أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - الهجوم على سلمان رشدي













المزيد.....

الهجوم على سلمان رشدي


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 7340 - 2022 / 8 / 14 - 11:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحياتي أَيها الأعزاء..

لقد كنت قد قررت أن أعطي نفسي إجازة طويلة من الكتابة و التفرغ لمشاغل الحياة

لكن في خضم المستجدات الجديدة و الأحداث اللاهبة كان لابد من التوقف عندها و تحليلها أو على أقل تقدير تسجيل موقف

فقد شدني البارحة خبر الهجوم المروع على الأديب العالمي سلمان رشدي يوم الجمعة الموافق ١٢ اغسطس ٢٢

و حتى تكون الأمور واضحة لمن لم يصله الحدث الجلل فلابد أن نتطرق الى تفاصيل الخبر
حيث أقدم شاب ذو ملامح شرق اوسطية _ حسب الصور المتاحة على المواقع الإخبارية _ يبلغ من العمر ٢٤ عاما و يدعى هادي مطر على طعن الأديب سلمان رشدي بعدة طعنات خلال إلقاء الأخير كلمة في مؤسسة تشوتوكوا غرب ولاية نيويورك
مما تسبب الى دخول السيد سلمان رشدي الى العناية المركزة مع أحاديث كثيرة جرى تداولها حول سوء الحالة الصحية للرجل
جدير بالذكر أن سلمان رشدي قد تم إهدار دمه بفتوة شرعية صادرة عن الخميني سنة ٨٩ و عرض النظام الإيراني حينها مبلغ ٣ مليون دولار لمن يقتله

و إنني إذ أتمنى للسيد سلمان رشدي الشفاء العاجل و ادين بأشد العبارات هذا الهجوم الإرهابي البربري
أنوه الى مانقلته بعض وسائل الإعلام و بعض ما تداوله المدونين و الناشطين

بإن الهجوم على سلمان رشدي يحمل بصمة ايرانية _ على الأقل _ من الناحية التاريخية ، و من خلال ربط تلك الأحداث ببعضها
فالمتشددين في ايران هم أول من سنوا سياسة الطعن في العصر الحديث لتصفية اصحاب الكلمة من المفكرين  لأن الطعن بالسكاكين و الخناجر له دوافع شرعية عند هؤلاء و له نصوص في هذا التراث الذي عفى عليه الزمن وهو مع الأسف مليء بالعقد النفسية و الأحقاد و الذي إستغله البعض لصنع هالة القداسة التي تحيط بهم و تحميهم من اي نقد
لان النقد يؤدي إلى التفكير و التفكير عدو الأديولوجيا ، فما بالك حينما تكون الآديولوجيا قد هبطت الينا من السماء !


في عام ١٩٤٦ قام المجرم نواب صفوي بطعن المفكر الإيراني احمد كسروي عدة طعنات اودت بحياته داخل قاعة المحكمة
و نفس الأسباب التي دعت الى إغتيال كسروي في طهران هي ذات الاسباب التي دعت المتشددين لتصفية الرئيس السابق شهبور بختيار في باريس و بنفس الطريقة اي الطعن

و من ثم إذا ربطنا هذا الإسلوب _ الذي يمكن أن نعتبره ماركة مسجلة _ بالأسماء التي تداولتها وسائل الإعلام للمنفذ ( هادي مطر أو حسن مغنية ) ستجد إنها اسماء تحمل طابع الإنتماء الى المذهب الشيعي على الأكثر

كذلك ما اشيع عن إن المنفذ كان يرتدي ملابس سوداء ، حيث تصادف هذه الأيام مناسبات معينة عند الطائفة الشيعية الكريمة 
نجد إننا أمام السيناريو التالي :

  أن الحرس الثوري  و بعد أن عجز عن الإنتقام لشخصيات مهمة تم اغتيالها سواء من النظام او تعمل مع النظام  ، يحاولون تقديم بعض الإنجازات لجمهورهم خصوصا أمام الضربات المركزة التي تعرضوا لها في عقر دارهم امام دولة ليس لهم معها حدود مشتركة
 

فعاد هؤلاء ( كما جرت العادة  ) الى تحريك بعض اذرعهم الخارجية من جنسيات غير ايرانية لضرب هدف مدني غير مسلح و غير محصن لصنع انتصار إلهي و خلق ضجة إعلامية مطلوبة بعد سلسلة الإنتكاسات الإستخبارية المريرة

و لو لاحظتم تاريخ مؤسسات الحرس الثوري فأنهم دائما ما يستغلون هؤلاء المعجبين و الموالين للنموذج الإسلامي الإيراني من اللبنانيين و العراقيين من لتنفيذ أهدافهم الخارجية كونهم الأكثر اندفاعا و ولاءا و الأقل تكلفة


أما من جهتي أَيها الأحبة و بعيدا عن السياسة و الدين ..

