حروفي ويخيفها , لن تستطيع منعي من أكمال مقامتي , دعني أبدأ فقط , أمنحني كلمة واحدة , أبعد عينك عني , أسمح للنور يغسل بقايا أحلامك من جفوني , الآن ستولد الحروف والكلمات , دعني ألملم شتات نفسي , لا تبعثرني بين النجوم , غيومك الماطرة بللتْ أوراقي , فرقتْ بين سطوري , أغرقتْ كلماتي , مزقتْ أشرعتي , وألقتْ بيّ جثة حية على ساحل النسيان , دفنتْ أحلامها في رماله الباردة لكن , ما زال القلم بيدي , سأكتبكَ به خلودًا لن يزوره النسيان.
أخطو غير متيقن من الطريق , غير مدرك أنه حاجر عبور لزمن قديم بأهوال ويلاته, وانفلات تهور رغباته, يخفى خبايا جنين رومانسى يحوى بقايا نقاء إله لم يكتمل, داخل الإنتظار واللامبالاة جوهر طاقة مبالاة لتحقيق التوازن, وشعاع الغيب يبتغى دون قصد وجع إذا اشرأب يبتر, والصمت ذرائع واجبة تتمسك بالمحال, وخسارة الواقع بقاء,
والهائمة تتوق لوقفة تعايش غير مدركة عذاب هواها حين عز الوصال, يبحث عقلها الهارب عن أخر يطيع القلب فى خيال مُحاله ولا غير سواه , تراها خلية من روح المحتجب وهى الظامئة للأمان, وحيدة لا مأوى, لا وصال غارقة فى مبتغاه, طرقاتها بلا انتهاء, تطل غريبة ولا تطيل , وظل الغافل بأن الوصول لمحطات السكون قدر مقدر لأسفار الرياح, ليظل الحب عالق فى الصمت كى لا يواجه الرفض.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الطأطأة .
- مقامة السدى .
- مقامة الصواع .
- مقامة 2024.
- مقامة العتيبة
- مقامة العقاب .
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .
- مقامة النظارات .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الذكرى السنوية للحب .
- مقامة ألأرواح والملامح .
- مقامة العيد .


المزيد.....




- اغنية دبدوبة التخينة على تردد تردد قناة بطوط كيدز الجديد 202 ...
- الشعر في أفغانستان.. ما تريده طالبان
- أكثر من 300 لوحة.. ليس معرضا بل شهادة على فنانين من غزة رحلو ...
- RT العربية توقع اتفاقات تعاون مع وكالتي -بترا- و-عمون- في ال ...
- جامع دجينغاربير.. تحفة تمبكتو ذات السبعة قرون
- حملة ترامب تطالب بوقف عرض فيلم -ذي أبرنتيس- وتتهم صانعيه بال ...
- ذكريات يسرا في مهرجان كان السينمائي
- فنانو مسرح ماريوبول يتلقون دورات تدريبية في موسكو
- محاكمة ترامب.. -الجلسة سرية- في قضية شراء صمت الممثلة الإباح ...
- دائرة الثقافة والإعلام الحزبي تعقد ندوة سياسية في ذكرى النكب ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة السالكين .