أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان














المزيد.....

دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7217 - 2022 / 4 / 13 - 22:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان 

من العجائب التي تجعل المرء مشدوهاً لأول وهلة وهو يحاول إستكشاف بواطن الأمور في هذه المنطقة الموبوئة البائسة هي عملية تبادل الأدوار في العالم الإسلامي
فتجد المؤسسات و الأشخاص ينتقلون من أقصى اليمين الى أقصى اليسار دون أي مراعاة لما يسمى بالوسطية و الإعتدال أو التشدد و التطرف التي هي مصطلحات فضفاضة لا معنى لها سوى لغو فارغ يلوكه القوم بألسنتهم

الى درجة تصل أحياناً الى كوميديا سوداء ساخرة لا مثيل لها !
و ما دام الحديث عن العمليات الإنتحارية و التي يسميها القوم عندنا بالإستشهادية فنذكر على سبيل التعريف كيف كانت عملية تحليل و تحريم العمليات الإنتحارية تبعاً للإتجاهات المختلفة

و المفاجئة هي أن السلفيين ( الذين من المفترض انهم تيار متشدد ) حرموا العمليات الإنتحارية _ لاحظ مثلاً ابن عثيمين و الألباني _  بينما حللها آخرون و على رأسهم الأزهر بمشايخه و في مقدمة ذلك الرهط من المشايخ عبد المنعم البري الذي إستنكر موقف مشايخ الوهابية حينها !
تخيل بأن الأزهر الذي يسميه البعض بالوسطي شجع العمليات الإنتحارية !
بل حتى إنني أتذكر بأن نظام صدام حسين ( الذي يُصَنَف في هذه المنطقة البائسة بالعلماني ) وعلى الوسائل الإعلامية الرسمية  أدان موقف مفتي السعودية الذي عد العمليات الإنتحارية حراماً !
و أتذكر جيداً إنهم إنهالوا عليه بالسباب و الشتائم من على شاشة تلفزيون الشباب ( القناة المملوكة لعدي  )
حيث خرج المذيع الذي كان يلبس ملابس عربية يتوسط وجهه شارب كث وكان وجهه و العياذ بالله متجهماً عبوساً ليتلو هذا البيان

جدير بالذكر إن بطل الحفر طالب الأمم المتحدة بتخصيص ٩١٠ مليون دولار من صندوق الغذاء و الدواء لدعم القضية الفلسطينية و مبلغ ١٥ الف دولار لعائلة كل فلسطيني يفجر نفسه
هذا في وقت كان راتب الموظف العراقي يعادل من ٣ _ ٧ دولار في الشهر
و الناس قد طحنها الجوع و العوز و الحرمان

أما الآن و قبل أن تضع في وجهي نصوصك أَيها الإسلامي المتخلف و تأتيني بأقوال علمائك الأفذاذ المتخصصين بفقه العادة السرية و دورات المياه ك ( وجدي غنيم ) الذي يبيح العمليات الإنتحارية لابد أن أحدثك عن تاريخ العمليات الإنتحارية و ستكتشف بأنها ليست صنيعة الثقافة الإسلامية

نبذة تاريخية سريعة :

لعل أشهر إنتحاريي العالم الذين نالوا شهرة واسعة كانوا طياري الكاميكاز اليابانيين في الحرب العالمية الثانية حيث كان يوجد في اليابان ثقافة ملعونة الى حد بعيد ممثلة بعبادة الإمبراطور و الإنتحار قبل دنو الهزيمة و تلكم الثقافة لها علاقة وطيدة ب التقسيمات الطبقية الصارمة و ثقافة الساموراي التي تمجد الشجاعة و الموت في سبيل القائد الخ الخ
و لكن ما يعنينا ها هنا هو منطقتنا البائسة و حسب و لا شأن لنا بآثار الأعاجم

هل تعلم أيها الصلعومي بأن أول عملية إنتحارية في البقعة المسماة ب العالم العربي أو الإسلامي أو كلاهما لم ينفذها شخص مسلم بل نفذها شخص سوري مسيحي ارثوذكسي (قومي / عربي) يدعى جول الجمال بتاريخ ٤ نوفمبر ١٩٥٦  !!
مع ملاحظة أن جول الجمال لم ينفذ عمليته الإنتحارية لأسباب دينية بل من شدة حبه لقوميته العربية التي حصل بفضلها على جائزة أفضل ذمي

و نفذ عمليته على طريقة الكاميكاز بقيادة زورق صواريخ مفخخ بإتجاه البارجة الفرنسية جان بار في حرب السويس
و فجر زورقه و رحل عن هذا العالم وهو في قمة السعادة و تحرسه الملائكة اذ كان  يغني :  عبد الناصر يا اسطورة شكري مثلك صوت وصورة  !