لا يعنيني إطلاقا سلمان رشدي في شيء و لست في وارد الدفاع عنه كشخص .
كما لم أقرأ اي شيء من نتاجه الادبي بسبب طبيعة إهتماماتي المختلفة و ذائقتي الخاصة و ربما يكون هذا تقصير مني سأسعى لتداركه في قادم الأيام

و لكني ادافع عن حق التعبير مهما كان و الى المنتهى
و بالتالي كل الجهات الإسلامية و بلا استثناء هي جهات لا تحترم حق التعبير و لا تؤمن بحرية الرأي لأن طبيعة الديانة الإسلامية تقتضي الشمولية و الصوت الواحد رغم انهم يستغلون حق التعبير في الغرب  الى أقصى درجة يمكن أن تتخيلوها
بدليل أن الخميني نفسه الذي اهدر دم رشدي لأن الأخير قد عبر عن رأيه كان لاجئا سياسيا في باريس في يوم ما ، و قد إستفاد من جو حرية الرأي و التعبير هناك!.

و لكن و كما تعودنا على خيبات الأمل المتعاقبة مع كل النماذج الإسلامية بسنتها و شيعتها فقد وصلنا الى قناعة أن القوم  يقدسون حريتهم _ إن صح أن نسميها كذلك _  و يمنعونها على غيرهم الى الدرجة التي بدأوا يستغلون جو الحريات هذا لصالح خطب التحريض

حتى إنهم يحرضون على القتل و الكراهية من خلال النصوص الإسلامية بما يعني منح القداسة لتوجهاتهم السياسية


فلو لاحظتم إن كل هؤلاء الذين يمجدون الماضي و الهوس الديني و الخرافات القروسطية يعيشون في الخارج و لا يطيقون أن يكونوا بلدانهم  و يتمتعون بأجواء الحرية و في نفس الوقت يحرضون من خلال منابرهم الإعلامية و وسائل التواصل الإجتماعي  على العنف و القتل
و قد شهدت ذلك و على المستوى الشخصي مع شخصيتين من هؤلاء الذين يمثلون لسان حال الماضي الأليم

حيث إنهم وجهوا دعوات صريحة الى قتل شخصيات بعينها بعض تلكم الشخصيات ذو وجاهة دينية او ذو منصب سياسي رفيع
او احيانا يوجهون الدعوات لقتل مجاميع  من الناس لأسباب طائفية او سياسية
فما بالك بمن صدرت عليه فتوى تهدر دمه و يعتبر كافر!؟

أما على الجانب الآخر و اثناء متابعتي للحدث فقد فتح بعض المدونين العرب باب المقارنة بين طبيعة الاغتيالات التي يقوم بها الموساد من جهة لمسؤولين كبار في النظام الإيراني و في مربعات امنية حصينة و عمليات خطف وتحقيق مع مسؤولين إيرانيين في سوريا او حتى داخل التراب الايراني بطريقة تكاد تقترب من الاساطير الهوليودية و بين الاغتيالات التي ينظمها النظام الإيراني ضد كتاب وصحفيين لا يحملون سوى القلم و التي تعكس الطبيعة البدائية و الغير إحترافية لهذا النظام واذرعه الأمنية  _ بحسب هؤلاء المدونين _

فمن يقرأ _ (و الكلام لا يزال على ذمة اولئك المدونيين) _ ما جاء في صحيفة كيهان المحافظة و التي يعين رئيسها من قبل المرشد خامنئي شخصيا سيتعرف على الفور على الفارق الكبير بين الإثنين

حيث جاء فيها :
مبروك لهذا الرجل الشجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتد والشرير سلمان رشدي
لنقبل يد من مزق رقبة عدو الله بسكين


و تعليقي ..

نحن هنا لا نمجد هذا أو ذاك و لسنا بصدد عمل دعاية لأحد و لا نحن بصدد تقنين عمليات القتل بأي حال من الأحوال و لكن من المعيب و المخزي أن يكون الرد الإيراني بإستهدافات تطال كتاب أو صحفيين أو روائيين  !

