أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - اللحم الحلال يا ولاد الحلال













المزيد.....

اللحم الحلال يا ولاد الحلال


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7110 - 2021 / 12 / 18 - 01:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لعل بعضكم قد سمع ب جيمس ماكاولي
James McAuley
المراسل الصحفي لصحيفة الواشنطن بوست في باريس الذي قضى شطراً لا بأس به من حياته ( الإعلانية ) وهو يتزلف لمنظومة القيم الإسلامية و يحاول بشتى الطرق وضع اللوم على الجانب الغربي ( الأوربي )

الحقيقة إن ماكاولي هو أحد نماذج الإعلام البائس المتزلف 
و الذي يعكس عقلية بعض الإعلاميين الغربيين الذين يريدون أن يلعبوا دور المنقذ أو المقاتل من أجل الحرية
على غرار الصحفي المخضرم توماس فيسك و ما شاكله من المصابين بعقدة ستوكهولم

كتب ماكاولي ذات مرة مقالة عن اللحم الحلال بعنوان :
Why halal meat generates so much controversy in Europe

يأتي الكاتب بشهادات من هنا و هناك لمجموعات دينية ليقول في النهاية إن اللحم الحلال ماهو إلا ماركة تجارية حالها حال أي ماركة أخرى مخصصة لمجموعة من الناس فلماذا كل هذه الجلبة ؟
ليضع في المقابل أصوات اليمين الأوربي لكي يظهر للناس و كأن المسألة هي يمين في مواجهة الإسلام ، يعني بأختصار عملية ايحائية لا تخلو من بعض الدهاء
و الحقيقة ليست كذلك
فأي إنسان عاقل حتى و لو لم يملك أي صفة رسمية سيقف على النقيض من عملية الغش التجاري المسماة باللحم الحلال

لماذا كل هذه الجلبة الحاصلة حول اللحم الحلال ؟

عزيزي القاريء لا تغرنك العناوين البراقة و لا تصدق هراء الصحفيين الموتورين أَو رجال الدين فاللحم الحلال لا وجود له حتى في العالم الإسلامي إلا على نطاق ضيق و ضيق جداً في بعض القرى و الأرياف النائية

ربما قد تصدمك هذه العبارة و لكنها الحقيقة

في البداية يجب أن تعلم شروط الذبح الإسلامي وفق مانص عليه الشارع الأعظم _ من وجهة نظر إسلامية _

شروط الذبح الإسلامي

● البسملة أي ذكر إسم الله على الذبيحة وفقاً لما جاء في القرآن
ولا تأكلوا ممَا لم يُذكرْ اسم’ اللهِ عليه
و لا يقبل الذبيحة بغير ذلك لما جاء في الأثر
لَعَنَ اللهُ مَن ذَبح لغيرِ الله

● أن يكون يكون الذابح عاقلاً واعياً مسلماً أو من أهل الكتاب أما المذهب الجعفري فيشترط الدين الإسلامي للذابح حصراً 

● أن تكون آلة الذبح قاطعة تذبح الذبيحة بنصلها لا بثقلها
لما جاء في الأثر
 «إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته»؛

و هناك تفاصيل صغيرة أخرى إختلف فيها الفقهاء و المذاهب الإسلامية كإستقبال القبلة و إضجاع البهيمة على الجانب الأيسر و الذبح باليمنى ( على خلاف ) و قطع الأوداج دون الحبل الشوكي الخ الخ من التفاصيل

فهنا نتسائل ، هل يمكن تطبيق شروط الذبح الإسلامي و تعميمه بحيث يمكن أن يصبح ماركة تجارية لها قدرة التسويق و المنافسة ؟

الجواب بأختصار هو كلا
فالذبيحة وفق كل النصوص الإسلامية تشترط الذبح من قبل شخص عاقل مؤمن
و هذا غير متاح على الصعيد التجاري كون عملية الذبح في المجازر و المسالخ الكبرى تحصل من قبل مكائن عملاقة و ليس أشخاص
كما إنه لايمكن سؤال الأشخاص العاملين في المجازر عن خلفياتهم الدينية _ على الأقل في الغرب _ و ليس من المنطقي أن يكون كل العاملين ذوي دين أو مؤمنين بإله
فهذا النوع من التمييز على أساس ديني مرفوض تماما في ميدان العمل و غير مقبول إطلاقاً
كما إن المكائن الضخمة لا تستطيع أن تسمي : أي أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم فهي جمادات غير عاقلة

ثانياً : يكون الذبح من قبل الأدوات القاطعة بفعل الضغط ، كأن تسقط مقصلة على رقبة الغنم أو البقر بعد أن تدفع رأس الدابة نحو المقصلة أو تقوم آلة القطع التي تشبه المقص بقطع رؤوس الدواجن و هي متدلية من ساقيها نحو الأسفل

إذا ماهي قصة اللحم الحلال في اوروبا ؟
بأختصار شديد هي الجماعات الإسلامية المرتبطة بالإخوان المسلمين هذه هي كلمة السر الحقيقية

فهؤلاء كل ما يسعون اليه هو فرض إرادتهم السياسية على الجاليات الإسلامية من خلال ختم عليه كلمة ( حلال ) و بالتالي تعزيز النعرة الإنفصالية و تحقيق مكاسب مالية ضخمة و حينما أقول هذا الكلام فأنا أعيه كمستهلك يسعى للحصول على المواد الغذائية بسعر أقل فكيف تريدني أن أتصرف حينما أجد اللحم الحلال ضعفين أو ربما أكثر من اللحوم الموجودة في الأسواق ؟ 
مما يعني فتح باب الغلاء على المستهلكين بلا أي داعي حقيقي

