أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مرارة قهوة الكتابة.














المزيد.....

مقامة مرارة قهوة الكتابة.


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7917 - 2024 / 3 / 15 - 21:00
المحور: الادب والفن
    


مقامة مرارة قهوة الكتابة:
الكتابة هي حصان طروادة الذي نحتاجه لأقتحام ذواتنا , لأنها كل ماتبقى من زمن لم يتبق لنا شيء فيه , لأننا نؤمن ان بالكتابة يمكننا التآمر على الوقت , ولأنها وسيلتنا الوحيدة لمعانقة الأرواح , لقد سجل التاريخ ان أقلاما كثيرة غيرت مسارات جيوش , ولكنه لم يسجل ان جيشا استطاع ان يغير مسار قلم حر واحد.
تبدأ ممارسة طقوس المرارة الصباحية داخل فنجان قهوة , حيث لابد من ادراك العلاقة بين مرارة القهوة والحياة , ولأننا نجهل تراتيل البن تتراكم الأسئلة في الأذهان , فتأتي امرأة أغلب الظن أنها لاتجيد قراءة الحروف لتقرأ ماتلملم على حافة الفنجان المر.
كنا قد قرأنا أن العرب ليسوا سوى ظاهرة صوتية , عكاظ , وذو المجاز , ومجنة , ودومة الجندل ,هي أسواق كان اجدادنا يبيعون فيها الكلام , وكان النابغة رئيس غرفة التجارة الذي يفاضل بين بضاعة حنجرة وأخرى, والمثير للضحك أنه حين أفنى الرجال عمرا في تدبيج قصائدهم قضى النابغة بأن أشعر العرب أمرأة.
قد يحتوي القلب أمواجاً عاتيةً و عواصف ثائرةً وبراكين متفجرةً, لكنها مقهورة وراء جدار النفس السميك تنفرد بصاحبها وتحاصره وتؤرق ليله دون أن يجد للخلاص منها سبيلاً وإذا مات دفنت معه في قبره, أما حين يكتب الإنسان فإنه يغادر مربع المحدودية والعجز ويتجاوز قيود النفس والزمان والمكان فيشارك عالمه الداخلي مع العالم الخارجي ويعرض على الناس بضاعته فلا تظل المعاني ملكاً خاصاً يستحوذ عليه في قلبه إنما تشيع وتلاقي شبيهاتها من الأفكار فتتفاعل وتنضج وتستوي على سوقها فيأخذ الناس منها ما ينفع حياتهم لتحقق الرسالة المنوطة بها بالتأثير والتحقق في عالم الواقع.
السابقون كتبوا أن المحكمة برأت الذين أغتالوا المتنبي وقد جاء في الحيثيات ان الذي قتله بيت شعر قاله لحظة غرور, وقد تبين ان الكتب قاتل محترف فقد ضبطوها بالجرم المشهود فوق جثة الجاحظ , وجاء في محضر التحقيق انها خنقته حتى الموت , ومن يومها اعتبروا ان الكتابة شروع في القتل , اما انا فحين بدأت الكتابة أشرت انه بعد أنتهاء حرب الأميركان عام 1991 , قال الشيخ الذي فقد يده اليمنى بقنبلة ذكية لحفيده الذي فقد ساقه بقنبلة أذكى : حمدا لله الذي أنجانا من صواريخ توماهوك الغبية, ثم أن جارلنا لم يبق له أحفاد ليسامرهم ,فقد كفت بلاد سومرعن ممارسة السمربعد الأحتلال , ولكن المذيعة على قناة الجزيرة قالت ذاك المساء وهي تسامر الجار : لقد جاؤوا بحثا عن اسلحة دمار شامل , وما حل بكم هو الدمار الشامل , بقي ان يعثروا على الأسلحة وينصرفوا, وقلت مساؤكم موشح بالدم أيها القتلة, وحين اكتب في مجال آخر مثلا لا أستطيع ان اتقمص دورا لبائعة الهوى , لاأستطيع ان اكتب كيف ان جسدها ينادي عليك وروحها تلعن شجرة عائلتك وصولا لسابع الأجداد , لايمكنني ان اتصنع ألما لا أعيشه ولو لأجل المال, و بالنسبة للإنسان الذي أحتل وطنه, تصبح الكتابة مكاناً يعيش فيه.
الكتابة ليست شأناً يسيراً, بل هي نفحة من روح القدس, الكلمة قد تقيم عدلاً وقد تمنع حرباً وقد تصحح مساراً وقد تغير تاريخاً, يقول الإنجيل: (( في البدء كانت الكلمة)) , وفي القرآن يقسم الله تعالى بالقلم وما يسطرون , الكتابة هي التي تنقذ الإرث الإنساني من الضياع وتراكمه وتنميه, لذلك لم تبدأ الحضارة إلا باكتشاف الكتابة, لأن الإنجازات التي لا يدونها الإنسان تتلاشى و لا تستفيد منها الأجيال القادمة و سيكون عليهم أن يعيدوا اختراع العجلة مرةً بعد مرة وفق مبدأ التجربة والخطأ المضيع للوقت والجهد.
صور مستفزة قاتلة, خناجرُ تهاجمُ العينَ والروح, كلُّ غضبٍ قليل , وكلُّ صراخٍ ضائع, ترى هل أوصلت لكم مرارة الكتابة ؟



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة النهب الأستعماري للشعوب
- مقامة الترييف
- مقامة شجرة الحياة
- مقامة طمس التاريخ.
- مقامة مرافعة دفاع عن أحمد شوقي
- مقامة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة مرارة قهوة الكتابة.