أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - جاء رمضان و جاءت مشاكله















المزيد.....

جاء رمضان و جاءت مشاكله


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 17:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اثناء قراءتي للأخبار البارحة لفت نظري هذا الخبر الغريب الذي لا يخلو من بعض الدعابة 

حيث فوجئنا في الأيام الماضية بمجموعة من الأخبار الغريبة في العراق التي يبدو إنها لم تراعي التنوع الثري في هذا البلد 

وها نحن نعود من جديد الى قصة التنوع
آخر تلك القرارات كانت إصدار وزارة الداخلية العراقية، يوم الأربعاء، تعليمات خاصة بشهر رمضان تتضمن منع الإفطار العلني و المطاعم غير المجازة، ومحال بيع المشروبات الكحولية كافة. 

و جاء في بيان الوزارة ما نصه :
يمنع منعا باتا الإفطار العلني أو الإجهار بالإفطار العلني خلافا للتعليمات الصادرة من الجهات الرسمية المختصة، ويتعرض المخالف للمسؤولية القانونية

اما لماذا يحمل هذا الخبر روح الدعابة ؟ لأنه ببساطة محاولة تقليد اعمى للمحيط الإقليمي دون النظر الى الواقع الديموغرافي

في البداية اخواني لابد ان نضع في الإعتبار التالي :

الصيام هو الإنقطاع الإختياري عن الطعام و الشراب و الملذات
و الإختيار هنا ان تكون معاناتك اثناء الصيام خالصة لله

فالصيام في عرف العوام ( اصحاب التدين الشعبي ) هو رياضة مقاومة الشهوات

وحتى تقاوم الشهوات لابد ان تنتصر عليها و حتى تنتصر عليها فلابد ان تكون أمامك و تُعْرِضْ عنها

فإذا كان صيام المرء اجباريا لمجرد انه لايوجد مطعم مفتوح في الشارع ، و هناك شرطة تمنع الناس الراغبين في الأكل او تتوعدهم بالعقوبة في حال الإفطار فما فائدة الصيام ؟

هل المرء يصوم لربه أم يصوم خوفا من السلطة ؟

اذا ..انت حينما تصوم فأنت تصوم لله و ليس لي ، و أجرك الذي تتحصله من صيامك _إذا كان لك أجر _فأنت تتحصله لنفسك و ليس لي

فما معنى ان تجبر غير الصائمين على ان يصوموا معك ؟

يعني آني جيس حب لو باكيت جكاير شايلني بجيبك مثلا ؟

أخي وزير الداخلية المحترم يجب ان تصل الرسالة الى الجميع و أولهم جنابك الكريم كونك القائم على امن و امان الناس

إن محاولة تقليد بعض الإمارات السلفية في ممالك الخليج الفارسي او مصر في تعميم قوانينهم على بلد لم يؤمن شعبه يوما بهذا الهراء
هي عملية ردة على الدستور الذي انت مكلف من موقع مسؤوليتك بالحفاظ عليه بغض النظر عن عنوانك الحزبي او توجهاتك السياسية 

أخي وزير الداخلية المحترم

لقد بحثت لمدة مديدة عن عقوبة المفطر في الإسلام !
فوجدت إن الإفطار علنا لا حد فيه !
بل يقضي المكلف صومه مضاعفا في غير رمضان او يطلق سراح احد الأخوة البنغاليين او  يطعم ٦٠ مسكينا
فلماذا تتجرأون على الله بما لم ينص عليه الشارع ؟

و اليكم النص :

تهذيب الأحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد رضوان الله عليه
تأليف : الطوسي
جزء ٤ ، صفحة ٢٠٦
تحقيق وتعليق : السيد حسن الموسوي الخرسان
الطبعة الرابعة _  ١٣٦٥ ش
نهض بمشروعه الشيخ علي الآخوندي
چاپ از: چاپخانه خورشيد
آدرس ناشر: تهران، بازار سلطاني، دار الكتب الاسلامية

   
(( رجل أفطر في شهر رمضان متعمدا يوما واحدا من غير عذر قال: يعتق نسمة أو يصوم شهرين متتابعين أو يطعم ستين مسكينا فإن لم يقدر تصدق بما يطيق. ))

فهنا لا تحتمل المسألة خيار آخر
إما ان تكون وزارة الداخلية احرص على الدين من الذي شرع هذا الدين
لأنَّ الذي شرع الدين قد نسى ان ينص على القوانين المذكورة أعلاه في بيان الوزارة

او انه قرار فوقي لمحاولة فرض طابع التدين الخارجي على المواطنين ، يعني خلق مجتمع منافق و في نفس الوقت عملية قتل للإيمان الشعبي البسيط المجرد لدى العوام
لأنَّ صفة المتدين الصلعومي المنافق أو المرائي هي إنه انسان يخاف السُلطة و لا يخشى الله !