اما من جهتي كإنسان عادي لا أَحمل اي صفة رسمية اوجه ها هنا سؤالا لأصحاب هذه الرؤيا الإسلامية الغارقة في الدموية..

ماذا فعل سلمان رشدي حتى تحقدوا عليه كل هذا الحقد ؟ و هل انتقاد محمد او الدين الإسلامي يستوجب استحضار كل هذه الكراهية التي تصل الى حد التصفية الجسدية ؟

إن كان الأمر كذلك فهناك مئات بل آلاف الأديان على وجه البسيطة التي يهينها المسلمون بسنتهم و شيعتهم و يهينون رموزها

بل وصل الأمر إلى أن يهين القوم رموز بعضهم البعض حتى داخل الطائفة الواحدة !

و أعطي ها هنا مثالا واحدا على سبيل الذكر لا الحصر فلو أخذنا الطائفة الشيعية ذاتها فستجد بعضهم يعظم المختار الثقفي و يعلي شأنه و يترضى عليه و بعضهم يحط من شأنه و يلعنه !
ولازالوا الى يومنا هذا يجترون هذه الشخصية التي صارت من الماضي ليرسمون على قسماتها خريطة حاضرهم و مستقبلهم

و المقصد من كلامي: ما تعتبره انت مقدس فعند غيرك قد يكون مدنس و العكس بالعكس ، و لو إعتصم صاحب كل مقدس بمقدسه و طومطمه و قتل من يسيء اليه فحينها لن يبقى بشر على هذا الكوكب



أما من جهة تحليل المشهد لوضع التطرف الشيعي فقد صار حاله حال التطرف السني
فالموضوع تجاوز الطابع المحلي ليصل الى ارهاب عابر للحدود رغم ان الإرهاب العابر للحدود _ الى الغرب تحديدا _  ليس بالشيء الجديد على طبيعة الإسلام بشقيه السني أو الشيعي

و لكنه جديد على بعض الجهات السياسية العراقية التي لها أجنحة مسلحة و تدين بولائها للنظام الإيراني
حيث لم يسبق لهذه الميليشيات ان تورطت بهكذا عمليات إرهابية في الغرب ، فقد كانت هذه العمليات و لفترة طويلة حكرا على المنظمات السنية


فما شد انتباهي هو ما تداوله بعض اليوتيوبرز  ( دون أن أؤكد أو انفي تلك المعلومة )

الى تداول بعض الحسابات الوهمية التابعة للميليشيات العراقية الولائية عبارة : عاشت ايدك يا ابن الرافدين !
مما يعني إن هناك شريك عراقي لهذا  اللبناني
او إن  العراقي هو الذي جند  اللبناني

في النهاية ربما تكون الأيام القادمة حبلى بالأحداث فأمريكا ربما تتجاهل الولائيين حينما يقتلون شخص سوري او عراقي و لكنها بالتأكيد لن تتسامح مع شخص يقتل مواطنين أمريكيين او مقيمين على الأراضي الأمريكية و بناءا عليه ربما يتم قتل شخصيات رفيعة من الحرس الثوري و ميليشياته انتقاما لهذه الأعمال التي تصنفها امريكا على انها اعمال عدائية قد تصل لمستوى إعلان حرب
لأن امريكا بطبيعة الحال و منذ زمن اغتيال بن لادن بدأت تتبع الإسلوب الإسرائيلي في تحييد الأهداف المعادية دون الحاجة للحروب المكلفة و الخسائر الجانبية



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية غوندياييف
- هل الحجاب عرف أم فرض ٢
- هل الحجاب عرف أم فرض ؟
- الموقف الماركسي من المال / النقود
- هل هناك إسلام معتدل ؟
- ضرورة تحديد النسل في شرقنا التعيس
- ردي السريع على الشيخ بسام جرار البديع
- اخبار مفرحة و سعيدة
- دليل الخرفان في الإنتحار و إتباع البهتان
- الحملة الفرنسية و محاولة تشويهها
- حوار حول اللغات السامية
- مكبر الصوت كبدعة محدثة
- صراع الحيتان الكبيرة على اوكرانيا الصغيرة
- ضرب الكفوف على قفا الإخواني الخروف
- خطبة يوم الجمعة في مدينة هامبورغ
- السويد تخطف أطفال المسلمين
- تقييم الماركسية على أسس الإشتراط السلوكي
- يا قلبي لا تحزن
- اللحم الحلال يا ولاد الحلال
- الحل في العراق هو العودة لتراث الأجداد


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - الهجوم على سلمان رشدي