هل يمكن تطبيق أفكار احمد . ت كورو

بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7361 - 2022 / 9 / 4 - 18:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هل الإسلام دين متخلف يتسبب في تأخر المسلمين ؟
بالتأكيد عزيزي إن الإسلام دين متخلف و بالتأكيد هو يتسبب في تأخر الصلعمايزيشن و يتسبب كذلك في مفاقمة مشاكلهم

لكن يجب أن ننتبه الى نوعين من الإسلام _ كما يقول الأستاذ مجدي خليل _ المحمدانزم و هم هؤلاء الصلاعمة الذين يحاولون تقمص شخصية رسول الإنسانية ( عليه الصلاة و السلام ) و القرن السابع الميلادي بكل تفاصيله  و هناك الصلعمايزيشن و هم هؤلاء الصلاعمة الذين لديهم مشروع سياسي الذين يحاولون تطعيم الإسلام ببعض عناصر الحضارة
وهؤلاء هم كمن يضع بعض البراز و يحاول أن يزينه بالشوكولا و الفريز لكي يقدمه في النهاية على إنه تورته لذيذة من كتاب أَبلة سماح

تسائل بعض الأصدقاء قبل بضعة أيام عن إمكانية تطبيق أفكار المفكر التركي
Ahmet T. Kuru
في الفضاء العام و إمكانية تطبيق تلك الأفكار أو نقلها من بطون الكتب الى حيز التطبيق في العالم الإسلامي لتبنيها من قبل النخب !

و الحقيقة إن المشكلة التي أعانيها حتى مع هذا الرهط الذي هو _ على وفاق معي _ هي عدم فهم الخلافات الجوهرية و البنيوية بين الإسلام و غيره من الأديان و إن العلمانية التي يُبَشِر بها كورو غير حقيقية لأنه يرتكب نفس الأخطاء التي يرتكبها كل المبشرين بالعلمانية في العالم العربي و الإسلامي
و هي إعتبار المشكلة تكمن في طبيعة التحالفات بين يملك المال و من يملك السلطة الدينية متناسين تماما طبيعة النص الديني

إخواني حتى تفهمون طبيعة الإسلام و فرض نفسه على الواقع العام سأعطيكم مثال صغير من تركيا فيما أصطلح عليه بحرب الآذان بين القوميين و الإسلاميين الأتراك

في عام ١٩٣٢ قامت تركيا بتتريك الآذان ( أي رفع الآذان باللغة التركية  ) و ذلك في ٣٠ / كانون الثاني من خلال الخوجه حافظ رفعت في مسجد الفاتح في مدينة استنبول

لكن كانت اول خطوة ل عدنان مندريس بعد وصوله للسلطة هي إعادة الآذان باللغة العربية و تحقق ذلك في  ١٦ / حزيران سنة ١٩٥٠  قبل أن يطيح انقلاب جمال جورسل بالسلطة الحاكمة سنة ١٩٦٠

لاحظ إن القوميين و الإسلاميين طبقوا المثل المصري القائل : ساب الحمار و مسك البردعة
فهم لم يناقشوا مثلا إن كان الآذان يزعج بعض الناس و يقلق راحتهم ٧ مرات في اليوم و يسبب تلوث سمعي خصوصا مع دخول أجهزة مكبر الصوت الى هذا الميدان بل تناقشوا فقط فيما إذا كان ينبغي أن يكون الآذان باللغة التركية أو العربية !!

طيب تخيل نفسك أَيها اللاديني أو الغير مسلم إنك تعيش بالقرب من جامع في تركيا  ! مالذي يجبرك يا ترى على أن تستفيق فجرا على صوت نهيق يخترق سكينة نومك و يقلق راحتك ؟

دعونا نفكر بصوت عالي كمواطن تركي ينتمي لأي ملة أخرى غير الإسلام ...

السنا جميعا مواطنين اتراك و لنا نفس الحقوق ؟!
هل يقبل المسلم على سبيل المثال أن أضع مكبر صوت بإتجاه نافذته و اشغل اي نوع من الهراء لكي اقلق راحته الساعة ٤ فجرا ؟
الجواب طبعا واضح
لكن الأمر الواقع فرض _ الآذان _ الذي هو دعوى لصلاة المسلمين _ على جميع السكان سواء كانوا مسلمين أم غير مسلمين

اعطيك مثالاً آخر ..
تركيا كانت و لازال تعرف نفسها على إنها دولة علمانية ، مع إن المصطلح فضفاض الى حد بعيد و لكن في الحقيقة فأن تركيا أَو النظام التركي او الدولة التركية العميقة إستخدمت الطائفية للتحريض على فئات من الأتراك في مراحل تاريخية عديدة لمجرد أنهم ليسوا سُنَّة ، على سبيل المثال ما حصل سنة ١٩٧٨ في مدينة مرعش لما قام السُنَّة بمجزرة بحق العلويين راح ضحيتها ١٠٠ شخص 

ثم مجزرة مدينة سيواس في يوليو ١٩٩٣ لما ذبح السُنَّة الأتراك ٣٧ مثقف علوي

بل ازيدك في هذا الجانب و أحدثك عن الطامة الكبرى و هي إلزامية التعليم الديني في المدارس في المراحل الإبتدائية و الثانوية بعد ( مرحلة حزب العدالة و التنمية ) و فرض المناهج الدينية السّنية على العلويين ، حتى إنه كان هناك عام ٢٠٠٤ قضية مرفوعة امام المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ و فاز بها العلويين سنة ٢٠٠٧
ثم بعد ذلك حصلت إعفاءات متلاحقة للعلويين لتجنب قضايا دولية و لكن ما في القلب في القلب و لا يزال هناك تيار في تركيا يحاول إعادة امجاد الخلافة العثمانية الساقطة خطوة فخطوة 

لذلك يا عزيزي هؤلاء لا يعرفون معنى العلمانية بل هي لعق على ألسنتهم،  و حتى لو قامت العلمانية فهي تكون لفترة زمنية ثم ستندثر فنحن نعيش في منطقة بائسة بمعنى الكلمة و اذا أردتم ان تعرفوا مدى تقدمية اي نظام علماني في اي مكان في العالم انظروا أولاً الى وضع الأقليات الدينية و اللادينيين في ذلك المكان

انظر مثلا الى ما حل اخيرا بمطربة البوب التركية
غولشان بيرقدار كولا أوغلو
غولشان لم تنتقد الدين و لكنها اشارت مازحة حينما سئلت عن جرأتها فقالت : ان سبب انحرافها هو نتيجة تربيتها في مدارس إمام خطيب
وهي المدارس التي تعد الأطفال ليصبحوا بعدها دعاة و هناك نقد شديد من قبل العلمانيين لتلك المدارس !

#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات