أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تأثير الخرافة الإيجابي













المزيد.....

تأثير الخرافة الإيجابي


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7918 - 2024 / 3 / 16 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد الحوار الأخير للمفتي علي جمعة و الذي أثار جدلا واسعا
بسبب إقرار العلاقات الجنسية قبل الزواج و توسيعه لمفهوم الجنة ليشمل غير المسلمين

استوقفني تعليق من متثاقف عربي ( ملحد ) من خلفية إسلامية يهاجم شخص المفتي علي جمعة بدعوة إن وقت الخرافات قد انتهى و لا داعي لإعطاء هذه الفتوى اكبر من حجمها !

و ان معركتنا الأساسية هي مع الإسلام و الأديان في صميمها معركة انهاء الخرافة و القضاء عليها !

و في الحقيقة قد ادهشني هذا التعليق بمدى سطحيته و سذاجته و قصر نظر صاحبه الذي  يختلق معارك وهمية عديمة النفع بل و مؤذية الى ابعد الحدود .

لأننا اذ كنا ننظر الى الأمور بمقاييس الإشتراط السلوكي البافلوفي فلابد ان نكافيء كل صوت يدعو للسلم الأهلي الإجتماعي بغض النظر عن العناوين العقائدية و نشجب كل صوت نشاز يدعو للتحزب و الطائفية
و بخلاف ذلك فأننا نرتكب ماهو مخالف للعرف الإنساني

فأنا شخصيا لم اعتبر معركة التوعية هي معركة ضد خرافات !
لأنني لو فعلت ذلك فسأكون بمنزله دون كيخوتي دي لا مانتشا
الذي يحارب طواحين الهواء ظنا منه انها وحوش عملاقة

لمن لا يعرف رواية دون كيخوتي فهي شخصية في رائعة
ميغيل دي ثيربانتس سابيدرا

ثم من قال ان الخرافة بحد ذاتها مضرة ؟
هل تعلم أخي العزيز إنه لولا الخرافات لأنقرض الجنس البشري !
لا اعلم ان كان الشخص صاحب هذا التعليق السلبي نفسه من مصر او سواها من الأمصار  ، و لكن لو نظرنا الى الخرافات الشعبية المصرية على سبيل المثال لا الحصر
فأننا نجد إن هذه الخرافات إنما قد صيغت لحماية النسل
فقصص ( ابو رجل مسلوخة ) و ( النداهة ) و ( امنا الغولة )
إنما أُعدت لتكون حكايات ذات طابع تعليمي للأطفال ، لدفعهم الى عدم الثقة بالغرباء و الى عدم مغادرة المنزل الى مناطق بعيدة عن رقابة الوالدين
و لولا ذلك الوعيد و التهديد لكان اولئك الأطفال جثث هامدة ملقاة على حواف الترع بعد انتزاع براءتها منها

اخي العزيز .. شعب بلا خرافة يعني شعب بلا ثقافة !
و لا يوجد على وجه البسيطة من مشرق الشمس الى مغربها شعب بلا خرافة ، لأن الخرافة إحدى إفرازات الثقافة

كلا لست ضد الخرافة بل أَنا اعشقها و انكب على دراستها  !
قد تصدمك مثل هذه الإجابة و لكنها الحقيقة الغير مرئية لمثقفينا مع الأسف في العالم العربي و هذا ما يجعلهم في صدام مع تراثهم الشعبي و الديني

لأن الخرافة قصة اسطورية تقدم لك الحقيقة الصعبة بشكلها الجميل و السلس الذي يعلق بالذهن

واريد هاهنا أن اضرب مثلا لكل معتبر
أحدهما من مملكة السويد و الآخر من جمهورية المانيا الاتحادية

لو سألت اي من مثقفينا من هي الشخصية الأدبية الأكثر تأثيرا في وجدان العالم العربي لأجيال السبعينات و الثمانينات و التسعينات ؟
و هنا اكاد اجزم أن لا أحد سيقدر على الإجابة لهكذا سؤال معقد

و لكن من جهتي فأنا قادر على إجابتك بثقة وإطمئنان الى درجة أنني اعتقد أن لا أحد سيقدر على مخالفتي !
إنها الكاتبة و الأديبة السويدية 
سِلما لاگَه لوف
Selma Lagerlöf

طبعا للوهلة الأولى ستصدم ! و ستقول من هي هذه المرأة ؟ فأنا بحياتي لم اسمع بها . و كيف لإمرأة لم أسمع بها أن تشكل وجداني فتؤثر في معلوماتي و أخلاقي؟
و ما علاقة هذه المرأة اساسا بموضوع الخرافات و الأساطير ؟

و بأختصار شديد فالسيدة
Selma Lagerlöf
هي روائية سويدية حازت على جائزة نوبل في الآداب في سنة ١٩٠٩

و كما قلت عزيزي المولود في جيل الثمانينات فأنت لن تعنيك مثل هذه المعلومة
و لكن لو سألتك هل تعرف شخصية نيلز هولگە شونز في افلام الرسوم المتحركة  ؟
Niels Holgerssons

ذلك الفتى الأشقر الذي يرتدي قبعة حمراء مخروطية في ذنبها صافرة و الذي يتحول إلى قزم فيسافر على ظهر اوزته عبر انحاء السويد ؟
فبكل تأكيد ستعرف نيلز  !

هل تعرف عزيزي
بأن السيدة
سِلما لاگَه لوف
قدمت هذه الرواية للأطفال لدفعهم لتعلم مادة الجغرافية ( الجافة ) بعشق لا مثيل له ؟!
هل تعلم بأن هذه المرأة سافرت عبر انحاء السويد من شمالها الى جنوبها لكي تدرس اساطير و خرافات كل منطقة على حدة ؟!

فجمعت في رواية واحدة ..جغرافية السويد و اساطيرها الشعبية و علمت الأطفال معنى الرفق بالحيوان وحب الوالدين !

و قد بلغ تقدير مملكة السويد لهذه المرأة بأن طبعت صورتها على عملتها النقدية من فئة ٢٠ كرون !

أَما اذا جئنا الى الى التجارب العلمية التي أجرتها جامعات مرموقة حول تأثير الخرافة الإيجابي
فلدينا تجربة موثقة لصالح جامعة كولن أجراها مجموعة من علماء علم النفس الإجتماعي و التجربة نقلتها صحيفة
Süddeutschland zeitung
بتاريخ ٢١ / ٠٧ / ٢٠١٠
تحت عنوان :
Wie Aberglaube hilft
كيف تساعد الخرافة

Denn: Aberglaube hilft. Das ist das Fazit einer Studie der Universität Köln.

Bekanntlich setzen viele Sportler auf Glücksbringer oder hängen irgendeiner anderen Form des Aberglaubens an. Golfprofi Tiger Woods etwa trägt am letzten Turniertag immer ein rotes Hemd, Basketball-Star Michael Jordan wollte niemals auf seine Shorts von der North Carolina University unter dem eigentlichen Trikot verzichten. Und Miroslav Klose folgt einem festen Ritual beim Anziehen von Schuhen und Stutzen. Außerdem muss es der rechte Fuß sein, mit dem er das Spielfeld betritt. Aber bringt ein solches Verhalten tatsächlich etwas? Und wenn ja, was?

Genau diesen Fragen ist die Sozialpsychologin Lysann Damisch nachgegangen. Zusammen mit ihren Kollegen Barbara Stoberock und Thomas Musseiler hat sie eine Reihe von Versuchen unternommen. So luden die Forscher 28 Studenten zum Golfspielen ein. Bevor die Versuchsteilnehmer jedoch abschlagen durften, erklärten die Psychologen der Hälfte von ihnen, ihr Ball habe sich bisher als Glücksball erwiesen.

https://www.sueddeutsche.de/wissen/psychologie-wie-aberglaube-hilft-1.962888

اذا الخرافة يمكن ان تحاربها حينما يكون لها تأثير سلبي على الواقع المعاش
و لكن حينما يكون لهذه الخرافة تأثير ايجابي فأنا لن اقف ضدها
هذا هو الواقع و المنطق
و موقف الشيخ علي جمعة يشكر عليه و هو يمثل موقف إسلامي بوجه سمح ينبغي أن نعضده لا ان نقف ضده

فأخي المثقف العربي المحترم  ..
لا تتكبر على الناس !
و لا تقرف عيشتنا بسحنتك البائسة لأنك قرأت فصلين في كتاب اصل الأنواع !

الله يطيح حظك مع خالص حبي و تقديري



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حادثة بغديدا _ اسئلة حائرة
- نهاية التاريخ
- الحجاب و عاشوراء
- علوش البطل
- اخبار سريعة
- الشخصية السياسية العراقية _ موميكا نموذجا _
- الرواية الدينية
- الى الأحباء القرآنيين
- جاء رمضان و جاءت مشاكله
- رسالة ختامية الى الإخوة الموامنة
- عن الخمر في بلاد الخمر
- الحجاب و التواصل البصري
- المحتوى الهابط
- الصلاعمة و الإشتراط السلوكي البافلوفي
- اليسار الفرنسي ..مكانك راوح
- تطرية القلوب في معرفة الراكب و المركوب
- تنبيه العوام لشرور الإسلام
- حول الزط و اصولهم
- محاولة لتوجيه الصراع الى المسار الصحيح
- قطر و كأس العالم الإسلامي


المزيد.....




- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - تأثير الخرافة الإيجابي