أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقاب .














المزيد.....

مقامة العقاب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


( النقد المتفاعل ) . مقامة العقاب :

يقول أبراهيم البهرزي تحت عنوان أغتياب : (( كانوا يتكلمون عني ,وكنت ُ متناوما ً , ثم صاروا يتكلمون َعن شخص ٍيشبهني فراوَغَني النعاس ُ, وحين ايقنتُ أنهم يتكلمون َ عن شخصٍ آخر َلا أعرفه ُ ولا يعرفني ,صرت ُ أتكلم ُفي نومي حتّى صمتوا )) .

تريد بطلتك البكاء معه , وهو من سوء حظه نسي أن الليل طويل , ومن حسن حظها تذكرها حتى الصباح , وكأن أنفاس النهار , ترنو وتهمس أسمها من خلاخيل الدجى ,فيظل يعبثُ بالكلمات وتعبثُ به المشاعرُ, ليتنَسَّمُها مع الريحِ .
مال لبطلتك و لوركا ؟ ذلك البورجوازي الذي دَقَّ مسامير الصمت على جدار ذاكرته المتهرئة, شرب الوجعَ من كأسٍ قديم , جرح نفسه كي يشعر بأنه حيٌ يرزق, قال : أريد أن أتذوق طعم الحرية, حَدّقَ بقائمة الأحرار, لم يكن بينهم ,فأعدمه الثوار القوميون وهو في الثامنة والثلاثين من عُمره, بعد ان كتب أكثر دواوينه شُعبية (حكايا غجرية) و (رُقية الفراشة المشؤومة) , وعندما أعطى الحاكم المدني لِغَرناطة الأمرَ بتنفيذ حُكم الإعدام بحقه رَمْيًا بالرصاص على التلال القريبة من غَرناطة , كتبوا ان تهمته كونه جمهوري ومِثْلي الجِنس , ولكن جسده كما تنبَّأ في إحدى قصائده لَم يُعثَر عليه : (( وعرفتُ أنني قُتِلْتُ / وبحثوا عن جُثتي في المقاهي والمدافن والكنائس / فَتحوا البراميل والخزائن / سرقوا ثلاث جُثث / ونزعوا أسنانها الذهبية / ولكنهم لَم يجدوني قَط )) .

تتحدث بطلتك عن العقاب , ألا تعرف ان التأملات العبثية في مهرجان العدم , ماهي الا سرد لمحاولات الهروب من فوضى الوجود, أو ضحكات مكتومة في سمفونية الفراغ؟ يبدو انها لاتعرف ان للذئبِ حكمته ُ, فلا ينبغي, أن تفتشَ العِيرَ كلّها ,لا ينبغي عليها أن تكونَ الأحكم دائما , ولتتذكّر انها كائن محدود القوى , وان خيوطها واهنة مهما تفنّنتَ بصناعتِها , ولتأخذْ صُواعَ المَلك خاصتها , ولتترك لنا صيعان أبيها , ولتمسّك بالضوء من اجل عينيها , ثمّ تعلق بالغيوم من اجل قدميها , ولتمشِ بأناقتها, باعتدالِ خطوتها , ولا تنسَ أنّها مطرودة , وأن المسافات خدعة للبصر, وبثقةٍ عاليةٍ فلتقتربْ للباب ولتنسَ تعدّد الأبعاد , ولتتذكرْ دائما لا وصول بلا خطوةٍ فوقَ الهواء.

لماذا تجعلينها تتحدث عن الأقدار وساعات الأنتظار والصمت الليلي ولعنة المسافات ؟ قولي لها ان هذا النورس الأبيض القابع في صدرها ما زال يحلق بعيدًا, لم تتعب جناحاه من الرفرفة في محاولة القبض على السماء, ولم يمل من ضرب الماء بالماء بحثًا عن نفسه في هذا الوجود المدهش, ما زال يلمس تلك الجدران العتيقة الواقفة هناك, صامدة, تقرع كؤوس الزمن بالزمن, تحاكيه وتعاتبه, قولي لها ان متعة الوجود أن لغته تنتشلنا من سرنا وترمينا بسره, وبعد مسار العمر الطويل لم يعد لنا بيت أو مكان نلجأ إليه, ولا باب ولا نافذة نطل منها على بعضنا, ولن نرى الشروق الرقيق بعد اليوم, ولا الليل الحنون, وستموت معنا الحكايات والأماني والأحلام , وستموت الألوان.
يومًا ما قلت : لم أعد أهتم لإنذارات ساسة العشيرة بمنحي مخالفة انتهاك أحكامها,
لكن هذا الانتهاك كان كفيلًا بمناكشة الروح, وتوزيعي وندامى الجرح الأبدي, كؤوس الندامة والحزن, ما أجمل العمر المنسدل على قافية القصائد وهي تحث خطاها إلينا ,ولكن ان أسوأ المحطات حين يبرعون في زرع بتلات الأسى والحزن بين المقلتين, ويدعونا نعيش كل تلك التفاصيل الدقيقة والمملة, و أرواحنا تعرج بنا إلى منافي الحنين, ولم تفلح, دعي بطلتك تظل تبحث, عن قارة تشبه قلبها, بنبضه وجنونه, ودعيها تتقاسم مراسيم ولادة زهرة اللوتس, على محافل الطرقات والمنافي, وبين الحرب والحب, حيث لا أحد يفقه لغة هذا القلب المجنون, لا أحد إلا سواها .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الحب المستحيل .
- مقامة الحروب .
- مقامة الحرام .
- مقامة الصباحات .
- مقامة الحضارة .
- مقامة الأبتسامة و السعادة .
- مقامة الأبتسامة .
- مقامة أزدواجية المعايير .
- مقامة ألأرق .
- مقامة النظارات .
- المقامة الشرقية .
- مقامة الذكرى السنوية للحب .
- مقامة ألأرواح والملامح .
- مقامة العيد .
- مقامة ألأتيكيت .
- مقامة الثلج .
- مقامة الأمهات .
- مقامة مظفر النواب .
- مقامة حكايات دبلوماسية .
- مقامة حكاية العملية السياسية )


المزيد.....




- قبل فيلم -كشف القناع عن سبيسي-.. النجم الأميركي ينفي أي اعتد ...
- بعد ضجة واسعة على خلفية واقعة -الطلاق 11 مرة-.. عالم أزهري ي ...
- الفيلم الكويتي -شهر زي العسل- يتصدر مشاهدات 41 دولة
- الفنانة شيرين عبد الوهاب تنهار باكية خلال حفل بالكويت (فيديو ...
- تفاعل كبير مع آخر تغريدة نشرها الشاعر السعودي الراحل الأمير ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 158 مترجمة على قناة الفجر الجزائري ...
- وفاة الأمير والشاعر بدر بن عبدالمحسن عن عمر يناهز 75 عاماً ب ...
- “أفلام تحبس الأنفاس” الرعب والاكشن مع تردد قناة أم بي سي 2 m ...
- فنان يحول خيمة النزوح إلى مرسم
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 159 على قصة عش ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العقاب .