فهل هذا ما تسعى اليه أخي الصلعومي ؟

انظر الى حال ممالك الخليج الفارسي حيث الإيمان مقرون بالخوف من السلطة بينما الدين لعق على ألسنتهم

ثم عليك ان تعلم اخي العزيز انك بمثل هذه القوانين ستدخل في مطب التنوع الطائفي في العراق
و انا هنا لا اتكلم عن الأقليات الدينية من سكان العراق الأصليين من اهلنا كالمسيحيين و الإيزيديين و الصابئة بل اتكلم عن الطائفتين الكبيرتين ( السنة و الشيعة )

حيث ان الطائفتان لا يتفقان على موعد بدء شهر رمضان !
فكيف ستحكم ياترى بينهم  ؟  
فالسنة يبدأون صيامهم و من بعدهم الشيعة بيوم واحد

كم جاء في الأثر :
عن علي بن أسباط قال: قلت للرضا عليه السلام: يحدث الامر لا أجد بدا من معرفته وليس في البلد الذي انا فيه أحد استفتيه من مواليك قال: فقال:
ات فقيه البلد فاستفته في امرك فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه فإن الحق فيه.

بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
تأليف العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى الشيخ محمد باقر المجلسي
ج٢ ، صفحة ٢٣٣
الطبعة: الثانية المصححة
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
مؤسسة الوفاء بيروت - لبنان

فكيف ستحاسب المفطرين علناً ، الذين لا يعتقدون اساساً بأن شهر رمضان قد بدأ ؟

هل ستعتبرهم مفطرين علنا و بالتالي ستطبق عليهم القانون ؟
هل لوزارتك اصلا مثل هذه القدرة ؟

و حتى اثناء فترة شهر رمضان فالطوائف لا تتفق في الفترة الزمنية اي مدة بين الإمساك و الإفطار ، حيث يرى الشيعة ان الصيام
ينتهي بعد اختفاء الشفق الأحمر، وهو شيء يحدث بعد عشر دقائق من غياب الشمس

بينما يقول السُنَّة :
يبدأ إمساك الصائم عند أذان الفجر وإفطاره عند غروب قرص الشمس، فإذا غرب قرص الشمس جاز الإفطار

(( انظر الهامش ))

بما معناه : هناك فرق بمقدار ١٠ الى ١٢ دقيقة تقريبا بين صوم الطائفتين !
عدا عن إختلافهم في ضبط بدء شهر رمضان بمقدار يوم واحد على أقل تقدير و قد أشرنا اليه فيما سبق

طبعا بمناسبة شهر رمضان اتوجه بالتحية و التقدير لوزارة الداخلية
و لكل اصحاب المطاعم و محلات المشروبات الكحولية و اهلنا الأَعزَّة خصوصا في العراق

تحياتي القلبية البافلوفية العابرة للقارات و تمنياتي لكم  بافطار شهي و دائم انشاء الله

_________________________________

قال الطوسي :  (( ووقت الإفطار سقوط القرص، وعلامته زوال الحمرة من ناحية المشرق، وهو الذي تجب عنده صلاة المغرب، ومتى اشتبه الحال للحوايل وجب أن يستظهر إلى أن يتيقن دخول الليل، ومتى كان بحيث يرى الآفاق وغاب الشمس عن الأبصار ورأي ضوءها على بعض الجبال من بعيد أو بناء عال مثل منارة إسكندرية في أصحابنا من قال يجوز له الإفطار. والأحوط عندي أن لا يفطر حتى تغيب عن الأبصار في كل ما يشاهده فإنه يتيقن معه تمام الصوم. ))

المبسوط في فقه الإمامية
تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي
الجزء الأول ، صفحة ٢٦٩
صححه وعلق عليه السيد محمد تقي الكشفي
عنيت بنشره المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية
طبع هذا الجزء في المطبعة الحيدرية - طهران _ ١٣٨٧



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة ختامية الى الإخوة الموامنة
- عن الخمر في بلاد الخمر
- الحجاب و التواصل البصري
- المحتوى الهابط
- الصلاعمة و الإشتراط السلوكي البافلوفي
- اليسار الفرنسي ..مكانك راوح
- تطرية القلوب في معرفة الراكب و المركوب
- تنبيه العوام لشرور الإسلام
- حول الزط و اصولهم
- محاولة لتوجيه الصراع الى المسار الصحيح
- قطر و كأس العالم الإسلامي
- الآذان صوت الإنسان
- رزق الإخوان على الليبراليين
- سجودي لنهد خلقت
- لماذا تهتمون بالشأن الأوكراني ؟!
- هل يمكن تطبيق أفكار احمد . ت كورو
- مثال للنقد النصي للقرآن الكريم
- الهجوم على سلمان رشدي
- نظرية غوندياييف
- هل الحجاب عرف أم فرض ٢


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - جاء رمضان و جاءت مشاكله