أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأرواح والملامح .














المزيد.....

مقامة ألأرواح والملامح .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7944 - 2024 / 4 / 11 - 17:03
المحور: الادب والفن
    


مقامة ألأرواح والملامح :
وجدت عبارة على صفحتي بخط اليد تقول ( صباح الخير لجميلي الروح قبل الملامح ),
هذا مايسونه بألأختزال الوافي لحيوية الموضوع , لاتزال تفتنني عبارة توصيف التصوف الإسلامي القائلة بأن التصوف هو لغة الأرواح في درجتها الأسمى, والملامح أغنية لمحمد عبده يقول فيها : (( تسأليني ليه في صوتي من أحزانك ملامح ؟ ليه في صمتي من سكوتك ملامح ؟ وليه انا وانتي تجمعنا مداين عشق وليه فينا من بعض حزن الملامح ؟ لأن انتي هو أنا وبيننا سر التشابه , وأننا نفهم بعضنا وعشقنا يمطر سحابه)), ها أنا أضيف : أثاريها الملامح تفضح المتعوب , والقلب اذا كان فرحان حتى الملامح تصير حلوة, يرى علماء النفس أن شكل الوجه يشير إلى ما نخفيه في أعماق نفوسنا, فحتى لو حافظت على وجه متجهم , فتقاسيم وجهك تكشف تفاصيل عن شخصيتك, ووضعك الصحي, وكذلك مستوى ذكائك, ودائماً ما يساء فهم صاحبات الملامح الحادة الذي يبدو كالغرور, بالرغم من أنهن لطيفات.
اما ألأرواح فأنه مصطلح يحمل طابعاً دينياً وفلسفياً وثقافياً يختلف تعريفه وتحديد ماهيته ما بين الأديان والفلسفات والثقافات المختلفة, ولكن هناك رأي سائد عبر كثير من الأديان والاعتقادات والثقافات البشرية على أن الإيمان بوجودها يجسد مفهوم المادة الأثيرية الأصلية الخاصة بالكائنات الحية, وإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في الوجود مع الاعتقاد بكونها الأساس للإدراك والوعي والشعور عند الإنسان, ويختلف مصطلح الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد, وتكون العينان شرفتا الروح, تخبرانك بعمق لا مرئي وأحاسيس غير منظورة كالحب والحزن والفرح وغيرها من مكنونات النفس المتشابكة, ومن خلالهما يمكنك تخمين النظرات الحانية, والمعاتبة, والكارهة, والطيبة, والغاضبة, والحالمة, والراضية, وما إلى ذلك من تعابير متخفية ودفينة, لها علاقة بما تحمله النفس من مشاعر طاغية, فالعيون تمنح إحساساً واضحاً يصل للآخرين ممن فقه حديث القلوب بسهولة, وبصعوبة لمن لا يمتلك القدرة على قراءة مكنونات النفس وتلك مفردات أخرى للغة واحدة صامتة هي لغة الأرواح, وحديث الرّوح إلى الأرواح يسري، فتدرِكُه القلوب بلا عناء.
يقال أن الحب سمى حبًا لأنه لباب الحياة تماما كما أن الحَبّ لُباب النبات, وبما أن الحب هو أسمى ما يحكم العلاقات بين بني البشر ويمثل درة تاج التواصل الاجتماعي فيما بينهم, فإن سموه هذا يرجع إلى خصوصية الروح ذاتها ويستمدها منها ولذلك فإن أسمى علاقات الحب على الإطلاق هي التي ترقى إلى مستوى تلامس الأرواح وارتقائها بعيدا عن الجسد والمادة والاعتبارات البشرية وهو ما يسمى بـ الحب الحقيقي الخالي من الأغراض,
إن من ذاق نشوة الحب الحقيقي عرف أن وصال الأرواح هو الحب الذي لا يمكن أن يعادله حب, هو حالة التقاء الروح بخليلها, تلك الحالة التي لا يساويها احساس ولا تضاهيها مشاعر ولا يرتقي لسموها وصف, وهي التي كانت ومازالت البشرية مذ بدء الخليقة تحاول تحليلها وتحديد ماهيتها, هي ما دأب المفكرون والشعراء والكتاب والمطربون عبر العصور يحاولون معرفة أغوارها والاستزادة منها هي التي قال عنها جبران خليل جبران: ((قاتل الجسم مقتول بفعلته وقاتل الروح لا تدري به البشر)) .
يقول محمد عبد الوهاب في أغنيته عاشق الروح ((عشق الروح ما لوش اخر ... لكن عشق الجسد فاني)), ونحن نعرف أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف , والحب ثمرة توفيق إلهي وليس ثمرة اجتهاد شخصي, وهو نتيجة انسجام طبائع يكمل بعضها البعض الآخر ونفوس متآلفة متراحمة بالفطرة, يقول شمس المتصوف في قواعد العشق الاربعون : فانا لست واحدا من اولئك الاتقياء الذين يمضون حياتهم كلها وهم جاثمون على سجادة الصلاة , بينما يغلقون عيونهم وقلوبهم عما يجري في العالم الخارجي , ولا يقرأون القرآن الا قراءة سطحية , اما انا فاقرأ القرآن من خلال الازهار المتفتحة والطيور المهاجرة ,اني أقرأ انفاس القرآن التي تتخلل البشر.
آه من عمق العبارات ومن ذلك الذي كتب ((كل الدجاجات ماكرة , أذا كان كاتب الرواية ثعلبا)) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة العيد .
- مقامة ألأتيكيت .
- مقامة الثلج .
- مقامة الأمهات .
- مقامة مظفر النواب .
- مقامة حكايات دبلوماسية .
- مقامة حكاية العملية السياسية )
- مقامة الثقافة .
- مقامة عيون الجؤذر .
- مقامة أستمارة أنحدار العائلة .
- مقامة داحي الباب .
- مقامة الرد .
- مقامة الطحن .
- مقامة العصا والجزرة .
- مقامة دنيا غريبة .
- مقامة البصر أم البصيرة .
- مقامة كيف يتم النهب الأستعماري للشعوب.
- مقامة الحلزونة .
- مقامة اللحظات المتسربة .
- مقامة ترانيم الوجدان .


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأرواح والملامح .