أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأتيكيت .














المزيد.....

مقامة ألأتيكيت .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 7942 - 2024 / 4 / 9 - 15:47
المحور: الادب والفن
    


مقامة ألأتيكيت :
كان فن ممارسة الأتيكيت أحد مواد درس الدبلوماسية في معهد الخدمة الخارجية الذي توجب علينا دخوله حال التحاقنا بالعمل في وزارة الخارجية, معظم المحاضرين كانوا من أساتذتنا السابقين في الكلية أو من قدامى السفراء بالوزارة , كانوا يعلمونا كيف نتصرف وكيف يكون أداؤنا في ألأحداث المختلفة , ونوع الملابس التي نرتديها , وكل انواع السلوك الواجب أتباعها في المناسبات التي نحضرها بأعتبارنا دبلوماسيون ممثلون لبلدنا....
كان أحد الدروس يتعلق بحضور دعوات الغذاء والعشاء وكل المناسبات التي يوجد فيها تقديم أطعمة او مشروبات , كان المدرس السفير عبد الودود الشيخلي مدير دائرة المراسم رحمه الله , وقد شرح لنا مطولا كثير من التفاصيل المهمة والمفيدة لحياتنا العملية , و كان أهم تعليماته التي لازالت محفوظة في الذاكرة هو انه في حالة تقديم طعام او شراب لانعرفه ولانعرف كيفية تناوله ألا نمد أيدينا ونكون البادئين بالأكل او الشرب, بل الأنتظار لرؤية ماسيفعله ألآخرون ثم نتماشى مع مافعلوه حتى لانقع في أخطاء محرجة.
كل هذه المقدمة ليتسنى لي الحديث عن واقعة حدثت أثناء مرافقتي للسفير عبد الكريم مكي العاني لحضور دعوة رئيس جمهورية موزمبيق سامورا ماشيل للسلك الدبلوماسي ألأجنبي بمناسبة ألأحتفال بميلاد حزب الفريليمو الحاكم , كانت دعوة غذاء في حديقة القصر الجمهوري الواسعة التي تطل على المحيط الهادي , وكانت الأطعمة التي قدمت لنا جميعها من المأكولات البحرية , تبدأ بحساء للأسماك والمخلوقات البحرية الصغيرة جدا , ليعقبها السمك المشوي والروبيان وأللوبستروغيرها مما يتم أصطياده من ساحل موزمبيق الغني الذي يمتد لأكثر من ألف كيلومتر, كان جلوسي بجوار السفير يقابلنا مستشار سفارة زامبيا , وهو صديق شخصي تعرفنا عليه مسبقا ووطدنا علاقتنا به بحكم تحدثه باللغة الأنكليزية التي كنا نرغب في ممارستها وتقويتها , كان المتعارف عليه في هكذا دعوات ان تقدم الحلويات بعد ألأنتهاء من تناول الطعام ثم يعقبها الشاي او القهوة, ولكنا فوجئنا بوضع كاسة صغيرة امام كل منا مليئة بسائل كأنه الماء وتطفو عليه زهرات من الياسمين ألأبيض , لم نعرف انا والسيد السفير ماهية هذه الكاسة وماالغرض منها وكيفية تناول مافيها , هنا تذكرت نصيحة السفير الشيخلي وهمست لسفيرنا بها وأنتظرنا ان نرى ماذا سيفعله ألآخرون ثم نقلدهم , الا ان صديقنا الزامبي كان يبدو مستعجلا وواثقا , عندما بادر وشرب محتويات الكاسة كاملة , لينصدم بعدها عندما رأى الحضور يمدون رؤوس أصابعهم ليفركوها بالماء ويعصروا زهرات الياسمين ليتعطروا برائحتها , فعلنا انا والسفير مثلهم , وحين نظرت الى صديقنا المستشار وجدت وجهه الفاقع السواد وقد تحول الى اللون ألأحمر من شدة الخجل , وقد عرفنا وتعلمنا أنه في مآدب الطعام البحري يجري العمل بهذه الطريقة لأزالة آثار ورائحة الطعام بعد الأكل.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الثلج .
- مقامة الأمهات .
- مقامة مظفر النواب .
- مقامة حكايات دبلوماسية .
- مقامة حكاية العملية السياسية )
- مقامة الثقافة .
- مقامة عيون الجؤذر .
- مقامة أستمارة أنحدار العائلة .
- مقامة داحي الباب .
- مقامة الرد .
- مقامة الطحن .
- مقامة العصا والجزرة .
- مقامة دنيا غريبة .
- مقامة البصر أم البصيرة .
- مقامة كيف يتم النهب الأستعماري للشعوب.
- مقامة الحلزونة .
- مقامة اللحظات المتسربة .
- مقامة ترانيم الوجدان .
- مقامة الشمع الباكي .
- مقامة الوطن .


المزيد.....




- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية
- فيلم -البحر- عن طفل فلسطيني يفوز بـ-الأوسكار الإسرائيلي- ووز ...
- كيف تراجع ويجز عن مساره الموسيقي في ألبومه الجديد -عقارب-؟
- فرنسا تختار فيلم -مجرد حادث- للإيراني بناهي لتمثيلها في الأو ...
- فنانة تُنشِئ شخصيات بالذكاء الاصطناعي ناطقة بلسان أثرياء الت ...
- فيلم -مجرد حادث- للمخرج الإيراني جعفر بناهي يمثل فرنسا في تر ...
- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة ألأتيكيت .