أضف الى ذلك إنه من القوانين الأساسية المنصوص عليها في الغرب هو تخدير أو صعق الأضحية لتكون غير واعية أي لا تحس بالألم بينما الذبح الإسلامي لا يشترط ذلك إطلاقاً

ولكن السؤال الأهم الذي خطر ببالي و أنا أقرأ تقرير صحفي عن اللحوم المستنبتة في المختبرات
و التي تسمى
Cultured meat
أو
synthetic meat
أو
clean meat
أو
in vitro meat
حيث تتصدر هذه القفزة العلمية و الإقتصادية الرائدة شركات أمريكية ذات باع طويل في سوق الأغذية 

و على رأسها شركة أبسايد فوت التي بدأت بأنتاجها هذا العام في كاليفورنيا و نضيرتها شركة نيو ايج التي ستبدأ الإنتاج في العام المقبل 
و شركة وايت تايب لإنتاج السلمون المستنبت

و السؤال هو :

ترى هل سيقبل المستثمر الأمريكي أو السياسي الأمريكي أو المشرع الأمريكي أي نوع من الحروب الإعلامية في المستقبل التي ستحارب المنتج الجديد أو تلك التي ستحض بعض الأمريكيين من ديانات معينة بالابتعاد عن هذه اللحوم و التوجه للحم الحلال حصراً ؟
أم سيُعتبر هؤلاء عبء على كاهل الإقتصاد الأمريكي ؟
خصوصاً مع وجود شواهد عديدة تشير الى الرواج الواسع النطاق لهذه الأغذية في المستقبل و التي سنذكر بعضها لاحقاً


الآن سيد مكاولي ما رأيك باللحم المستنبت ؟
فقريباً ربما بعد ٣٠ سنة من الآن ستكون معظم اللحوم المتاحة في السوق هي لحوم مستنبتة من الخلايا الجذعية يعني لحوم غير مذبوحة و لا تنطبق عليها شروط الذبح الإسلامية و لا اليهودية نهائياً

و ذلك بسبب عوامل عديدة منها
أولاً : الإزدياد السكاني حيث لن تكون موارد الأرض كافية لإطعام كل هؤلاء البشر

ثانياً : الماشية و الأسماك نفسها بحاجة الى طعام و أعلاف و بالنتيجة هذا ايضاً ( أي أعلاف الحيوانات )  سيصبح هدر غير مقبول للموارد

ثالثاً : جماعات حقوق الحيوان الذين يطالبون بتحقيق العدالة لإخواننا من الحيوانات يضاف اليهم جيش النباتيين المطالبين بأحترام حياة الحيوانات

و في المقابل ما رأيك أخي المسلم في كل ما سبق  ؟
هل ستبقى مثل العربة التي يدفعها الآخرون لتحقيق مصالحهم أو بناء أمجادهم الشخصية على حسابك ؟

أم ستبدأ بالتفكير جدياً في أن تكون عنصر بناء و فاعل في المجتمع ؟

جدير بالذكر إن من أوائل الدول التي سعت في مجال اللحوم المستنبتة على الصعيد العلمي و الإقتصادي كانت سنغافورة وهي دولة ذات غالبية سكانية إسلامية

و السلام مسك الختام



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحل في العراق هو العودة لتراث الأجداد
- الرد على سامح عسكر في قصة السامري
- بعجالة شديدة .. العلمانية و التنوير و الإصلاح الديني
- تعقيب موسع على المقال السابق
- إهداء إلى الأستاذ سامي لبيب
- رسالة الى الإنكشاريين الجدد
- أهمية النقد النصي بالنسبة للعالم الإسلامي
- الحجاب و النقاب في اليهودية
- ختام القصة
- ردي على الكيالي
- عجيب أمور غريب قضية
- نسبية التعامل الأخلاقي وفق المتغيرات الزمكانية
- بين الخميني و اردوغان
- من سارومان الى أردوغان ، الأحداث في إسبوع
- موريس بوكاي و هامان القرآني 2
- موريس بوكاي و هامان القرآني
- الحجاب و النقاب في الجزيرة العربية قبل الإسلام 3
- الحجاب و النقاب في الجزيرة العربية قبل الإسلام 2
- الحجاب و النقاب في الجزيرة العربية قبل الإسلام
- عثمان و الحاشية الأموية


المزيد.....




- الجهاد الاسلامي: العدوان الاسرائيلي اعتداء صريح على الشعب ال ...
- الجهاد الاسلامي: توسيع -إسرائيل- احتلالها للأراضي السورية يث ...
- ما رسائل الشرع من زيارته الجامع الأموي وكيف تغيرت شخصيته؟
- الجولاني من داخل المسجد الأموي في دمشق: الأسد ترك سوريا مزرع ...
- رئيس أكبر فصيل معارض بسوريا: سقوط بشار الأسد انتصار للأمة ال ...
- محبوبة الملايين.. تردد قناة طيور الجنة الجديد على عرب ونايل ...
- -هذا النصر تاريخ جديد للمنطقة-.. شاهد كلمة الجولاني من الجام ...
- من الجامع الأموي.. الجولاني يوجه كلمة عن -النصر- (فيديو)
- مآذنه صدحت بسقوط بشّار الأسد.. ماذا نعرف عن تاريخ الجامع الأ ...
- -حي الله بالشيخ-.. شاهد ترحيب السوريين بالجولاني عند الجامع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - اللحم الحلال يا ولاد الحلال