أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أستمارة أنحدار العائلة .














المزيد.....

مقامة أستمارة أنحدار العائلة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7934 - 2024 / 4 / 1 - 13:22
المحور: الادب والفن
    


مقامة أستمارة أنحدار العائلة :
كان وطنا ملء القلب , فكيف لم يعد لنا فيه متسع ؟
عندما كانت الدولة تنتقي رجالها , كانت تسأل عن أنحدار عائلة وأسلاف موظفيها , كانوا يكتبون في استمارة خدمتي المتداولة عبارة ( فلاحي ) , هنا كان يتوارد الى الذهن كيف كان جدي وابي واعمامي اميين , يعرفون ان يكتبوا سنابل الحنطة والشعير بأتقان , والفواصل كانت أوراد الخزامى , اما النقاط فكان زهر الخباز البري , كانت الهمزة عش القطا الذي فتح القلوب فأسكنته بين سنبلتين , وكان المنجل هو الممحاة التي تعمل بعد ان تتيبس الكلمات , فيبدأون بقراءة تراتيل المحراث.
كانوا يهمسون في الأذن , ويكتمون تفاصيل البذار , ولا يشون بطقوس الدفن , فقد صار القمح رغيفا , كانت الفراشات تخبرهم عن مزاج الورد , وكانت امهاتنا والجدات يقتلنهم ويدفننهم في عيونهن , كان ذلك قبل ان تعرف نساء الكون بطش الكحل , آه أريد ان اصرخ ملء الكون عن تاريخ أسلافي , انا ابن تلكن ألأعرابيات اللائي لم يعرفن الخطيئة , ويحملن الحب في القلوب كقنبلة موقوتة ضبطها مجنون , فلا يعرفن متى تطيح بعشاقهن وبهن , امهاتنا المتضمخات بوداعة الجوري وشراسة القرنفل , الأعرابيات أخطر نساء الأرض , عيونهن المنفى وأحضانهن الوطن.
تعلمنا من فلسفة اسلافنا الأيمان بأن الأمور السيئة كان بالأمكان ان تكون أسوأ , فقد كانوا يحمدون الله ان السيء قد وقع , لأن الأسوأ كان بالأمكان ان يقع أيضا, ويعتبرون انه لكل مصيبة وجهين كالقمر لانرى الا جانبه المشرق , وياساتر من عتمته , يحاولون تخفيف المصيبة بالأبتعاد عن البحث في تفاصيل الأفعال , مثلما يرتبك راقص الباليه اذا ماراقب حركات قدميه , وهكذا كبرنا بأيمان عميق ان ماأصابنا لم يكن ليخطأنا , وأن ما أخطأنا لم يكن ليصيبنا.
كانت البراءة هي قلوب الفلاحين المفتوحة على مصراعيها للطيور المهاجرة كل عام , لقالق وسنونو, كانت الدوالي تتفتق عنبا لأجلهم , ويهطل المطر كي يستحم بهم ويغشى المكان معهم , اما ناياتهم الحرى بلهيب الوجدان فكانت تعكس احلاما لايخنقها شحذ السكاكين , أتعبوا الهواء بلغتهم الركيكة , وتصدعت جدران الطين من قصص جداتهم المهدهدة , ظل ايمانهم أنه لااحد يموت من الجوع , ثم ان العشب كثير , كان انحدار الفرد وطن يملأ القلب , فأين ذهب المتسع ؟ ولماذا أخلفت المواعيد توقيتاتها؟
زدتني تعسا ايها المتسع , وبعد الأقصاء الذي حكم على الأحلام بوقف التنفيذ , وهيمنة مدعي العفة ومعدومي الأنحدار العائلي , لم يعد في أرض ألأسلاف مايكفي من النخيل لنطوع به المسافات , وسيكتب التاريخ بخزي ان عصا بأرض العراق عجزت ان تكون عكازا , للذين يتمنون ان يمشوا بأتزان في طرق خيانة أدمنت خطاهم المتعثرة.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة داحي الباب .
- مقامة الرد .
- مقامة الطحن .
- مقامة العصا والجزرة .
- مقامة دنيا غريبة .
- مقامة البصر أم البصيرة .
- مقامة كيف يتم النهب الأستعماري للشعوب.
- مقامة الحلزونة .
- مقامة اللحظات المتسربة .
- مقامة ترانيم الوجدان .
- مقامة الشمع الباكي .
- مقامة الوطن .
- مقامة الخوافي للخوافي .
- مقامة الخزامى.
- مقامة الأغفائة.
- مقامة المعلم.
- مقامة أمة الذرى.
- مقامة مرارة قهوة الكتابة.
- مقامة النهب الأستعماري للشعوب
- مقامة الترييف


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة أستمارة أنحدار العائلة .