ثم بعد ذلك تبنى تنظيم شيعي يساري ( وهو ما يسمى في ايران بالخط اليساري الإسلامي ) يدعى منظمة مجاهدي خلق بقيادة مسعود رجوي في ايران هذا النمط من العمليات ضد الحكم الإسلامي الوليد بعد تصاعد الخلافات بين القوى الثورية بعد الإطاحة بحكم الشاه

ففي ال ٣٠ من اغسطس سنة ٨١ قام أحد افراد المنظمة و يدعى مسعود كشميري بتفجير نفسه ما أدى إلى مقتل الرئيس الإيراني رجائي و رئيس وزراءه محمد جواد باهنر

ثم تبنت الجمهورية الإسلامية الإيرانية هذا النوع من العمليات ( بعدما شهدت قوة تأثيرها في الداخل ) و صدرته الى حلفائها و على رأسهم حزب الله الذي قام بدوره بتنفيذ العديد من العمليات الإنتحارية ضد المعسكرات الأمريكية و الفرنسية و السفارة العراقية في بيروت الخ الخ الخ

ثم تبنت تنظيمات أخرى هذا النوع من العمليات مثل حزب البعث فرع سوريا بشقه اللبناني المعروف بالحزب القومي السوري  و خصوصا تلك العملية الشهيرة سنة ٨٥ التي نفذتها حميدة الطاهر و التي تسمى في أدبيات بعث سوريا ( بعروس البعث ) حيث قادت سيارة مفخخة ب ٢٨٠ كغم تي إن تي ضد جيش انطوان لحد في جنوب لبنان

ثم بعد هذا كله جاء أهل السنة و الجماعة أخيراً ليفكروا في هذه البدعة المحدثة التي أدخلها شخص قومي غير مسلم إسمه جول الجمال !

الآن أَيها الإسلامي الخروف
إن كنت ترى بأن العمليات الإنتحارية فرض منصوص عليه في الكتاب و السنة فعليك أن تبين سبب عدم وجود كاميكاز مسلمين حتى سنة ١٩٥٦ !؟
هل سهى عن الأمة الإسلامية من المحيط الى الخليج ، بمشايخها برجال دينها بحفظة قرآنها بحفظة حديث رسول الإنسانية عن ذلك ؟
أم إن الموضوع كان مجرد موضة في حينها و أنتم جعلتموها كعقيدة ؟

أيها الإسلامي المتخلف
قبل أن ترسل أحد هؤلاء المراهقين الصغار الى حتفه فكر بالموضوع و راجع نفسك
و انت أيها المراهق الذي يحركه جهازه التناسلي أملاً بالحور العين ، أتمنى بأن تراجع نفسك
و تسيطر على هرموناتك

فأنني لكم والله ناصح مبين
و السلام على من إتبع الهدى



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة الفرنسية و محاولة تشويهها
- حوار حول اللغات السامية
- مكبر الصوت كبدعة محدثة
- صراع الحيتان الكبيرة على اوكرانيا الصغيرة
- ضرب الكفوف على قفا الإخواني الخروف
- خطبة يوم الجمعة في مدينة هامبورغ
- السويد تخطف أطفال المسلمين
- تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي
- يا قلبي لا تحزن
- اللحم الحلال يا ولاد الحلال
- الحل في العراق هو العودة لتراث الأجداد
- الرد على سامح عسكر في قصة السامري
- بعجالة شديدة .. العلمانية و التنوير و الإصلاح الديني
- تعقيب موسع على المقال السابق
- إهداء إلى الأستاذ سامي لبيب
- رسالة الى الإنكشاريين الجدد
- أهمية النقد النصي بالنسبة للعالم الإسلامي
- الحجاب و النقاب في اليهودية
- ختام القصة
- ردي على الكيالي


المزيد.....




- مقتل العشرات من منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة، وإغلاق المسج ...
- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان